الرئيسية » مجتمع » حكايات دمشقية طريفة … ظرفاء دمشق ينسجون الظرف حول كل ما يتعلق بتفاصيل الحياة في رمضان

حكايات دمشقية طريفة … ظرفاء دمشق ينسجون الظرف حول كل ما يتعلق بتفاصيل الحياة في رمضان

| أنس تللو

 

إن لشهر رمضان فلكلوراً خاصاً لدى كل فئة من الناس، وقد كان ظرفاء دمشق ينسجون الظرف حول كل ما يتعلق بتفاصيل الحياة في رمضان، لذلك لم تخلُ قضية مهما كانت صغيرة من قصصهم الضاحكة.

 

رمضان والتجارة

 

من ذلك أنهم يقولون في إثبات قدوم شهر رمضان أن الذي يؤكد أنه رأى الهلال لكي يُثبت قدومه في أول يوم هو دوماً رجل بعين واحدة، وكانوا يقولون (بفرد كريمة)، يستدلون من ذلك أن العين الواحدة تجعل صاحبها أشد قدرة على التركيز لكي يعوض عن الاثنتين، كذلك كانوا يتضاحكون حول مصلحة تجار اللحوم في استعجال إثبات نهاية الشهر وقدوم العيد، لكي يسارعوا إلى الحصول على الأرباح الفاحشة من بيع اللحوم.

 

سحور بلا صوم

 

أما عن السحور فقد كان الظرفاء يروون قصة عن رجل مفطر لا يصوم، لكنه كان يجبر زوجته على أن تقوم في كل ليلة وتهيئ له طعام السحور، فأزعجها هذا الأمر، وقالت له: مادمت لا تصوم فعلامَ السحور، فقال لها: يا امرأة، لقد تركنا الفرض، أتريدين أن نترك السنة.

 

كذلك هناك قصة يرويها الظرفاء في شهر رمضان مفادها أن أحد الصائمين دخل إلى قرية نهاراً فرأى الناس يأكلون، فسألهم عن ذلك، فقالوا:

 

إن شيخنا يصوم عنا.

 

فدفعه الفضول للذهاب إلى بيت الشيخ؛ فذهب ودخل ليرى سفرة طويلة عليها ما لذ وطاب من أنواع المأكولات؛ والشيخ يأكل بنهم، فقال له:

 

شيخي بعلمي أنك تصوم عن أهل البلد.

 

فقال له الشيخ:

 

يا جاهل، من يصوم عن أهل بلد بأكمله ألا يتسحر مرة كل نصف ساعة؟

 

أما عن الإفطار فإنه من المعروف والمألوف أن يكون موجوداً على سفرة رمضان التسقية بالسمن والفول المدمس ومنقوع قمر الدين والفتوش… وما إلى ذلك من أكلات شامية قديمة تُعدُّ كلها من ضمن ما يسمى المقبلات.

 

ذاكرة قصاب حسن

 

من أطرف ما هنالك ما يرويه المحامي المرحوم نجاة قصاب حسن في كتابه الشهير (حديث دمشقي) لدى زيارته لصديقه آخر ظريف من ظرفاء دمشق المرحوم رجاء الشربجي، يقول:

 

دعوتُ مرة نفسي لدى الصديق العزيز الصائم كل رمضان رجاء الشربجي، وذلك قبل الإفطار بربع ساعة حتى لا يستعد ويتعب وينفق ويكثر وهو الكريم، وذهبت على الميسور اليومي (المهيأ)، فكانت قائمة الطعام كما يلي: تمر هندي وقناني شراب منوعة ـــ باذنجان مقلي مع سلطة ممتازة وبصل وثوم وبقدونس ـــ فتوش الباذنجان ـــ لوبيا بزيت ـــ وهذه كلها مقبلات، أما الطعام فقد كان: رز مفلفل ـــ ملوخية ـــ أرضي شوكي ـــ كبة لبنية على البارد ـــ بسماشكات (وهي لحم يحشى بالأرز ويخاط كما تخاط القبوات)، وأما الحلوى فهي نمورة بقشطة حقيقية وبكمية كبيرة وفواكه.

 

وأكلتُ حتى كدت أنفزر، وتحققت حكمة الصيام عندي وهي (أن نأكل كثيراً بعد أن نجوع كثيراً)، ولكن الرجل كريم والطعام طيب، وضحكنا مع القهوة حتى هضمنا الطعام، ولولا التزاماتٌ مسبقة لبقيتُ وتسحرت عنده وخاصة أن العشاء كان في دار دمشقية في القنوات من أجمل بيوت دمشق.

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز٣_الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

جريح الوطن: أكثر من 3 آلاف جريح انطلقوا في مشاريعهم الإنتاجية

أعلن مشروع جريح الوطن أن 3300 جريح انطلقوا في مشاريعهم الإنتاجية، بعد حصولهم على منحة مالية من المشروع، بنسبة 97 بالمئة من الجرحى المنضمين إلى ...