الرئيسية » حول العالم » مودي أمام ولاية ثالثة معقدة في الهند في غياب غالبية مطلقة

مودي أمام ولاية ثالثة معقدة في الهند في غياب غالبية مطلقة

يتحتم على رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تشكيل ائتلاف حكومي خلال ولايته الثالثة، بعد انتخابات تشريعية حقق فيها الفوز بدون الاحتفاظ بالغالبية المطلقة في البرلمان.

وخسر حزب “بهاراتيا جاناتا” القومي الهندوسي الحاكم الغالبية الكبرى التي حظي بها في البرلمان خلال ولايتي مودي السابقتين، وفق ما أظهرت النتائج المعلنة الثلاثاء.

ورغم عدم تحقيق الفوز الساحق الذي كان يتوقعه له معظم المحللين السياسيين، من المتوقع أن يباشر مودي ولاية ثالثة مستندا إلى تحالف من الأحزاب الصغيرة.

واحتفل رئيس الوزراء البالغ 73 عاما بالفوز منذ مساء الثلاثاء معتبرا أن نتيجة الانتخابات تسمح له بمواصلة برنامجه، فيما أعرب أنصاره عن فرحتهم في كل أنحاء البلاد.

وصرح مودي أمام حشد من المؤيدين المحتفلين بفوزه في العاصمة نيودلهي “هذه الولاية الثالثة ستكون ولاية القرارات الكبرى. ستخطّ البلاد فصلا جديدا من تطورها، أؤكد لكم ذلك”.

 

– “قلق متواصل” –

وفاز حزب بهاراتيا جاناتا بـ240 مقعدا في البرلمان، بفارق 32 مقعدا مما تتطلبه الغالبية المطلقة، وبتراجع كبير عن انتخابات 2019 حين فاز بـ303 مقاعد.

في المقابل، حصل حزب المؤتمر، أكبر أحزاب المعارضة، على 99 مقعدا، ما يوازي ضعف نتيجته في 2019 (52 مقعدا)، مخالفا بذلك التوقعات.

وأعلن زعيم الحزب راهول غاندي الذي حقق فوزا ساحقا في دائرة واياناد الجنوبية أن “البلاد قالت لناريندرا مودي +لا نريدك+”.

وتوقع معظم المحللين والاستطلاعات عند الخروج من مراكز الاقتراع فوز مودي الذي يتهمه منتقدوه بتسييس القضاء مع سجن قادة من المعارضة، وتقويض حقوق الأقليات الدينية ولا سيما الأقلية المسلمة التي تضم أكثر من 200 مليون نسمة.

وانتخب رئيس الوزراء مجددا في دائرته فاراناسي إنما بهامش أقل بكثير منه قبل خمس سنوات.

وبذلك بات حزب بهاراتيا جاناتا يعوّل على الحلفاء في ائتلافه، ما يحتم عليه السعي لتحقيق توافق من أجل تمرير نصوصه في البرلمان.

وكتبت صحيفة “تايمز أوف إينديا” أن “احتمال أن يستخدم (الحلفاء) نفوذهم بدفع من اقتراحات من حزب المؤتمر وغيره من أطراف المعارضة، سيكون مصدر قلق متواصل لحزب بهاراتيا جاناتا”.

ورأى هارتوش سينغ بال، الصحافي السياسي في مجلة “ذي كارافان”، أنه يتحتم على مودي الآن “العمل مع شركاء في التحالف… قد يسحبوا دعمهم له في أي لحظة”.

– “هزيمة أخلاقية” –

وانطلقت الاحتفالات الثلاثاء في مقر حزب مودي قبل إعلان النتائج النهائية للانتخابات.

كذلك خيمت أجواء من الجذل في مقر حزب المؤتمر في نيودلهي.

وصرح راجيف شوكلا النائب عن الحزب المعارض للصحافيين أن “بهاراتيا جاناتا فشل في الحصول على غالبية مطلقة بمفرده” مضيفا “إنها هزيمة أخلاقية لهم”.

وواجهت المعارضة صعوبات أمام آلة الحزب الحاكم الانتخابية القوية جدا والمدعومة بتمويل وفير، خصوصا مع تعرض عدد من قادتها لملاحقات قضائية.

وأبدت الأقلية المسلمة قلقها على مستقبلها ومستقبل الدستور الهندي العلماني المهدد بنظرها بفعل البرنامج القومي الهندوسي.

وبين النواب المستقلين المنتخَبين اثنان يمضيان عقوبة بالسجن هما الداعية الانفصالي من السيخ أمريتبال سينغ المثير للجدل، والكشميري عبد الرشيد الذي أوقف بتهمة “تمويل الإرهاب” وغسل الأموال في 2019.

وتراجعت البورصة الهندية الثلاثاء بعد إعلان النتائج.

وهنأت الصين الأربعاء رئيس الوزراء وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ أن الصين “مستعدة للعمل مع الهند من أجل تشجيع النمو الصحي والمستقر للعلاقات بين البلدين”.

كذلك وردت تهنئة من اليابان ومن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وصوت حوالى 642 مليون ناخب في الانتخابات التي جرت على سبع مراحل امتدت لفترة ستة أسابيع.

وبناء على أرقام المفوضية، بلغت نسبة المشاركة 66,3 % من أصل 968 مليون ناخب مسجل، وهي نسبة أدنى بحوالى نقطة مئوية من نسبة 67,4 % المسجلة في انتخابات 2019.

وعزا المحللون بشكل جزئي تراجع نسب المشاركة إلى موجة حر تضرب شمال الهند مع تجاوز الحرارة 45 درجة مئوية.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرئيس الإيراني يدعو بابا الفاتيكان لحث زعماء العالم للوقوف بوجه جرائم “إسرائيل”

  فرانسيس الثاني أنّ إيران مُستعدّة للتعامل البنّاء مع الفاتيكان من أجل تعزيز السلام والعدالة في العالم.     أكّد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم ...