آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » بعد ثلاثة عقودٍ من التهديدات الكيان يُعلِن إفلاسه وإقراره باستحالة الخيار العسكريّ.. الفشل مزدوج: أخفقنا بإبعاد إيران عن القنبلة وتورّطنا بحروبٍ أضعفتنا أكثر ممّا كان سيحِّل بنا لو هاجمناها

بعد ثلاثة عقودٍ من التهديدات الكيان يُعلِن إفلاسه وإقراره باستحالة الخيار العسكريّ.. الفشل مزدوج: أخفقنا بإبعاد إيران عن القنبلة وتورّطنا بحروبٍ أضعفتنا أكثر ممّا كان سيحِّل بنا لو هاجمناها

ما زال التهديد الإستراتيجيّ الوجوديّ الذي تُشكله إيران على دولة الاحتلال يحتل حيّزًا كبيرًا وهامًا في السياسة الإسرائيليّة، علمًا أنّ تهديدات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، خلال العقديْن الأخيريْن بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لتدمير البرنامج النوويّ في الجمهوريّة الإسلاميّة لم يخرج إلى حيّز التنفيذ، ووفق كلّ المؤشرات فإنّ التهديد الممجوج بات مادّةً للتندر في أوساطٍ عديدةٍ بكيان الاحتلال، وفي هذا السياق، ونقلاً عن محافل أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب، أكّدت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة أنّ “الفشل تجاه إيران مزدوج: إسرائيل فشلت في إبعاد الإيرانيين عن القنبلة، وتورّطت في حروب داخلية تضعفها وتشرخها، بقدر لا يقل عن أيّ ردٍّ إيرانيٍّ كان يمكن له أنْ يأتي لو كنا هاجمناها”، وفق المصادر.

 ورأت الصحيفة أنّ “الحقيقة التاريخية هي أنّ إسرائيل بدأت تُحدِّد البرنامج النوويّ الإيرانيّ كتهديدٍ مستقبليٍّ منذ عهد إسحق رابين رئيسًا للوزراء، أيْ قبل ثلاثين عامًا، وعمليًا، كان التهديد المحتمل من طهران أحد تعليلات رابين التي لا تذكر في صالح اتفاق أوسلو، إذ إنّه تطلع لحلّ المسألة الفلسطينيّة كي يُركِّز على التهديد الأصعب”.

 وأردفت الصحيفة، نقلاً عن ذات المصادر، “لكن يُقال في صالح بنيامين نتنياهو إنّه بالفعل وضع إيران على رأس الأجندة منذ أنْ تسلم منصبه رئيسًا للوزراء في العام 1996، حيثُ سعى، في الأصل، إلى تجنيد الولايات المتحدة والعالم لفرض عقوباتٍ، إلى جانب تطوير قدرةٍ عسكريّةٍ لمهاجمة المنشآت، إذا لم يَجْدِ الضغط الاقتصاديّ والدبلوماسي نفعًا وكان تقدير المهنيين أنّ هجومًا في إيران سيُعرقِل تطوير المشروع بثلاث حتى خمس سنوات”.

 وأشارت المصادر أيضًا إلى أنّه “سواءً أكان التهديد الإسرائيلي حقيقيًا أمْ أنّ نتنياهو لوح فقط بأداة فارغة في كلّ أرجاء العالم، فقد بلغت سياسته ذروة نجاحها أواخر 2015. حصل هذا حين وقعت القوى العظمى مع إيران على اتفاق استهدف إجمالاً إبعادها نحو 15 سنة عن نيل القنبلة، وذلك أكثر بكثير ممّا كان يمكن تحقيقه في هجومٍ عسكريٍّ”.

 علاوة على ما جاء أعلاه، شدّدّت الصحيفة على أنّ “الاتفاق تحقق ليس لأنّ إسرائيل طالبت به أوْ فرضته، بل بسبب مصالح القوى العظمى ومصالح إيران، لكن للسيف الإسرائيليّ المهدد، مثلما أيضًا لإعلاء الموضوع الإيراني للعالم الدبلوماسي من نتنياهو ومبعوثيه، كانت له مساهمة في رغبة كلّ المشاركين للوصول إلى صفقةٍ”.

 وأوضحت الصحيفة أنّه “لو كان نتنياهو سياسيًا حقيقيًا يعترف بقدرات إسرائيل وقيودها، مثلما بقدراته وبقيوده أيضًا، لكان يفترض به أنْ يعرف بأنّ الاتفاق هو الأفضل من بين كلّ الأمور الممكنة. فضلاً عن ذلك، كان يمكن لنتنياهو أنْ يتباهى به على أنّه أكبر إنجازاته. في الـ 15 سنة التي سيتأخر فيه المشروع الإيرانيّ، كان يمكن محاولة العمل على تغيير النظام وتوثيق المعلومات الاستخبارية عن هجوم أو حتى الاقتراب منه”.

 وأكّدت أنّ 15 عامًا زمن طويل، وبالتأكيد بتعابير عالم يتغير بسرعة. لكن نتنياهو هو مَنْ كان له كل شيء، ومع ذلك أراد أكثر، فقد فضل إسقاط الاتفاق، ودخول ترامب إلى البيت الأبيض ساعده في إقناع الولايات المتحدة على التنكر للاتفاق”.

ولفتت الصحيفة إلى أنّه “دون الاتفاق، تقدمت إيران نحو النووي أكثر. وقد اجتازت الحافة التي عرضها نتنياهو في خطابه الشهير في الأمم المتحدة كخطًّ أحمر. اليوم، حين تنشر أنباء عن تفاهمات متجددة ستتحقق بين الأمريكيين والإيرانيين، واضح أنّها ستكون أقل جودة من الاتفاق إياه، وواضح أساسًا بأنّ إسرائيل لم يعد بإمكانها العمل في إيران، سواءً لأسبابٍ داخليّةٍ أمْ من ناحية التحفظ الدوليّ على ذلك”، طبقًا للمصادر الإسرائيليّة.

بالإضافة لذلك، قالت إنّ “تفويت الإنجاز الذي سبق أنْ تحقق مع إيران هو آخر الفشل التاريخي لنتنياهو بصفته رئيسًا للوزراء. هذا التفويت يتناسب والتسرع الذي خطب فيه أمام الكونغرس في 2002 حين حثّ الأمريكيين على إسقاط حكم صدام حسين، وليس فقط إضعافه، دون أنْ يفهم بأنّ العراق كان أيضًا قوة كابحة للإيرانيين، قوة اختفت”.

المصادر أوضحت أنّه “أمّا الآن فقد بات الأوان متأخرًا، فالمعارضة التي أعرب عنها ديوان نتنياهو هذا الأسبوع على التفاهمات الجديدة بين الولايات المتحدة وإيران لم تعد تؤثر في أحد”.

 كما قالت المصادر إنّ “التفويت في المسألة الإيرانيّة يقف بقدرٍ كبيرٍ من خلاف الهزات في السياسة الداخلية في إسرائيل، وأنّ ميل نتنياهو إلى السياسة الشعبوية والاستقطابية تعاظم بالتوازي مع الزمن الذي فقدنا فيه الطريق إلى وقف إيران: دون وضع المسألة الإيرانية على الأجندة لم يتبقَ له سوى كيف يبرر حكمه بالتغييرات اللازمة ظاهرًا في داخل الدولة.

 وخلُصت الصحيفة إلى القول، نقلاً عن المصادر واسعة الاطلاع “إنّ الفشل تجاه إيران مزدوج: إسرائيل فشلت في إبعاد الإيرانيين عن القنبلة، وعلقت في حروب داخلية تضعفها وتشرخها، بقدرٍ لا يقّل عن أيّ ردٍّ إيرانيٍّ كان يمكن له أنْ يأتي لو كنا هاجمناها”، على حدّ قولها.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

زاخاروفا: إغلاق ملف التحقيق بقصف جسر القرم يثبت تورط الغرب بالهجمات الإرهابية على الأراضي الروسية

أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن قرار سلطات ألمانيا بإغلاق قضية مفتش القوات الجوية الذي ناقش قصف وتدمير جسر القرم “يثبت تورط الغرب بالهجمات ...