آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » قلوبنا تبكي ناراً !!

قلوبنا تبكي ناراً !!

سناء يعقوب  2020/09/14

نعترف بأن مصائبنا بالجملة, فالناس تتوجع بصمت من تحت الرماد, وأرواحنا تعبت ونحن نحصي خسائرنا, وكم غابة احترقت وألسنة النار أين وصلت؟
نحن مستمرون بقدرة قادر, لا سند لنا سوى قاموس من الوعود وتصريحات حفظناها عن ظهر قلب, وليس فيها ما يروي غليل المواطن الذي احترقت جيوبه قبل غاباته!!
آلاف الحرائق على مدى سنوات.. وأخيراً سمعنا أن هناك من افتعل الحريق وأن الضبوط نظمت وأن التحقيقات مستمرة, لكن اللافت للانتباه التصريحات المتناقضة التي صدرت من المعنيين والتي إلى أن الغاية من الحرائق هي التفحيم, أو بغرض تملّك الأراضي أو حتى توسعتها وزرعها بأشجار مثمرة!! وطبعاً تصريحات أخرى نفت تلك الأسباب, وبغض النظر عن لعبة الكلمات, سبق أن طالبنا بالبحث عن المستفيد في كل حريق يجري, ومع ذلك بقيت تلك الجرائم بتوقيع فاعل مجهول ولم يستطع القاضي إصدار حكمه بحق المجرمين!!
أسطوانة الاتهامات جاهزة.. تارة الرياح وتارة ارتفاع الحرارة أو حتى عود ثقاب, والمحاسبة غائبة والقوانين مغيًّبة, ونسأل لماذا لا يعاقب كل مسؤول ومعني عن الغابات؟. أليست تكلفة ما حدث أكثر بكثير من تكلفة التجهيزات وفرق الإطفاء والمراصد وحتى إحداث خطوط النار؟!
أعوام كثيرة زرعوا الحسرة في قلوبنا, وهم يحولون أشجارنا إلى رماد, أعوام كثيرة زهقوا فيها أرواح طيورنا, وتلاشت النباتات في أرضنا, وأرهقوا تربة تحتاج عشرات الأعوام لتعود صالحة, فهل بعد ذلك نستغرب لماذا يريدون تحويل غاباتنا إلى جرداء؟ ولماذا تبكي قلوبنا ناراً مع كل شجرة تحترق؟!
هم يشعلون الغابات ويتفرجون ويحصون غنائمهم, ونحن نحصي خسائرنا واللوعة في أرواحنا, ونقول كان يا ما كان.. كان لدينا في يوم من الأيام غابات, فالتقديرات الأولية للخسائر كبيرة, بينما لا نزال نسمع عن بضعة ضبوطات وضرورة تجهيز مراكز إطفاء وتأمين صهاريج ومراقبين لحماية ثروتنا الحراجية, ويبقى الكلام كلاماً ويستمر لهيب النيران!
لن نناشد أية جهة رسمية بعد اليوم, بل سنناشد ضمير كل مواطن أن يحمي ما تبقى من أرضه وغاباته, وأن يذود عنها كما رجال الله .. جيشنا الغالي.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أليس..وزمن العجائب !!!

  د.م. محمد رقية   كلنا أو معظمنا قرأ رواية أليس في بلاد العجائب الشهيرة التي ترجمت الى ١٧٤ لغة ، أو شاهدنا الأفلام التي ...