الرئيسية » كتاب الأسبوع » طوفان الشعر في ديوان “صهيلٌ في مرابع الدّم” للشاعر فرحان الخطيب

طوفان الشعر في ديوان “صهيلٌ في مرابع الدّم” للشاعر فرحان الخطيب

تتصفح ديوان “صهيلٌ في مرابع الدّم” تشدك بداية المقدمات الست التي كتبها كتّاب فلسطينيّون يكتبون بحبر الدّم وينشدون وطنهم فلسطين قضية لا تتجزأ عن إكسير حياتهم، فعدا عن نقدهم الموضوعي للنصوص الـ16 للشاعر فرحان الخطيب في ديوانه الصادر عن دار فكر للطباعة والنشر في جمهورية مصر العربية، تغنّى كلٌ منهم بالأرض بالأم وآلام ولادتها في كل قيامة لها فكانوا أبناءها البررة الذين لم يقطعوا حبلهم السري معها، وحين تصل إلى قصائد الخطيب المنجز الشعري المتقن الذي اعتدنا على الشاعر أن يقدم لنا رسالة واضحة المعالم، عميقة المضمون، جميلة الشكل، بهيّة المعنى، جامعاً القضية الفلسطينية من زيتونها وحمامة سلامها وأطفالها وشهدائها ذاكراً شعراءها وكأنه يطوف شعراً غزّة الجريحة يكتب بروح الشاعر الثائر طوفان الأقصى الذي دخل شهره الرابع، من اشتعالات المعنى الكلّي لما تعنيه القصائد بدأ الناقد والأديب أحمد هلال مقدمته، لحظة غزة في الوعي والوجدان والذاكرة والهوية، وعبر غنائية باذخة ائتلفت لها التراكيب والمفردات والإيقاعات المتواترة وعلى مستويين، مستوى امتداح البطولة، ومستوى فضح جرائم العدوان، ليضيف الشاعر لحظة تاريخيّة ليست عابرة في تاريخ فلسطين، بل هي اللحظة المؤسسة بالشعر أن الشعر فعل مقاومة يكتب الخطيب في عنوان “طوفان الأقصى”: للقدس بل يهدرُ الطوفانُ.. بالدم وحده تزهر الأوطانُ، هبّوا فإن الله بارك “غزة”.. والنصر يرفعُ غاره الإيمان وفي نص” من غزة إلى أمي الشهيدة “كتب: هي غزة الملأى جرار حياتها بدمٍ يعانق في تبرعمه الزهور عندي لغزّة من دموع الشعر ما ملأ المحاجر ثم أطلقها إلى وجع البحور في غزة الأنوار تطفأ والنجوم إلى خفوتٍ لا تشعُ، معرّفة الشاعرة والمترجمة اللبنانية تغريد بومرعي في مقدمتها الشعر بأنه فن لغوي يتميز بالتركيب اللحني واستخدام اللغة بشكل مبدع للتعبيرعن المشاعر والأفكار والتجارب والريشة التي يرسم بها الشاعر إحساسه ويفضح بها مكنونات القلب، مبينة أن الشعر عند فرحان الخطيب وسيلة فعالة لتسليط الضوء على القضية الإنسانية والمصيرية خاصة في حالة فلسطين وفي حالة طوفان الأقصى، يظهر الشعر لديه كأداة للتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني والظروف الصعبة التي يواجهها ويستخدمه كوسيلة للتعبير عن روح المقاومة والتحدي في وجه التحديات والقهر، بينما يدخل الدكتور حسن حميد دهاليز الشعر والشاعر، فكتب بما تبوح به الأسطر وتحمله من كبرياء الشعر تجاه كبرياء الفعل المدافع عن الحياة وسمو مقاصدها، وعن التاريخ وما فيه من علامات العمران وظواهره، وعن الحق وما فيه من جمال وعزّة، وعن الإبداع ما فيه من فرادة ونيافة باذخة، وعن الشعر وما فيه عرامة، ويرى أن شعر الخطيب شعر مرعب في جماله، كثيرٌ في معانيه، داهشٌ في عمارته، جديرٌ بأن يعلق عالياً مثل القناديل، ويرى الشاعر والأديب الفلسطيني سامي مهنا أن من يقرأ الديوان يعتقد أن الشاعر الخطيب فلسطيني حتى النخاع وآخر الوجد، مؤكداً في مقدمته أن القضية الفلسطينية هي قضية الشرفاء من العرب وأحرار العالم، مشيراً إلى أن ديوان صهيلٌ في مرابع الدّم هو الديوان الأول الذي يصدر مواكباً طوفان الأقصى، وهو رؤية تحليلية لقضية أبعد من هذه الحرب، فيما تساءل الشاعر والأديب صالح هواري كيف لا نغني لفلسطين، وفلسطين زيتونة الله في أرضه،منوهاً بدراسة تحليلية عميقة لنصوص الخطيب فكتب تقرأ لشاعر مبدع، لديه إيقاعات التفعيلات العروضية مع إيقاع وجدانه المفعم بالوطنية، ليشكّل الإيقاعان نشيد الحياة الكريمة المكتنزة بظلال حب الوطن، يحيي الشاعر والأديب محمد شريم في مقدمته صوب غزّة العزّة، ذكرى الشهيد فارس الخطيب الذي استشهد دفاعاً عن فلسطين عام ١٩٤٨، وهو من أسرة الشاعر الخطيب، وهذا يدل وكما بين شريم على عمق انتماء الشاعر للقضية والعروبة والإخوة، وقد ذكر الخطيب في قصيدته يا قدس: يا قدس أشبالك الأبطال ما فتئوا.. في ساحة المجد ما ولّوا وما ذهبوا وعاهدوا الشام إخواناً بمعمعة أو تصبح القدس للأحرار تنتسب، وجه الشاعر فرحان الخطيب رسائله الشعرية إلى فدوى طوقان ومحمود درويش وسميح القاسم، ولم ينس الخطيب أن يحمّل الجيل الجديد رسالته الوطنية فكتب النص الأخير في ديوانه بعنوان:”من الأطفال للأبطال” كتب: مرحى لكم يا أجمل الأبطال.. يا موجة الطوفان والنضال أنتم حماة الأرض والوطن.. أنتم جنود النصر يا رجال هيا معاً نسترجع الجولان.. من غزّة الطريق والعنوان.

سيرياهوم نيوز 2_الثورة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

“فلسطين قضية وطنية”.. كتاب يصون ذاكرة المغاربة في دعم فلسطين

“دار الملتقى” في المغرب تصدر كتاب “فلسطين.. قضية وطنية”، الذي يوثّق كتابات ومواقف أعلام مغربية من فلسطين والقضية الفلسطينية.   صدر حديثاً عن “دار الملتقى” ...