آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » نضال ابوزيد: توتر تركي مصري والساعات القادمة حاسمة.. تسخين جبهة إدلب السورية.. الحوثيون في العمق السعودي، الشارع يصعد في لبنان.. والأردن في عين العاصفة

نضال ابوزيد: توتر تركي مصري والساعات القادمة حاسمة.. تسخين جبهة إدلب السورية.. الحوثيون في العمق السعودي، الشارع يصعد في لبنان.. والأردن في عين العاصفة

نضال ابوزيد

ليس غريبا ان الاقليم الأكثر سخونة في العالم، لايزال غير مستقر لا أمنيا ولا سياسيا ولا اقتصاديا ولا حتى مذهبيا، ولكن الملفت تصاعد الجبهات في كل الاتجاهات، واسقاط ذلك على الحالة الأردنية، بات ضروريا كون البيئة الجيوستراتيجية تفرض نفسها بقوة على الدولة الأردنية للتعامل مع متغيرات المحيط الملتهب.

 

ثمة مؤشرات قوية بات تتصاعد تعزز خيار الاشتباك المصري – التركي شرق ليبيا، حيث الرئيس المصري السيسي الذي اعلن قبل أيام ان سرت – الجفرا شرق ليبيا هي خط أحمر بالنسبة للقاهرة لن تسمح بتجازها فيما قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا تستعد لشن هجوم لاستعادة هذه المنطقة من قوات حفتر، وتعزز المؤشرات أيضا هذا الخيار الذي بات قريبا، وابرزها انسحاب قوات فاغنر الروسية وتفكيك منظومات الدفاع الجوية في خط سرت – الجفرة الامر الذي يعتبر مؤشر معزز لارتفاع حدة التوتر المصري التركي، في حين انهت مصر مؤخرا مناورات برية بحرية حملت اسم “حسم” ردا، على مناورات تركية بحرية – برية في مياه المتوسط حملت اسم ” بربروس” و ترجوت” وهي اسماء تاريخية لقادة الأسطول العثماني في المتوسط، وهذا يؤكد ثمة توتر مصري – تركي واضح تدعمه قوى اقليمية ودولية تدل المؤشرات إلى أن فرص الاشتباك بين الطرفين باتت أقوى من فرص التهدئة، وقد يحدث ذلك في اقرب وقت خاصه ان القوات الليبية المدعومة من تركية تصر على استعاد سرت والجفرا من قوات اللواء حفتر المدعوم مصريا واقليميا.

 

بالمقابل ترتفع حدة خطاب التصعيد الطائفي في العراق على خلفية مقتل المحلل الأمني العراقي هشام الهاشمي وتتصاعد حدة تبادل الاتهامات حول مقتله في حين يبدو أن القوى الإيرانية لاتزال تمسك بخيوط القرار العراقي بشكل بات معه رئيس الوزراء الجديد ” مصطفى الكاظمي” عاجزا عن اتخاذ قرار استراتيجي يتعلق ببسط سلطة الدولة، أو ترطيب العلاقات مع الحوار العربي.

 

في سورية لا تعتبر البيئة الاستراتيجية افضل حالا، حيث التصعيد في المنطقة الشمالية الغربية الأكثر سخونة حاليا والتي تتواجد فيها قوات تركية وروسية وسورية تدعمها مليشيات إيرانية، الا ان الفارق هنا يعتقد بان روسية ستضبط إيقاع المنطقة ولن تسمح بالانجرار وراء صدام تركي سوري، حيث يبدو أن هناك اتفاق ضمني تركي روسي، على عدم تجاوز تركية لخطوط الطرق الدولية M4 وM5 مقابل سكوت موسكو عن لعب تركية دور في ليبيا يضمن للطرفين البقاء في المياه الدافئة من البحر المتوسط.

 

فيما جنوبا تتصاعد عمليات الحوثيين ضد العمق السعودية والتي كان آخرها استهداف مطارات أبها ونجران وجازان بصواريخ حوثية إيرانية الصنع، حيث يأتي ذلك بعد فترة هدوء نسبي بين الطرفين، يبدو أن الحوثيون باتو لايبحثون عن خسائر سعودية فقط، بقدر ما يحاولون إعادة لفت الانتباه مجددا إلى الملف اليمني الذي أرهق واستنفذ طرفي الصراع واستفادت منه قوى دولية إرتفعت فيها مبيعات السلاح وعقود الصيانه للدول المعنية بالملف اليمني.

 

لبنانيا تتدهو الأوضاع نحو الأسوء اقتصاديا وسياسيا، وثمة مؤشرات تعزز الاتجاه نحو التدهو الأمني، حيث لم يجد لبنان لغاية اللحظة من يقف إلى جانبه في ازمة انهيار الليرة اللبنانية في مؤشرات تدل على أن الهدف من كل مايحدث أضعاف القوى الخارجه على ارادة الدولة وعلى رأسها حزب الله المنهك من المشاركة في الازمة السورية.

 

فيما القرار الأكثر أهمية والذي يشغل اتجاهات السياسة الخارجية والداخلية الأردنية وهو قرار ضم غور الاردن  والذي رغم تأجيله إلى أنه لايزال يلوح في الافق، حيث يبدو أن اليمين الاسرائيلي ينتظر اكتمال أركان شرعنة القرار من خلال انتزاع دعم الإدارة الامريكية والحصول على تطبيع عربي يدعم ولو ضمنيا مشروعية قرار الضم وتهيئة بيئة مناسبة تكون فيها ظروف إقرار ضم غور الاردن لصالح إسرائيل.

 

يبقى الأهم ان هذه التطورات تخلق واقع معقد في الحالة الأردنية التي تعيش اصلا بيئة داخلية يتصاعد فيه خيار  الاشتباك  البيني الداخلي بين السلطتين التنفيذية والتشريعية

من خلال ماتردد مؤخرا على لسان رئيس مجلس النواب عاطف الطراونه، فيما الحالة الشعبية المتوترة نتيجة عدم وضوح الرؤية الأفقية فيما يخص الحالة الاقتصادية والمعيشية، والرؤية العامودي فيما يخص الاستحقاق الدستوري وهو الانتخابات البرلمانية والشكل العام الكبينة الوزارية، فيما تبقى البيئة الاقليمية المتدهورة ضاغطا رئيسيا على الشأن الداخلي للدولة الاردنية ومحركا ديناميكيا لقرارات في المستوى الاستراتيجي تتعلق باحلال توازن بين البيئة الاقليمية المتدهورة وبين البيئة الداخلية المترنحه، ليبقى السؤال الأكثر تعقيدا لدى الشارع الأردني هل ننتظر استقرار او على الاقل هدوء إقليميا مستحيل.. أم ماذا بعد؟….

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عباس يُصدر مرسومًا باعتماد تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة المُؤلّفة من 23 وزيرًا برئاسة محمد مصطفى الذي احتفظ بحقيبة الخارجية وستُؤدّي اليمين الأحد.. وهذه الأسماء المُرشّحة وبرنامج عملها

منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، الثقة للحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى، لتصبح الحكومة الـ19 في تاريخ البلاد. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن ...