على رغم مواصلة تركيا عملياتها العسكرية في شمال العراق، منذ سنوات، وإعلانها مساحات واسعة من الأراضي العراقية «مناطق أمنيّة»، إلّا أن الهجوم الذي استهدف، أخيراً، منتجعاً سياحيّاً في منطقة زاخو التابعة لمحافظة دهوك، وسقوط ما لا يقلّ عن تسعة قتلى وعشرات الجرحى من المدنيين، أثار ردود فعل مختلفة، هذه المرّة. واكتفت الحكومات العراقية المتعاقِبة، لغاية الآن، بالوقوف متفرّجةً على ما يجري في شمال البلاد من استهدافٍ تركي لـ«حزب العمّال الكردستاني»، كما لو أن المعارك تجري في بلد آخر. أمّا مسؤولو إقليم كردستان، فَلَم يحرّكوا، من جهتهم، ساكناً، على اعتبار أن العمليّات تجري ضدّ فصيلٍ كردي معارض لحُكم الأسرة البارزانية، وهو ما يعطي دفْعاً لأنقرة لمواصلة هجماتها. لكن ما جرى في زاخو أربك حسابات تركيا، ولا سيما أن الواقعة قوبلت بشبه إجماع عراقي على التنديد بها، والمطالبة بإصدار قرار يُلزِم أنقرة بسحب قواتها العسكرية من كامل الأراضي العراقية، وأيضاً ببيان إدانةٍ أصدره مجلس الأمن الدولي، من دون أن يسمّي الجهة التي تقف وراءه، إذ اكتفى بالدعوة إلى تعاون الحكومتَين العراقية والتركية لتحديد المسؤوليات. بدوره، دان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الهجوم الذي قال إن الجيش التركي «لا يمكن أن يقوم بمثله».