آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » زعيم الديموقراطيين: نتنياهو «ضالّ» | أميركا – إسرائيل: الفجوة تتعمّق

زعيم الديموقراطيين: نتنياهو «ضالّ» | أميركا – إسرائيل: الفجوة تتعمّق

يصبح ممكناً أكثر، فهم الأعباء التي تلقيها الحرب الإسرائيلية المستمرّة على قطاع غزة، من خلال قياس آثارها على المشهد السياسي الإسرائيلي الداخلي، وعلى المؤسسة الأمنية بمختلف أجهزتها، وعلى علاقات إسرائيل بدول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة. ولو كانت الحرب ناجحةً وتتقدّم وتحقق أهدافها، لأوجدت لنفسها انعكاسات إيجابية على المستويين السياسي والأمني، إلا أن الفشل والتردّد، اللذين باتا سِمة إدارة الحرب الحالية، تعدّت آثارهما الميدان وما كان حذّر منه الجيش من تآكل للإنجازات العسكرية، لتصل خلال الأيام الأخيرة إلى إحداث هزّات حقيقية على المستوى السياسي في الكيان.يوم أمس، كان ربّما «الأعنف» على خط واشنطن – تل أبيب، حيث بلغت الخلافات بين الإدارة الأميركية الديموقراطية، والحكومة الإسرائيلية اليمينية، مرحلة متقدّمة، صار معها توجيه الانتقادات القاسية، علناً، أمراً «عادياً»، وهو ما لم يكن كذلك يوماً. وكما بات واضحاً، لا تختلف قيادتا الدولتين، على الأهداف الاستراتيجية الكبرى للحرب، ولكن على الطريقة والمراحل، والصورة والدعاية، وحتماً النتائج. ونتيجة لذلك، ثمّة لائحة من الخلافات ستطول حتماً، كلما طالت الحرب أكثر، وتعقّد مسارها واستعصَت أهدافها، علماً أن الخلاف الرئيسي يتركّز حالياً حول مسألتي إدخال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، والعملية العسكرية المُفترضة في مدينة رفح.
وفي آخر تجليات هذه الخلافات، ما وصفته الصحافة الإسرائيلية بـ«الزلزال»، والمقصود به التصريحات التي أطلقها زعيم الأغلبية الديموقراطية في «مجلس الشيوخ» الأميركي، تشاك شومر، حيث دعا إلى إجراء انتخابات جديدة في الكيان، وقال إن «نتنياهو ضلّ طريقه»، وإن «ائتلافه لم يعد مناسباً لاحتياجات إسرائيل بعد 7 أكتوبر. لقد تغيّر العالم جذرياً منذ ذلك الحين، وشعب إسرائيل يختنق حالياً برؤية حكم عالقة في الماضي». وأضاف أن «نتنياهو يتبنّى سياسة خطيرة تضع معايير المساعدات الأميركية على المحكّ». ودعا شومر، الإدارة الأميركية، إلى «لعب دور أكثر نشاطاً في تشكيل السياسة الإسرائيلية باستخدام أدوات الضغط لدينا». وفي موازاة ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أن واشنطن فرضت عقوبات على بُؤرتين استيطانيتين في الضفة الغربية، وعلى ثلاثة مستوطنين لدورهم في «أعمال العنف ضد الفلسطينيين».

ثمّة لائحة من الخلافات ستطول حتماً، على خطّ واشنطن – تل أبيب، كلما طالت الحرب أكثر، وتعقّد مسارها

في المقابل، أثارت تصريحات شومر، عاصفة من ردود في الكيان، حيث استقبلها زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، بحفاوة، مشيراً إلى أن «خطاب السيناتور شومر هو دليل على أن نتنياهو يخسر أكبر مؤيّدي إسرائيل في الولايات المتحدة، والأسوأ من ذلك، أنه يفعل ذلك عن قصد». أما رئيس وزراء العدو الأسبق، نفتالي بينيت، فقد اعتبر أنه «بغضّ النظر عن موقفنا السياسي، فإننا نعارض بشدة التدخل السياسي الخارجي في شؤون إسرائيل الداخلية. نحن أمّة مستقلة ولسنا جمهورية موز». وبدوره، تولّى حزب «الليكود» الردّ على تصريحات شومر، نيابة عن نتنياهو، بقوله إن «إسرائيل ليست جمهورية موز، بل ديمقراطية مستقلة وفخورة، انتخبت نتنياهو رئيساً للوزراء»، مضيفاً في بيان: «من المتوقّع أن يحترم السيناتور شومر حكومة إسرائيل المنتخبة، وألا يقوّضها. وهذا صحيح دائماً، بل وأكثر من ذلك في زمن الحرب». ومن جهته، ردّ وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، على مواقف شومر، قائلاً: «نتوقّع أن تُحترم أكبر ديموقراطية في العالم، الديموقراطية الإسرائيلية». أما سفير الكيان في واشنطن، مايك هرتسوغ، فهاجم هو الآخر زعيم الأغلبية الديمقراطية، مشدّداً على أن «إسرائيل دولة ديموقراطية ذات سيادة. إن الأمر الأكثر ضرراً هو أن يتحدّثوا علناً أثناء الحرب، عن السياسة الداخلية لحليف ديموقراطي (…) إن ذلك يضرّ بأهدافنا المشتركة».
وعلّق المحلّل السياسي الإسرائيلي، يائير كوزين، بدوره، على تصريحات السيناتور الأميركي، بالقول إنه لا يعتقد أن نتنياهو حصل على مثل هذه الانتقادات القاسية من مسؤول أميركي على الإطلاق، و«بالتأكيد ليس علناً». ورأى كوزين أن «تشاك شومر، يضع حماس والفلسطينيين الذين يدعمونها وأبو مازن وبنيامين نتنياهو في مجموعة واحدة، باعتبارهم الذين يشكّلون العائق أمام السلام والاستقرار». أما الكاتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نداف أيال، فقد اعتبر أن «كلمات تشاك شومر هذه، تشكّل ضربة شخصية قاسية لنتنياهو. لقد كان شومر ونتنياهو، صديقين منذ عقود. شومر ليس إلهان عمر ولا رشيدة طليب، وهو مركز الوسط في الحزب الديموقراطي».
وعلى صعيد موازٍ، في ما يتعلّق بالعملية العسكرية الإسرائيلية المفترضة في رفح، كشف تقرير في مجلة «بوليتيكو» الأميركية، أن «مسؤولين أميركيين كباراً أبلغوا نظراءهم في إسرائيل، أن إدارة بايدن ستدعم عملية في رفح تركّز على أهداف عالية القيمة لحماس، طالما أنها تتجنّب غزواً واسع النطاق، يمكن أن يضرّ بالعلاقات بين البلدين». وفي محادثات خاصة، بحسب المجلة، أشار كبار المسؤولين في الإدارة إلى أنهم «يستطيعون دعم خطة أقرب إلى عمليات مكافحة الإرهاب منها إلى الحرب الشاملة». وفي المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن «الجيش الإسرائيلي يعتزم إخلاء جزء كبير من السكان المدنيين في رفح – 1.4 مليون شخص – نحو الجزر الإنسانية في وسط غزة، والتي سيتمّ إنشاؤها بالتعاون مع المجتمع الدولي»، بينما نقلت صحيفة «معاريف» عن نتنياهو قوله إن «هناك ضغوطاً دولية لمنع التحرّك في رفح، وأنا أرفضها، وسأذهب إلى هناك للقضاء على حماس».

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بارزاني في إيران: تودّد تحدوه المصالح

محمد خواجوئي   طهران | أجرى رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، يومَي الإثنين والثلاثاء، زيارة لطهران التقى خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين، في ما يمكن ...