الرئيسية » ثقافة وفن » شارات دراما رمضان 2022 ميدانها التنوع وهدفها ذاكرة الناس

شارات دراما رمضان 2022 ميدانها التنوع وهدفها ذاكرة الناس

تصاعد خلال العقد الأخير من الإنتاج الدرامي الاهتمام بأغنية الشارة للأعمال المعدة للعرض خلال الموسم الرمضاني حتى اعتبرت عنصراً بارزاً في تسويقه وترويجه وصارت تعرض في كثير من المرات قبيل عرض العمل على الشاشات.

وصرنا نرى المؤلفين الموسيقيين يزاحمون نجوم الدراما كعلامات فارقة تضمن نجاح أي عمل تلفزيوني والترويج له وباتوا يحصدون جوائز تقدير نقدية وجماهيرية محلياً وعربياً ويحجزون مكاناً لهم على السجادة الحمراء.

ومن خلال رصد أعمال المشهد الدرامي الرمضاني 2022 سنجد أن القاسم بين شاراتها التنوع فمنها من قدم مقطوعة دون مؤد مثل مسلسل “كسر عضم” للمؤلف الموسيقي طارق الناصر وأخرى اختارت فرق كورال لتأدية أغنية العمل مثل مسلسل “مع وقف التنفيذ” من كلمات بحر لاوديسا والتأليف الموسيقي لطاهر ماملي ورافي الفقس في التوزيع الموسيقي بأداء جماعي لكورال سورية.

وأخذت بعض الشارات شكل الأغنية المستقلة مثل “على قيد الحب” كلمات بحر لاوديسا وألحان رضوان نصري أما أداؤها كان للفنان عامر خياط.

في حين نحا الموسيقي إياد ريماوي لاستلهام شارة “جوقة عزيزة” من حقبة موسيقا عشرينيات القرن الماضي لمحاكاة قصة العمل.

وبعد موسمين من تغيير شارة أطول مسلسل في تاريخ الدراما السورية “باب الحارة” عاد هذا الموسم لأغنية الأجزاء الأولى والتي كتبها أسامة مسعود والفها ووزعها موسيقيا سعد الحسيني بصوت عدنان حلاق ومرافقة كورال سورية.

وحملت بعض شارات المسلسلات الكوميدية طابع التجريب كما في الشارة التي وضعها غالب زيدان كلمات وألحانا وتوزيعا لمسلسل “الفرسان الثلاثة” والتي جاءت خليطاً بين أنماط موسيقية غربية.

في حين ذهبت شارة مسلسل “ماما عناية” من كلمات وألحان راميا بدور وإعداد وغناء غادة وليد عمر إلى نمط غنائي معاصر.

وما تزال شارة بقعة ضوء تحتفظ بالرقم القياسي كأطول شارة في تاريخ الدراما السورية إذ أن هذا العمل الذي وضعه المؤلف والملحن الموسيقي طاهر مامللي يستمر منذ عام 2001 بصوت المغنية السوبرانو ديمة اورشو ومشاركة الفنان عاصم سكر.

واستمرت في هذا الموسم ظاهرة استعانة الدراما السورية بأصوات مطربين عرب فأدى معين شريف أغنية شارة الكندوش 2 برفقة الفنان أيمن رضا وحملت عنوان “كنا مبارح” وتراوحت كلمات الأغنية التي كتبها محمود إدريس بين اللغة الفصحى واللهجة العامية أما الألحان فكانت لرضوان نصري.

ومن المسلسلات التي احتفظت بشارتها حارة القبة 2 بصوت ينال طاهر وكلمات سامر غزال وألحان وتوزيع موسيقي سعد الحسيني.

وحول أهمية الشارات الدرامية للعمل يرى المايسترو عدنان فتح الله عميد المعهد العالي للموسيقا أن التأليف الموسيقي للدراما ليس سهلاً بالنسبة للمؤلف وخاصة إن كانت موسيقا آلية فقط تخلو من الكلام ويتطلب منه ثقافة موسيقية ودرامية عالية وخبرة وقراءة لأدق تفاصيل النص.

ويجد فتح الله دور المؤلف الموسيقي لا يقل أهمية عن أدوار المخرج والممثل حيث يعمل الأول على إخراج الهوية السمعية بوصفها من أهم العوامل المساعدة لنجاح العمل وإيصال فكرة المشهد وقد تصلح برأيه بعض العيوب التقنية والفنية معتبراً الشارة احد أهم وسائل التسويق للعمل.

ويفترض بالشارة وفقاً للمايسترو فتح الله أن تعبر عما يجول من أحداث في العمل بما فيها الآلات المستخدمة طارحا أمثلة لموسيقا درامية ما زالت محفورة في ذاكرة الجمهور فاقت شهرتها شهرة المسلسل الذي ألفت من أجله مثل “الدوامة” لطاهر مامللي وموسيقا مسلسل “العراب” لإياد الريماوي و”طيور الشوك” لسمير كويفاتي وغيرهم.

ويعرب فتح الله عن رفضه لاستخدام أعمال موسيقية مشهورة عالمياً كشارات للعمل لأنه ينقصها عنصر التطابق بين الأفكار والروح ولا سيما مع وجود المعهد العالي للموسيقا كمؤسسة أكاديمية تخرج سنوياً مؤلفين موسيقيين شباباً أكفاء يطمحون لأن يأخذوا فرصتهم محلياً.

وحول انتشار الموسيقا التصويرية الدرامية ومؤلفيها مقارنة بغيرها من المؤلفات الموسيقية يقول: “ليس من المعقول أن تكون الدراما الباب الوحيد في وجه شهرة المؤلف الموسيقي وسبب ذلك رأس المال حيث يضخ لإنتاج الأعمال الدرامية الورقة الرابحة في نجاح التأليف الموسيقي الذي ينتشر من خلالها”.

ولتطوير واقع العمل الموسيقي الدرامي ككل يقترح فتح الله إحداث مؤسسة إنتاج موسيقي بالتعاون مع رؤوس الأموال لاستثمار مواهب المبدعين السوريين من مؤلفين وعازفين ومغنين الذين يمتلكون ما يليق لإنتاج أشكال موسيقية منافسة عربياً ودولياً حتى لا تبقى حبيسة الأوراق بسبب التكاليف الباهظة لإنجازها فالموسيقا التصويرية من وجهة نظره حالة متجددة ولا بد من ضخ دم جديد فيها.

سيرياهوم نيوز _ سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التقاط قضايا المجتمع وتظهيرها

إسماعيل مروة     استطاع الأدب السوري في مرحلة أولى أن يلتقط القضايا المجتمعية، وأن يصور الأمراض الاجتماعية، بغض النظر عن الانتماء المجتمعي الطبقي أو ...