آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » لغة الحوار الروائي وشروطه وعلاقاته … يجسد وظيفته الإبداعية أثناء عمله إذا استقل بنفسه

لغة الحوار الروائي وشروطه وعلاقاته … يجسد وظيفته الإبداعية أثناء عمله إذا استقل بنفسه

 

| مايا سلامي

 

 

صدر عن اتحاد الكتاب العرب كتاب بعنوان «الحوار الروائي لغته، شروطه، علاقاته»، تأليف د. سمر روحي فيصل، وأفادت دراسات هذا الكتاب من المنظور الفني في تعرف القيمة الجمالية للحوار الروائي وانتهت إلى أن الحوار في الرواية لا يستقل بوظائف جمالية تميزه من غيره من العناصر الفنية لأنه يرتبط بهذه العناصر ارتباطاً بنيوياً، فيكتمل بها وتكتمل به في أثناء بناء الشخصية والحدث. أي إن الحوار في الرواية يجسد وظيفته الإبداعية الجمالية في أثناء أدائه عمله فإذا استقل بنفسه في سياق الرواية خسر هذه الوظيفة. وهذا الأمر لا يعرفه الحوار المسرحي الذي يستقل بنفسه ويجسد وظائفه الجمالية وإن لم تساعده العناصر المسرحية الأخرى، فهو في المسرحية السيد المطاع، يبني الحدث ويقدم الشخصيات ويقود الحركة الدرامية، لكنه في الرواية عنصر مساعد وليس أساسياً، يسهم في بناء الحدث وتقديم الشخصيات ولا ينفرد وحده بذلك لأنه عنصر معين على أداء هذه المهمة الفنية ليس غير ذلك.

 

ويتألف الكتاب من ثلاثة فصول أولها «لغة الحوار الروائي» الذي يتحدث عن تاريخ لغة الحوار، وعن الازدواجية اللغوية، وعن المواقف المختلفة من لغة الحوار في الرواية، ومعالجة طبيعة لغة الحوار الروائي.

 

وثانيها «أدبية الحوار الروائي»، يعالج شكل الحوار الروائي وفائدته وشروطه. أما ثالثها «حدود الحوار الروائي وعلاقاته» فيعالج الحدود المختلفة بين الحوار الروائي والحوار المسرحي والحوار في القصة القصيرة فضلاً عن الحدود المشتركة بينها، كما يعالج علاقات الحوار الروائي بالسرد وبالحوار الداخلي وبالحوار في الواقع الخارجي الحقيقي.

 

لغة الحوار

 

وفي حديثه عن لغة الحوار يشير د. سمر إلى أن الأدباء العرب استعملوا الحوار جزئياً في القصة والرواية وكلياً في المسرح من دون أن يحسموا الجدل حول اللغة التي يصاغ بها هذا الحوار، هل هي الفصيحة أو العامية أو مزيج منهما؟ وقد عبر الجدل عن اختلاف مواقف الباحثين من استعمال اللغة العربية في الأجناس الأدبية الحديثة. ولم يستطع الزمن تعديل جوهر هذه المواقف وهذا ما رسخ في وجدانات الأدباء والباحثين والقرّاء أن هناك مشكلة لغوية اسمها لغة الحوار نابعة من الازدواجية اللغوية.

 

كما يستعرض تاريخ لغة الحوار مبيناً أنه قدم بثلاثة أشكال هي: صوغ الحوار باللغة العربية الفصيحة، صوغ الحوار بإحدى اللهجات العامية العربية، صوغ الحوار بأسلوب الجمع بين الفصيحة والعامية في النص الواحد، منوهة بأن هذا الأسلوب تنوع لكنه لم يخرج عن الأمور الآتية: صوغ السرد بالفصيحة والحوار بالعامية في القصة والرواية، صوغ الحوار المسرحي بالعامية لعرض النص على الخشبة ثم نقله إلى الفصيحة لطباعة النص في كتاب، اللجوء إلى الحيل الأسلوبية في صوغ الحوار بحيث يُقرأ فصيحاً وينطق عامياً أو قريباً من العامية وشاعت تسمية ذلك باللغة الثالثة استناداً إلى توفيق الحكيم، و«الفصعامية» استناداً إلى زكريا الحجاوي، إيراد الحوار على لسان الشخصيات المتعلمة فصيحاً وعلى لسان الشخصيات الأمية عامياً.

 

عنصر أساسي

 

يوضح الكاتب أن الحوار أصبح عنصراً فنياً أساسياً في المسرحية حيث انتقلت في زمن اليونان من ممثل واحد إلى ممثلين، وقد قيل إن «سبيس» هو الذي أضاف ممثلاً ثانياً وكانت المسرحية قبله تكتفي بممثل واحد، وقيل أيضاً إن أسخيلوس هو الذي أضاف ممثلاً ثالثاً إلى المسرحية، فزاد حاجتها إلى الحوار وبدا واضحاً ابتداءً من الآباء اليونانيين للمسرح أن حاجة الحوار إلى متحاورين على أقل تقدير هي التي صقلت الحوار المسرحي ووضعت له شروطاً ووظائف وصفات أفادت منها الأجناس الأدبية اللاحقة.

 

ويقول د. سمر: «لا أعرف الزمن الذي أدرك فيه الروائيون حاجتهم إلى الحوار فاستعاروه من المسرحية كما استعاروا غيره من العناصر الفنية وجعلوه وسيلة من الوسائل الفنية في نصوصهم الروائية وليس عنصراً أساسياً فيها كما هي حاله في المسرحية، ولا أعرف التاريخ الذي انتقل الحوار فيه من المسرحية إلى الرواية لكنني أعتقد أن الروائيين استعاروا الحوار من المسرحية في بداية نشأة القصة التي كان عدد صفحاتها أول الأمر كثيراً ثم زاد هذا العدد فأصبحت القصة رواية أو قل عدد صفحاتها فأصبحت قصة قصيرة، وظني أن الروائيين حرصوا على الحوار الروائي كثيراً وراحوا يجودونه ويبرعون في صوغه ويتكئون عليه عندما أدركوا أن له ثلاث فوائد، هي: تنمية الحدث الروائي، الإسهام في بناء الشخصيات، ترسيخ موضوعية الروائي وحوارية الرواية».

 

حدود الحوار

 

في هذا الجانب يحاول المؤلف الإجابة عن عدد من الأسئلة المرتبطة بحدود الحوار الروائي وعلاقاته، ويذكر: «يمكنني الإشارة إلى هذه الأسئلة حين أقول إن النص الروائي يضم سرداً ووصفاً، فما علاقة الحوار بهذا السرد والوصف؟ كما يضم النص الروائي حواراً روائياً بين متحاورين، فما علاقة كل طرف من الطرفين بالطرف الآخر في هذا الحوار؟ وما علاقة الحوار بالحقيقة الفنية والحقيقة الحياتية؟ وإذا كنا نتحدث عن الحوار الروائي فثمة سؤال آخر يراودنا هو ما الفارق بين الحوار الروائي والقصصي؟ ما نقاط الاتفاق والاختلاف بينهما؟».

 

وينوه بأن الحوار الروائي يتضح بالإجابة عن الأسئلة السابقة الخاصة بالحدود والعلاقات على نحو أكثر جلاء واستقلالية لأنه من غير المقبول الظن أن الحوار واحد في الأجناس الأدبية الكبرى.

 

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز٣_الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الجدل مستمرّ بسبب استهزائه بطه حسين: يوسف زيدان انتفخ حتى انفجر!

محمد ياسين   القاهرة | يحبّ الكاتب والروائي المصري يوسف زيدان «التريندات» ويعشق احتلال الواجهة بتصريحاته الاستفزازية بغض النظر عن أي شيء. وهذه المرة اختار ...