الرئيسية » مجتمع » عبء «الدَّين» يزداد ثقلاً على الأسر مع عودة تفشي الكورونا

عبء «الدَّين» يزداد ثقلاً على الأسر مع عودة تفشي الكورونا

دينا عبد

ما يقارب العام مرت على جائحة كورونا وتداعياتها الصعبة، اجتماعياً ونفسياً واقتصادياً، ولا تزال معظم العائلات تعاني ضيق الحال، ولعل ذلك يظهر جلياً في اللجوء إلى استدانة البعض لتسديد الأقساط وسد رمق الأسر، فكثرة الالتزامات وطبيعة الدخل التي لا تتناسب مع الأسعار كلها أمور جعلت الكثير من الموظفين يعيشون ضائقة مالية كبيرة، فكان اللجوء إلى الاستدانة لتوفير أهم الأساسيات، وهو ما يزيد الإرهاق والعبء النفسي والمجتمعي على المستدين، والتفكير المستمر بكيفية إعادة الدَّين لصاحبه، وفي الوقت ذاته لم تنتهِ الجائحة، والاقتصاد في تراجع، والهموم والمخاوف والأرق تزايدت مع غياب القدرة على التحمل.
يقول أنس رب أسرة مؤلفة من خمسة أفراد إنه في ظل ارتفاع الأسعار لم يعد قادراً على تأمين إلا الحاجات الأساسية واليومية، وفي أحيان كثيرة يضطر إلى الاستدانة من أجل توفير ما يلزم لشراء أدوية ومصاريف تنقل وغير ذلك.
د.محمد كوسا كلية الاقتصاد- جامعة دمشق عدّ أن الحصار الأمريكي الجائر وجائحة كورونا تركا آثاراً سلبية على الجميع، وهو ما دفع الكثيرين إلى اختصار شرائهم لحاجياتهم التي اقتصرت على الأساسية منها، حتى إن بعض المواطنين لجؤوا إلى التخفيف من التنقل بغية توفير أجور النقل؛ ويرى د.كوسا من وجهة نظره بأن كل ما واجهناه من قضايا ومشكلات، وتداعيات الكورونا في العام الماضي، كان له انعكاسات كبيرة علينا كأسر وأفراد، لأن معظم الناس اعتقدوا أن هذه الجائحة مؤقتة وستزول بأقرب وقت.
لذلك فإن غلاء الأسعار من دون شك يمكن أن نلمسه في الأيام المقبلة، نتيجة استغلال قدوم شهر رمضان المبارك أو ربما حظر كورونا إذا تم..
وأشار د.كوسا إلى أن هناك مسببات لغلاء أسعار المواد، منها نتيجة تقلبات سعر الصرف، أو قلة الإنتاج، وصعوبة الانتقال بين المدن، وقلة موارد الطاقة كالمازوت والبنزين وما شابه ذلك، ويرى د.كوسا أن الترشيد أمر لابد منه في ظل هذه الظروف وفي عملية إدارة هذه الأزمة المؤقتة.
ويبين بأن الحل حتى تستمر العجلة الاقتصادية يجب أن تكون هناك عملية ضبط للأسواق، فمن غير المعقول على أي رب أسرة ان يقف مكتوف الأيدي أمام مسألة تأمين الاحتياجات اليومية لأسرته.
وأخيراً : الظروف الصعبة التي يمر بها الناس وانعكاساتها السلبية على الفرد والأسرة، أثرها كبير، فالأزمات المالية مربكة، وتقلل من إفراز هرمون السعادة، وتالياً تصبح هناك حالة من عدم الاتزان الذهني والعقلي، والإنسان في الأزمات يكون تفكيره منصباً على أسرته وأهله، وأسئلة تجتاحه؛ ماذا سيفعل؟ ما مصير أبنائه ومستقبلهم؟ هذا كله يخلق حالة من القلق والتوتر مع غياب التركيز الذهني، وبالتالي لا يعرف كيف يحل مشكلته، ما يزيد من حالة الاحباط واليأس لديه، لذلك ينبغي أن تكون هناك مساندة نفسية، كي يرى الشخص نافذة الإنفراج ويستطيع أن يكمل حياته.

سيرياهوم نيوز 6 – تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مشروع جريح الوطن يدعو عدداً من الجرحى للتواصل معه لاستلام بطاقاتهم

دعا مشروع جريح الوطن عدداً من الجرحى للتواصل معه، من أجل استكمال جمع بياناتهم وتسليمهم بطاقة جريح الوطن. وأوضح المشروع في منشور له عبر منصة ...