آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » هل جرّبت غدر الصديق؟

هل جرّبت غدر الصديق؟

د.رحيم هادي الشمخي  2020/10/13

الصديق وما أدراك ما الصديق؟ اختباري الأول الحميم، مرآة تكشف مكون نفسي، سري الذي يهرب من ضعفي فيسكن في صدره ويختفي، حلم الغد المقسوم على اثنين، ضحكتي، صراحتي، لحظة اعترافي، ذراعان تحتوياني في أزمتي.
آه من الصديق وما أدراك من الصديق؟ تقرّبنا الأيام ونزداد التصاقاً مع مرور الزمن، يدافع عني في غيبتي ويعنفني على زلاتي في حضوري، أضحك فترن ضحكاتي في صدره فيفرح، أحزن تجاوبني دموع عينيه تأثراً.
وآه من الصديق وما أدراك ما الصديق؟ إنه العزوة، الألفة وتألق العقل، هو ذكرياتنا وهفواتنا وطفولتنا والأيام التي جمعتنا في شرنقة حريرية، ولكن بعد هذه المنظومة الشعرية في الصديق ووفائه، هل جرّبت جرح الصديق؟.
يقولون: إن صداقة الرجال أقوى، لأن عنصر الغيرة يختفي منها، أما صداقة النساء فتنكسر دائماً أمام المنافسة على حب رجل، أما الرجل فيضحي أحياناً بحبّه من أجل صداقة العمر ويقول في لحظة صراحة رجولية (لن نخسر بعضنا من أجل مشكلة تافهة) وهكذا تستمر الصداقة وتغور المشكلة.
هل جرّبت يوماً جرح وغدر الصديق، نعم هو جرح العمر، بعده لم أعد كما كنت، فقدت الثقة بكل شيء حتى بنفسي وقدرتي على إعطاء روحي، مرة أخرى، تلك الآهة الخارجة من مكنون القلب وجرح يطل من حدقة العين لا يراها سوى من مرّ يوماً بهذا الخذلان، كان صديق عمري وطفولتي، فكيف يخونني خيانة الذئب الذي لا يملك أماناً في عالم الحيوان، جمعتنا سنوات الدراسة وخطوات المراهقة الأولى بدهشتها وروعتها وخفقان أول دقة غريبة على قلب مقبل بكل حب على الحياة، وكما قال الشاعر:
صديقي من يردّ الشرّ عني
ويرمي بالعداوة من رماني
تساءلت بعد سنوات: هل يمكن أن تكون الصداقة عمياء كالحب؟ لا أعرف سوى أنني أعطيت ولم آخذ شيئاً وفاء لصديق غدر بصاحبه غدر الذئب في قارعة الصحراء، فلم يعد في هذا الزمن العربي الرديء صديق صادق إلا ما ندر.
وما أكثر الإخوان حيت تعدّهم
ولكنهم في النائبات قليل

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بزنس جديد بميزات جاذبة للاستثمار.. الريفيون يحتفون بموسم النباتات العطرية والطبية

من خيرات وأعشاب الأرض تستمر النساء الريفيات بمشاريعهن، وهنّ اللواتي آمنّ بما تنتجه الأرض، حيث ينتظرن بفارغ الصبر أزهار وأعشاب الربيع فيجمعونها بكل حب وعناية، ...