آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » ماراثون محادثات بلا آمال | روسيا – الغرب: الاتفاق مؤجَّل

ماراثون محادثات بلا آمال | روسيا – الغرب: الاتفاق مؤجَّل

  •  الأربعاء 12 كانون الثاني 2022

تتّجه الأنظار اليوم إلى «مجلس روسيا – الناتو» الذي سيُعقد في بروكسل، من أجل تَبيُّن ملامح المرحلة المقبلة، التي لا يبدو إلى الآن أن ثمّة مؤشّرات مبشّرة في شأنها. وعلى رغم اهتمام الطرفَين، الروسي والغربي، بمنْع التصعيد في أوكرانيا، إلّا أن التوصّل إلى اتفاق لا يَظهر سهلاً إن لم يكن مستحيلاً، وهو ما يَفتح الباب على خيارات متضادّة من بينها تشديد العقوبات من ناحية واشنطن، ونشر منظومات صواريخ جديدة في نقاط تهديد معيّنة، من ناحية موسكوموسكو | لم تَحِد نتائج جولة المحادثات الأخيرة بين روسيا والولايات المتحدة حول الضمانات الأمنية التي تريدها موسكو، عمّا كان مُتوقّعاً، ألا وهو عدم الاتفاق. دخل الجانبان المحادثات بإصرار كلّ منهما على مواقفه المتشدّدة، وهو ما أنذر بأن الجولة لن تَخرج بخرق من شأنه تهدئة الأوضاع، ليبقى المشهد مفتوحاً على احتمالَين: إمّا مزيد من التدهور، وإمّا استمرار الشدّ والجذب بحدودهما الحالية. وبَعد ثماني ساعات من المحادثات، أعلن الطرفان، في تصريحات صحافية، أن الاتفاق سيكون صعباً، إن لم يكن مستحيلاً، فيما ظَهر أن موسكو وواشنطن اتّفقتا على شيء واحد فقط، وهو عدم استعدادهما لتقديم أيّ تنازلات؛ فالوفد الأميركي لم يبدِ استعداداً حتى لمناقشة مطلبَين رئيسَين من المطالب الروسية لثلاثة: رفض تَوسّع «الناتو»، وسحْب القوات والأسلحة الأميركية من أوروبا الشرقية، فيما أعاد رئيس الوفد الروسي، نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، تأكيد رفض بلاده انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى «حلف شمال الأطلسي»، وهو ما ردّت عليه مساعِدة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، بإعلانها رفض إغلاق أبواب «الناتو» أمام أيّ دولة تريد الانضمام إليه.


بالنسبة إلى روسيا، حَلّ الأزمة واضح، ويتلخّص بضمانات مكتوبة تكفُل أمنها، وهو ما شدّد عليه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أكثر من محطّة أخيراً. وتحت هذا السقف، جاء الوفد الروسي إلى جنيف، مطالِباً باتفاقية ملزمة تضْمن عدم توسُّع «الناتو» شرقاً، إلّا أن الطرفين لم يتوصّلا إلى أيّ تفاهمات بشأن ذلك، بحسب ريابكوف. أمّا بشأن نشر صواريخ أميركية في أوروبا يمكنها تهديد روسيا، فيبدو أن واشنطن منفتحة على مناقشة هذا المطلب، من دون بحْث أصل الوجود العسكري الأميركي وعديده في أوروبا، وهو ما لا تَعتبره موسكو كافياً؛ إذ عدّه ريابكوف عنصراً مهمّاً من اتفاقات أكبر يجب أن تشمل المطلبَين الروسيَّين الأساسيَّين. وفيما شدّد على أن روسيا لا ترغب بالصدام الذي سيقوّض أمن أوروبا، شدّد على ضرورة «اتّخاذ خطوة حقيقية نحو روسيا من قِبَل الناتو، وليس العكس»، محذّراً من أنه «في حال واصَل الحلف نشر أسلحة في أوروبا، فسيكون لروسيا ردّ مباشر لتحييد التهديد». وعلى رغم وصْف روسيا المحادثات بـ«البنّاءة والواضحة والشفّافة»، إلّا أن المتحدّث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أوضح أن «موسكو لا ترى حتى الآن داعياً للتفاؤل»، مشدّداً على أن «ما يَهمّ هو النتائج، وليس عملية التفاوض بحدّ ذاتها»، مضيفاً أنه «ستكون هناك عدّة جولات أخرى قادمة ستسمح بفهم أوضح، وتقديم صورة واضحة». 

يرى الكرملين أنه لا داعيَ للتفاؤل بخصوص المحادثات الروسية – الأميركية


يتّضح من التصريحات الروسية أن موسكو ترغب في أجوبة سريعة على مطالبها. وفيما وعدت الولايات المتحدة، روسيا، بتزويدها بردّ كتابي على المقترحات الخاصة بالضمانات الأمنية الأسبوع المقبل، قال مصدر روسي مطّلع على المحادثات إن موسكو بحاجة إلى ردّ ملموس على مخاوفها، خاصة بشأن عدم توسُّع «الناتو»، لأن «المراوغات ليست مثيرة للاهتمام». وشدّد المصدر، في تصريح إلى وكالة «ريا نوفوستي»، على أن البلدَين بحاجة إلى مزيد من التفاوض، «وإلّا فإن تهديد الأمن العالمي سيزداد». وعلى هذا الأساس، تأمل روسيا أن يَخرج اجتماع «مجلس روسيا – الناتو»، اليوم، بنتائج إيجابية تؤسّس للمرحلة المقبلة، لأن الطريق المسدود بالنسبة إليها سيكون له أثر كبير مستقبلاً. ويَدخل الطرفان، اليوم، المحادثات في ظلّ تمسُّك كلّ منهما بموقفه التفاوضي. بالنسبة إلى موسكو، لا تزال قواتها متمركزة على الحدود مع أوكرانيا، مع التأكيد أنها لا تنوي غزو هذا البلد، وأن إجراءها لا يعدو كونه روتينياً، وأنها مضطرة للاستعداد العسكري على الجبهة الغربية لضمان عدم قيام الدول الغربية بأيّ إجراء من شأنه أن يؤدّي إلى صراع لا تحتاج إليه، بحسب ما قال في وقت سابق بوتين. أمّا واشنطن و«الناتو» فيَدخلان المحادثات رافعَين سلاح فرض عقوبات اقتصادية صعبة على روسيا، يمكن أن تؤثّر على النظام المالي الروسي والقطاعات التي يَعتبرها الكرملين حاسمة، بحسب ما ذكرت مصادر لوكالة «رويترز». مع ذلك، سيكون «الناتو» وواشنطن معنيَّين بخفْض التصعيد الحاصل، ومنْع انزلاق الأطراف إلى مواجهات غير معلومة النتائج، فيما تعتقد موسكو، من جهتها، أن انضمام واشنطن إلى صيغة «النورماندي» من شأنه أن يحمل كييف على تنفيذ «اتفاقات مينسك»، وأن يضْمن منْع انضمام أوكرانيا إلى «الأطلسي».  
أمر آخر سيكون محلّ مراقبة مستقبلاً، وهو مدى تأثير نتائج المحادثات الأمنية على الحوار الروسي – الأميركي بشأن الاستقرار الاستراتيجي. وعلى رغم أن اجتماع جنيف حمل الكثير من القواسم المشتركة من حيث تكوين الوفود، ومكان المفاوضات، وجزء من جدول الأعمال، إلاّ أن موسكو أكدت أن المسارَين منفصلَان. وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أوضح، في حديث سابق إلى صحيفة «إزفستيا»، أن «روسيا لا تربط آفاق الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي بنجاح أو فشل أيّ محادثة حول الضمانات الأمنية». وفيما كشف ريابكوف أن الأميركيين يرغبون في «جعْل موضوع الضمانات الأمنية عنصراً في الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي»، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن محادثات جنيف «اجتماع استثنائي في إطار حوار حول الاستقرار الاستراتيجي».
لكن ماذا لو لم تُحقّق المفاوضات الحالية أيّ نتائج حقيقية؟ وما هي الخيارات المتاحة في المدى القريب؟ «مجمّع الخبراء الروس» حاول تقديم قراءات عن الخيارات المتاحة، مع استبعاده حصول تصعيد عسكري من موسكو. وتوقّع الخبراء أنه على رغم ذلك، فإن موسكو قد تلجأ إلى «حرب نفسية» عبر ردّ عسكري تقني، يشمل مجموعة متنوّعة من الخيارات، منها على سبيل المثال، نشر منظومات صواريخ جديدة مثل الصاروخ فرط الصوتي «تسيكرون» في نقاط معيّنة تهدّد الولايات المتحدة ودول «الناتو».

(سيرياهوم نيوز-الاخبار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بايدن «يطنّش» العالم: إسرائيل تحت جناحنا

    سعّر إقرار «مجلس الشيوخ» الأميركي، الثلاثاء، مشروع قانون مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار، بغالبية 79 صوتاً مقابل 18، لكل من أوكرانيا وتايوان وإسرائيل، ...