الرئيسية » كلمة حرة » سَنُبلِّطُ البَحرْ!.

سَنُبلِّطُ البَحرْ!.

 

احمد يوسف داود

حينَما شَكَونا تَردّيَ أَحوالِنا لأَحدِ المَعنيّينَ بِها وأَجابَنا مُتَحدّياً بِقَولِهْ:
(هذا ماعٍندَنا لَكم.. بَلِّطوا البَحرْ) قَرّرْنا أًنْ نُبلِّطَهُ فِعلاً!.
ولكنَّ ماواجَهَنا هو التَّساؤلُ عَمّا يَجبُ أَنْ نَفعلَهُ كي يَتِمّ لَنا تَبليطُهُ ونحنُ بِضعَةُ من بَقايا رِجالٍ فَقطْ؟!.
وكانَ ذلكَ هو التّساؤلَ الأهمَّ الذي واجَهناهْ كمُمثِّلينَ، فِعليّاً، لِلأَصالةِ العَربيّةْ المَجيدَةْ!.
وبِصَراحةْ، صارت فِكرةُ تَبليطِهِ في هذهِ الأيامْ، هيَ ماتَشغَلُنا إلى حَدِّ أَنّها تغلّبتْ على كلِّ ماقد يَجولُ في أذْهانِنا من أَفكارْ: نَعمْ، لماذا لانُبلِّطُهُ مادُمْنا – نَحنُ الغالِبيَّةَ التي تمَّ إِفقارُها – لاأَملَ لَنا في مايُغَيِّرُ تَردّيَ حَياتِنا، باعتِبارِنا فُقراءَ هذهِ الحالِ البَهيّةِ الرّائِعةِ الّتي بَدأَتْ مُنذُ أُولى الطَّلْقاتِ في الحَربِ على سُوريّةَ وسائِرِ السّوريّينْ؟!.
وسَرعانَ ما أَغرَتْنا الفِكرةْ، وَحينَ جَرّبْنا التَّرويجَ لَها وَجدنا أَنّنا قد سَبقَتْنا إِلَيها غالِبيَّةُ شَعبِنا الهُمامْ، وسَرعانَ ماتَوجَّهنا جَميعاً إِلى البَحرِ للتَّبليطْ!.
كانَ زَحفُنا مُميَّزاً جدّاً حَيثُ أَنَّ لَغطَنا طغى على كلِّ إمكانيَّةٍ للتّفكيرْ إذ لم يكنْ لدَينا شكٌّ في أنَّ كلَّ الجِهاتِ المَعنيّةِ بِجمالِ شاطئِ بَحرِنا، “الصامدِ المُتَصدّي” مِثلَنا، سوف تُبادرُ فَوراً إلى تَأْمينِ البِلاطِ الفاخِرِ لَنا من أَجلِ نَجاحِ ماقد جِئْنا لتَنفيذِهِ كُرمى لِوَطنِنا العَظيمْ!.
وتَأْكيداً لانْتِمائِنا العُروبيِّ الأَصيلْ، كانَ منَ الواجبِ أنْ نَختَلِفْ.. وهكذا اتّفقْنا على أَنْ نَنشَقَّ إلى ثَلاثِ فئاتٍ مُتَنافِرَةْ:
1 – الفِئةِ التي تُريدُ البَدءَ مِنَ الجَنوبْ!.
2 – الفِئةِ التي تريدُ البَدءَ منَ الشَّمالْ!.
3 – الفِئةِ التي تُريدُ البَدءَ منَ الوَسَطْ!.
وبَعدَ ذلكَ، قَرّرْنا إِعلانَ انْشِقاقِنا، وعُدْنا إِلى مَكانِ لِقائِنا كي نَفتَرقَ ونُؤكِّدَ لِسِوانا أنّنا (عَربٌ أُصَلاءْ)، أَيْ جاهِزونَ لِكلِّ الاختِلافاتِ المُتاحَةِ لَنا قَبلَ أَنْ نُحضِّرَ حَجَراً واحِداً لتَبليطِ بَحرِنا الصّامِدْ!.
وهكذا نَعمَلُ الآنَ على إيجادِ مَزيدٍ منَ الأمورِ والقضايا الخِلافيّةِ التي تُؤكّدُ قُوّةَ نَهجِنا العُروبيِّ قبلَ بَدءِ التّبليطْ!.. وكُلُّنا الآنَ مُصرّونَ على إِثباتِ أنّنا عَربٌ أُصَلاءُ ولا يُمكِنُنا التَّراجُعْ إطلاقاً عنْ قَضيّةِ التَّبليطْ!.
(سيرياهوم نيوز4-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فلسطين في كل مكان..

  مالك صقور   لم يخطئ الذي قال إن “إسرائيل ” احتلت معظم بلدان العالم الإسلامي وحتى أغلب الأنظمة العربية ؛ ولم تستطع أن تحتل ...