آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » فنزويلا نحو التجديد للتشافيزية في الاقتراع غداً لانتخاب السلطة التشريعية ومجالس البلديات، وحكّام الولايات.: التغيير الأميركي… لا يأتي

فنزويلا نحو التجديد للتشافيزية في الاقتراع غداً لانتخاب السلطة التشريعية ومجالس البلديات، وحكّام الولايات.: التغيير الأميركي… لا يأتي

يتوجّه الفنزويليون، يوم غدٍ الأحد، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب السلطة التشريعية ومجالس البلديات، وحكّام الولايات. الانتخابات الثانية التي تجرى في غضون عامَين، تُعدُّ مفصليّة، إذ يشارك فيها إلى جانب الحزب الاشتراكي الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس نيكولاس مادورو، أكثر من 27 حزباً معارضاً، قرّرت، بعد مفاوضات شاقّة مع السلطة، كسْر مقاطعةٍ كانت قد مارستها في الدورة الأخيرة. وفي حين تُعتبر نتيجة الانتخابات محسومةً، من الآن، لمصلحة الـ«تشَافيزمو»، إلّا أن الغرب سيجد صعوبة في اتّهام الحكومة الفنزويلية بـ«التزوير»، بعدما كانت الولايات المتحدة من المشاركين في التوصّل إلى صيغة الانتخابات المرتقبة غداً، من خلال المفاوضات التي عُقدت بين حكومة كاراكاس والمعارضة ممثلةً بزعيمها خوان غوايدو، واتفق في خلالها على إجراء الانتخابات تحت مراقبة دولية تضمن «عدم التلاعب» بالنتائج.

ونظراً إلى أن فوز اليسار في هذا الاقتراع يبدو محسوماً ليس بالنسبة إلى المحلِّلين فحسب، بل أيضاً بالنسبة إلى المعارضة الفنزويلية التي اعترفت مراراً بتخبّطها وانقسامها تحت قيادة غوايدو، فإن التشويش على العملية الانتخابية كان قد بدأ باكراً، من خلال ما قيل إنه هجوم «إرهابي» استطاعت القوات الأمنية الفنزويلية إحباطه قبل أسبوع. وفي تفاصيل ما جرى، قامت مجموعة من الأشخاص بمهاجمة «مستودعات المجلس الانتخابي الوطني في ماريتشي (كاراكاس)»، فيما أفاد وزير العلاقات الداخلية، ريميهيو سيبالوس، بأن المسؤولين عن هذه الحادثة هم أنفسهم «الذين حاولوا، في عام 2020، تخريب الانتخابات النيابية».
وإلى فشل الخطط الأميركية في تأليب الطبقة العاملة على النظام الفنزويلي، ومن ثمّ فشلها في تحريك الشارع ضدّ مادورو على خلفية نتائج الانتخابات الأخيرة، وقبلهما محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها غوايدو لإطاحة النخبة الحاكمة، فإن الانقسام في صفوف المعارضة يُعدّ سبباً رئيسيّاً في مَيْل الكفة لمصلحة الاشتراكيين. وبعدما استطاعت، في عام 2015، بسطَ سيطرتها على المجلس التشريعي، تبدو المعارضة، اليوم، في مستوى عالٍ من التخبّط لم يسبق لها أن وصلت إليه، منذ أيّام الرئيس الراحل هوغو تشافيز. يفسّر ذلك عاملان: الأوّل، اعتراف زعيم المعارضة هنريك كابريليس، في بداية الحملة الانتخابية منتصف الشهر الماضي، بأن هناك «تشتتاً» في أصواتها؛ والثاني، ترشُّح أكثر من 65 ألف شخص ينتمون إلى 27 حزباً معارضاً (رشّح الحزب الحاكم خمسة آلاف شخص)، سيتمّ انتخاب نحو ثلاثة آلاف منهم، بين نائب وحاكم ولاية ورئيس بلدية وأعضاء مجالس بلديات.

يُعدّ الانقسام في صفوف المعارضة سبباً رئيسيّاً في مَيْل الكفّة لمصلحة الاشتراكيين


واقع الانقسام هذا، تطرّقت إليه وسائل الإعلام الأميركية (بنسختها الإسبانية)؛ فعرّجت شبكة «سي إن إن»، في تقرير بعنوان «معارضة منقسمة وقصيرة النظر تصل إلى الانتخابات الإقليمية في فنزويلا»، على وضع المعارضة. وفي حديث إلى الشبكة، قال الصحافي الفنزويلي، مويسيس نعيم، إن «هذه المعارضة تتكوّن من مجموعة أشخاص كانوا مخطئين للغاية ومُشتّتين وضعوا المنفعة الشخصية فوق المنفعة العامة»، مضيفاً إنه «يجب الاعتراف بأنها معارضة أظهرت علامات على قُصر النظر، حيث امتهن قادتها إشباع رغباتهم وطموحاتهم السياسية، أكثر من سعيهم وراء الوحدة التي هم في أمسّ الحاجة إليها». أمّا المحلل السياسي الفنزويلي، مدير شركة «بوليتي» الاستشارية جون ماغدالينو، فأرجع هذا الانقسام إلى الخلافات الخطيرة التي تطغى على المعارضة حيال «استراتيجية الترويج لتغيير النظام السياسي في فنزويلا». ووفق ماغدالينو، فإن المعارضة لم تعد قادرة على خلق «منصّة موحدة ومقبولة من جانب غالبية الأطراف». وبالفعل، برز ذلك بشكلٍ جليّ خلال الحملة الانتخابية التي غابت عنها مثلاً قيادة موحّدة للمعارضة، والشعار المشترك الذي يختصر البرنامج الانتخابي، ووصل الأمر إلى عدم التوافق حتّى على ناطقٍ باسمها. غير أن تعويلها الوحيد في هذه الانتخابات، يبقى على استغلال الأزمات التي تعانيها البلاد، من نقص الوقود، وانقطاع التيار الكهربائي، إلى التضخم المفرط في ظلّ الانهيار الاقتصادي المتفاقم.
أما لناحية الحكومة، فستشكِّل الانتخابات اختباراً جديداً لـ«التشافيزيّة» في إدارة أزمات البلاد، ولا سيّما أن من المتوقّع عدم كفّ واشنطن عن حربها والتعايش مع استمرار اليسار في حكم فنزويلا. وتبدو النتيجة محسومة لمصلحة «الاشتراكيين»، وفق ما توقّعته استطلاعات رأي أجرتها شركاتٍ معروف عنها عداؤها للنظام الفنزويلي، ومنها شركة «Datanálisis» التي قالت ـــ بناءً على نتائج الاستطلاع ـــ إنه «سيشارك في تصويت يوم الأحد حوالى 45% من المقترعين المقيمين في فنزويلا»، متوقعةً أن تظلّ «غالبية المحافظات الـ 23 في أيدي الاشتراكيين». وفي مقابلة أجراها موقع «Voice Of America» مع رئيس «Datanálisis»، لويس فيسنتي ليون، قدّر الأخير أن «حزب الرئيس نيكولاس مادورو سيَفوز بمعظم الولايات (17 على الأقل)، بينما من المتوقّع أن تفوز المعارضة في ثلاث ولايات، هي: زوليا وميريدا ولارا». أما شركة «ORC Consultore» فكانت أكثر تفاؤلاً، متوقّعة أن تفوز المعارضة بما لا يقلّ عن ست ولايات.

(سيرياهوم نيوز -الاخبار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

روسيا ما بعد «هجوم موسكو»: كل الطرق تؤدي إلى أوكرانيا!

  انبرت الأطراف الغربية لتكون أشبه بـ«هيئة دفاع» عن أوكرانيا، ينحصر اهتمامها في «ردّ الدفوع» الروسيّة عنها (أ ف ب)   سرعان ما تحوّل هجوم ...