آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » ما هو “الحل” الذي يرضي الفلسطينيين لحل “القضية الفلسطينية” كشرط اساسي لتطبيع السعودية مع “الكيان الصهيوني”؟!

ما هو “الحل” الذي يرضي الفلسطينيين لحل “القضية الفلسطينية” كشرط اساسي لتطبيع السعودية مع “الكيان الصهيوني”؟!

د. محمد المعموري

كنت  لا اعتقد اننا امة قد ضحكت  من جهلها الامم , وكنت انزعج من هذه المقولة واعتبرها ” اجحافا  ” للعرب  , وكنت أتأمل في قول الله سبحانه وتعالى ( كنتم  خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) فاجد الامل يتسلل الى نفسي فاصدق قول الله سبحانه وتعالى وهو اصدق قول فارجع الى امتي لا كون بكل فخر في امة هي خير الامم , ولكني ادركت ان الله سبحانه وتعالى كان يخاطب رجال لم تلههم تجارة او بيع عن ذكر الله وكانوا لا يتثاقلون الى الارض وهم يحملون رسالة السماء بل كان همهم رضا الله وان لا يترك اي منهم هذه الدنيا الا وهو يحقق امنيته في تنفيذ أوامره سبحانه او انه حاول ليكون ضمن دائرة الذين رضي الله عنهم فارضاهم … هذه الامة التي غادرناها بتثاقلنا الى الارض والتي تشتت بعد ان ” ابتعد  ” بعض حكامها الجالسين على عروش  كراسي بعض دولها  عن ” كنتم خير امة ” .

لا اعتقد انني صدقت حديث ولي عهد السعودية وهو يتكلم  بكل حرص على حل القضية الفلسطينية  اثناء لقائه  مع محطة    (فوكس نيوس  )  الامريكية يوم 20 /9/2023  بعد  ان اصبح  ضمن ” قطار ” ممر بايدن الذي استبشر به الصهاينة ليكون الممر الاقتصادي والسياسي الذي يفوضها في اتخاذ القرارات الاقتصادية التي ستفرض على مستخدمي هذا الممر وفرض  شروطها في التعامل التجاري بينها وبين تلك الدول , ولا اعتقد انني صدقت ان القضية الفلسطينية هي التي تحدد مسار التطبيع بين السعودية والكيان المحتل لا نني اعلم ان اي تعاون مهما كان صفته او نشاطه هو تطبيع مع الكيان الصهيوني بل هو اساس التطبيع , فلماذا يربط ولي عهد السعودية القضية الفلسطينية بالتطبيع مع هذا الكيان وقد طبع اقتصاديا معه وكيف للكيان ان يخضع لشروط السعودية بعد ان اصبح ممر بايدن منفذه لاوربا  والذي يمر بالأراضي العربية  المحتلة وهل نصدقه عندما يقدم القضية الفلسطينية كشرط للجلوس مع كيان قتل وهجر ابناء فلسطين , وما هو الحل الذي ننتظره , حل الدولتين ام حكم ذاتي ام وصاية اسرائيلية  على شعب عربي تخلت عن  نصرته “تيجان”  بعض حكامها واذا كنا فرضا نصدقك فكيف سنصدق عاهل المغرب الذي    يدعي ان القضية الفلسطينية هي قضيتهم وقد رفرف علم الكيان المحتل في عاصمتهم …. وهذا حال حكام التطبيع فهم يصافحون حكام الكيان المحتل ويتحدثون عن نصرت الشعب الفلسطيني ويخفون علم فلسطين ويرفعون علم عدوهم …. , واين نجد مفتاح الحل للقضية الفلسطينية وكيف ؟.

لا يحتاج بعد اليوم اي حاكم عربي لأي  تبرير  في  التطبيع  مع الكيان الصهيوني , لان التطبيع اصبح اليوم يتماشى مع هوى بعض حكامنا ولان التطبيع لبس ثوب المصالح المشتركة في الشرق الاوسط  وكأن الكيان الصهيوني هو من يدير دفة الامن والاستقرار في امتنا العربية وان لا استقرار الا بالتطبيع معه ، بعد ان كان طموحنا ان نرميه في “المالح ‘ ، والمصيبة اننا  ندرك ان السعودية في حال تطبيعها مع الكيان الصهيوني ” وقد فعلت في ممر بايدن ” ستكون الممهد لطريق التطبيع مع هذا الكيان لدول اسلامية وعربية كثيرة لما تحمله السعودية من ثقل ديني  ففيها مكة وهي قبلة المسلمين والمدينة تلك البقعة المباركة التي شرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة اليها لتنطلق منها الرسالة المحمدية المباركة .

لذلك كان الاجدر بالسعودية ان تثبت على ماهي عليه من مساندة للقضية الفلسطينية ورفض لأي مشروع “تطبيع ” يعطي نفسا للكيان الصهيوني اقتصاديا او سياسيا او حتى اشارة اليه لأننا بصراحة لا نريد فلسطين ان تكون ” ما يطلبه المستمعون ” ولا نريد ان نتاجر بنضال الشعب الفلسطيني او ناكل لحمه بحجة مناصرته ولا نريد ان نبيح التطبيع لنعطي الشرعية العربية والاسلامية لهذا الكيان لمحو الهوية الفلسطينية ولا يخفى على من يتابع الاوضاع العربية والضعف في اتخاذ لقرارات المصيرية التي تنهض بالأمة العربية لا يخفى عليه ان يلاحظ مقدار ” الوهن ” العربي وابتعاده عن ما هو مكلف  به بل ابتعاده عن قضيته الفلسطينية التي اصبحت بكل اسف تباع وتشترى حسب مصالح بعض حكام امتنا العربية التي ايقنت انها ” امة ضحكت من تخاذلها الامم الا ما زكى ربي ” .

حاجتنا اليوم ليست بالشعارات ولا بمناصرة القضية العربية بالهتافات او التصريحات ولا يمكن ان نحقق اهدافنا في تحرير فلسطين بالمعاهدات او التطبيع والمهادنات فجميع تلك الامور هو ” تميع ” للقضية الفلسطينية لأننا كلما وافقنا على شروط الكيان الصهيوني نجده سباق الى عدم تنفيذها فلا ترضيه حل الدولتين او منح الفلسطينيين حكم ذاتي ولا اي حل فهو  يتوسع ويكثر من المستعمرات ويعد العدة للانقضاض على الامة العربية ليحقق حلمه المنشود وقد بينا في الكثير من المقالات ما هو حلم الكيان الصهيوني ولكنني اجد رغبة بعض حكام  الامة العربية في الهرولة نحو التطبيع او التشجيع له هي مبتغاهم وهدفهم  الذي يريدون الوصول اليه ، واخير انا اصدق ولي عهد السعودية على حرصه في تطوير بلاده ، “بلاده ” واعلم كم لدى هذا الشاب من طموح لتحقيق مبتغاه ، ولكني اقول ان تطور بلداننا والحفاظ عليها لا يتم الا بعد ان نحرر فلسطين اولا ومن ثم نجد لقراراتنا استقلالية كامله عن مساندة او تدخل الشرق والغرب لأننا اذا خطونا خطوات في تطوير تلك البلدان نبقى في خطر التدخل الخارجي وسوف نكون ضمن دائرة الخطر ولا يمكن لنا ان نؤمن اوطاننا مادامت فلسطين اسيرة بيد هذا الكيان وما دامت سياساتنا تتموج بين ديمقراطي وجمهوري او عيوننا تنظر نحو بكين او  موسكو ، ولا توجد اي دولة عربية في مأمن من مكر امريكا او نار كيانها المستبد ولله في خلقه شؤون .

 انا لم اعد  اصدق ان فلسطين  هي محور نضالنا فهل انتم تصدقون ؟!.  .

والله المستعان

 

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بارزاني في إيران: تودّد تحدوه المصالح

محمد خواجوئي   طهران | أجرى رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، يومَي الإثنين والثلاثاء، زيارة لطهران التقى خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين، في ما يمكن ...