توعّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، بالعمل على دفع “حزب الله” للانسحاب من شمال نهر الليطاني، “في حال فشل العالم” في فعل ذلك.
وقال كاتس في بيان: “في أعقاب الهجوم واسع النطاق الذي شنه حزب الله على المراكز السكانية المدنية في إسرائيل، اتصلت بالعشرات من وزراء الخارجية، وقمت بحث جميع السفارات الإسرائيلية في العالم لإيصال رسالة واضحة”.
وفحوى هذه الرسالة التي تحدث عنها كاتس أن “إسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري لحماية مواطنيها من حزب الله”.
وأضاف كاتس أن “حزب الله منظمة تهاجم إسرائيل دون توقف منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول (الماضي)، وقتلت عشرات الإسرائيليين، وأدت إلى تهجير حوالي 70 ألف إسرائيلي من منازلهم”.
وأكد أن “إسرائيل عملت وما زالت تعمل، على منع المزيد من الأذى لمواطنيها، ولن نتوقف حتى نعيد الأمن لمواطنينا وسكان الشمال إلى منازلهم”.
وتابع: “يتعين على أي شخص مهتم بإحلال الاستقرار في المنطقة ووقف التصعيد في الشمال أن يفعل شيئاً واحداً: ضمان التنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وانسحاب قوات حزب الله من شمال الليطاني”.
وختم بالقول: “إذا لم يسحب العالم حزب الله من شمال الليطاني بموجب القرار 1701، فإن إسرائيل ستفعل ذلك”.
من جهته، حذّر الناطق باسم البيت الأبيض جون كيربي الأحد من أن “التصعيد” العسكري ليس في “مصلحة إسرائيل”.
وقال كيربي لشبكة “إيه بي سي”، “لا نعتقد أن تصعيد هذا النزاع العسكري يصب في مصلحتهم. هذا ما نقوله مباشرة لنظرائنا الإسرائيليين”.
واعتبر أنه لا تزال هناك “مساحة لحل دبلوماسي” للنزاع مضيفا “هذا ما نعمل عليه” دون تقديم مزيد من التفاصيل.
و شهدت ليلة السبت الأحد قصفا كثيفا عبر الحدود اللبنانية الاسرائيلية.
وتابع كيربي أن هذا التصعيد “ليس بالتأكيد في مصلحة جميع هؤلاء الأشخاص الذين يقول رئيس الوزراء (بنيامين) نتانياهو إنه يريد إعادتهم إلى ديارهم”.
وتعهّدت السلطات الإسرائيلية استعادة الهدوء في شمال إسرائيل حتى يتمكن عشرات الآلاف من النازحين الفارين من القتال من العودة إلى منازلهم.
وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل.
ودعا القرار إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات “يونيفيل” الأممية.
تصريحات الوزير الإسرائيلي تأتي بعد أن أعلن “حزب الله” الأحد، أنه قصف مواقع عسكرية في مدينة حيفا شمالي إسرائيل بصواريخ فادي 1 و2، للمرة الأولى منذ بدء المواجهات الحدودية مع تل أبيب قبل نحو عام، وذلك في إطار “الرد الأولي” على تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية التي ضربت مناطق مختلفة في لبنان.
وأسفرت صواريخ “حزب الله” عن إصابة عدد من الإسرائيليين وأضرار مادية كبيرة حسب وسائل إعلام عبرية، فيما قصف الجيش الإسرائيلي 16 بلدة جنوبي لبنان ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 3 وفق بيان وزارة الصحة اللبنانية.
وخلال الأسبوع الحالي، تصاعدت الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل عقب تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب غارة جوية استهدفت الجمعة، الضاحية الجنوبية لبيروت خلفت 45 قتيلا بينهم أطفال ونساء والقيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل، و68 جريحا وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة.
يذكر أن عددا كبيرا من الضحايا هم من قيادات وكوادر “حزب الله”.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم