وجع مديد في طرطوس ينتظر الحلول ..ولا حلول وكأنهم في سبات!!

سعاد سليمان

قد تغني الصور التي نرسلها مع هذا التقرير عن الحديث الذي سأتحدث به وهو الوجع المديد الذي ينتظر الحلول منذ سنوات طوال ..
طرطوس المدينة السياحية التي يسكنها البحر ,وتسكنه …
بأهلها ,بخيراته ,بمشاهد قد تسلب المشاهد قلبه للحظات ,تغنيه حباً ,ولهاً وجمالا..
ورغم كل المشاهد المؤذية ..
ما تزال طرطوس الملجأ للزائرين من مختلف أنحاء سورية, ورغم كل ما جرى من سنوات الضياع التي مرت علينا ..ما يزال الكورنيش البحري في المدينة يغص بزواره من مختلف المحافظات .
كيف نعرف ؟
الجواب سهل جدا ..
من خلال الازدحام في أيام العطل على الكورنيش البحري حيث تسمع وأنت تمضي كل اللهجات السورية, وترى السيارات الخاصة بجانب الرصيف الواسع الجميل بأسماء محافظات سورية: حلب ,دمشق ,حمص حماه .
ما يهمني في هذه الزاوية هو الوجع المديد الذي بدأت به ..
فحين تغيب عن الساحة معظم الدوائر الرسمية المعنية ,وأهمها “البلدية” التي تعنى بالنظافة, ولا نظافة هنا بجانب حديقة الطلائع, والشوارع المحيطة بها ,ولا اهتمام ,ولا من يسأل ,أو يعنى الدرج المكسور المقابل ,ومنذ سنوات ,وأنت تستخدمه دون وجود لنورمقابل المقاهي المضاءة ,بينما أعمده الكهرباء لا تعرف النور لساعات طوال في ليل معتم ,وقد سمعنا عن اناره عبر الطاقة الشمسية ,ولم نرها هناك ..
عن الحفر التي صنعتها تمديدات الهواتف ,وتركت مشرعة يلعب بها أطفال الحي ..
عن الماء الذي يسيل في الشوارع دون مبرر سوى غسل رصيف أمام بيت ليسهر أهل هذا البيت بعيدا عن الحر ,والظلمات داخل بيوتهم ..
يسكبون المياه التي تملأ الشوارع ,بينما نسمع عن قرى ينتظر أهلها الماء ليشربوا.
مفارقات ما يزال المعنيون بعيدين عنها ..
يرون ,ولا يرون ,ويسمعون ,ولا يسمعون..
اذن من طين ,واخرى من عجين ..
والحجج الواهية موجودة صامدة كصمود البيوت المقابلة للشاطئ الجميل وهي تواجه الامطار ,والرياح ,والحرارة ,وتقلبات الطقس ..
كما أهلها الذين يعيشون فيها عيش ذل ,وخنوع بانتظار حلول ترضي جميع الاطراف ..
وكم غادرت هذه البيوت أرواح من أهلها ..
توفيت قبل ان تشعر بالأمان .
هي قصة الجهة الشرقية من الكورنيش البحري ..
الجهة التي تحتضر ,وأهلها ,ونحن نرى وكأننا في سبات.

(سيرياهوم نيوز4)