الرئيسية » كتاب وآراء » خطأ في تقديرات العدو

خطأ في تقديرات العدو

 

اتسم إعلان كيان الاحتلال الإسرائيلي عن حالات التطبيع مع عدد من الدول العربية بالكثير من الخبث الدعائي على المستويين الداخلي والخارجي و الأهداف المخططة لهما في الواقع الذي تعيشه المنطقة والذي يصب في المصلحة الإسرائيلية .
على الصعيد الداخلي سعى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لاستغلال (فوعة التطبيع) للتغطية على واقعه السياسي المأزوم على صعيد فشل حزبه في تشكيل حكومة والملاحقات القضائية له وعائلته بتهم الفساد واستغلال منصبه.
أما على الصعيد الخارجي وهو الأخطر فكانت أهداف هذا الكيان تتخطى حالة الترويج الخبيث والمبطن للتطبيع إلى السعي إلى تمزيق ما لم يتم تمزيقه من العلاقات البينية العربية على مستوى الحكومات والدول ومد ذلك إلى الشعوب عبر النخب السياسية والإعلام المرتبط والذي يعمل لصالح المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة .
لقد اخطأ كيان الاحتلال الإسرائيلي في تقديراته وحساباته لموقف بعض الدول العربية إزاء حالات التطبيع الجديدة وخاصة سورية حيث جاء الموقف الوطني لدمشق مستجيبا للواقع ومدركا لإبعاد الحملة الدعائية الهستيرية الإسرائيلية لحالات التطبيع التي جرت والتي ما كانت دلالاتها واضحة وبحاجة للإعلان فقط .
في لقائه مع قناة ( RT ) الروسية عبر وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد بشكل صريح عن الموقف بشأن التطبيع مع إسرائيل وجاء تأكيده أن سورية ملتزمة بقرارات القمة العربية وبالطريق الذي طرحته الدول العربية لحل القضية الفلسطينية والقاضي بانسحاب إسرائيل التام من الأراضي العربية المحتلة وكان واضحا بقوله ” لن نسمح بخلق أوضاع جديدة نتحارب بها كعرب وتكون إسرائيل هي المنتصر في مثل هذه المواجهات”ومحذرا في نفس الوقت من الاستفراد الإسرائيلي بالدول العربية وفرض شروطها عليها من خلال الدعم الأميركي.
من المعلوم أن حالات التطبيع الأخيرة كانت لها مؤشراتها العلنية والسرية على مدى السنوات الماضية وليس سرا أن كيان العدو الإسرائيلي استغل الواقع العربي المأزوم وإدارة ترامب التي سخرت كل ضغوطها للمضي في إظهار هذه الحالات التطبيعية على النحو الذي شاهدناه و هو الأمر الذي لم يكن بمقدور سورية أو غيرها منعه ولكن هذا يرتب المسؤولية على الجميع بالعمل لتلافي أي تداعيات أخرى على الواقع العربي تشكل الجانب الآخر من الهدف الصهيوني المرجو من وراء عمليات التطبيع الأخيرة.
لا شك أن ما نراه اليوم من استفراد إسرائيلي هو أحد مفرزات الحرب الغربية – الصهيونية على المنطقة عموما وعلى سورية بوجه التحديد والذي حذرت دمشق منه ودعت الى تعزيز التضامن العربي ولكن العدوان الإرهابي طغى على كل شيء تحت واجهة “الربيع العربي” الذي أسهم في توفير العديد من المقومات السياسية والميدانية والاقتصادية للتغلغل الإسرائيلي في المنطقة .
من المؤكد أن التطبيع لن يعيد الحقوق والأراضي العربية المحتلة لأصحابها بل يسهم في تقدم مقولة السلام مقابل السلام الذي تحاول تكريسه إسرائيل بدل “الأرض مقابل السلام” كعنوان لأي مفاوضات مع هذا المحتل الغاصب .

(سيرياهوم نيوز-الثورة20-12-2020)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أجل… اخترقنا “إسرائيل” استخباراتياً

  نبيه البرجي   عملية “عرب العرامشة” أثارت، بدقة التخطيط وبدقة التنفيذ، تساؤلي اذا كان حزب الله قد اخترق “اسرائيل” استخباراتياً. الاجابة من مسؤول بارز ...