قالت صحيفة تلغراف البريطانية إن 7 سفن من الأسطول الروسي أبحرت في المحيط الهادي من كوريا الشمالية إلى روسيا، وعلى متنها 1500 جندي من القوات الكورية الشمالية الخاصة، في طليعة لقوة قد تصل إلى 11 ألف جندي كوري من المقرر أن تعزز حرب روسيا في أوكرانيا، في أحدث إشارة مخيفة إلى أن الحرب ليست بين روسيا وأوكرانيا فقط، بل هي مواجهة مباشرة توشك أن تندلع بين تحالفين عالميين.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير بقلم ديفيد آكس، أن الأمر لا رجعة فيه، لأن قوات من طرف ثالث سوف تكون على الأرض قريبا، مما يعني أن دولا أخرى قد تحذو حذو بيونغ يانغ، خاصة أن سياسيين بريطانيين وفرنسيين قد اقترحوا مثل هذا الإجراء بالفعل.
آكس: إرسال كوريا الرجال والأسلحة يكشف عما كان سريا حتى الآن، من نقص القوى العاملة المتزايد الذي تواجهه روسيا التي يخسر جيشها أكثر من ألف شخص يوميا بين قتيل وجريح في المتوسط منذ نحو عام الآن.
وأشار الكاتب إلى أن الحرب الآن متعددة الأطراف، وربما تصبح قريبا حربا عالمية، ومن الواضح أن القادة الروس وحلفاءهم في إيران وكوريا الشمالية وربما الصين يدركون المخاطر القائمة، ولكن من غير الواضح هل حلفاء أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) يدركون هذه الحقيقة.
وذكّر الكاتب بأن هؤلاء الجنود الكوريين الشماليين ليسوا أول مساهمة من بيونغ يانغ في المجهود الحربي الروسي، إذ باعت كوريا الشمالية لروسيا ذخيرة مدفعية وصواريخ باليستية من طراز “كي إن-23” ومركبات صاروخية مضادة للدبابات، لتصبح إلى جانب إيران، الداعم الصناعي لروسيا، والسبب الرئيسي وراء عدم نفاد المعدات الحيوية للقوات المسلحة الروسية مع دخول حربها على أوكرانيا شهرها الـ32.
غير أن بيونغ يانغ، بإرسال الرجال إلى جانب الأسلحة، تكشف عما كان سريا حتى الآن -حسب الكاتب- من نقص القوى العاملة المتزايد الذي تواجهه روسيا التي يخسر جيشها أكثر من ألف شخص يوميا بين قتيل وجريح في المتوسط منذ نحو عام الآن.
ولأن الفارق بين الخسائر والتجنيد لدى الجيش الروسي فيه عجز متزايد، فإن القوات البديلة لا بد أن تأتي من مكان ما، ويبدو أن هذا المكان هو كوريا الشمالية -كما يقول الكاتب- وإن كان 11 ألف جندي إضافي لا تكفي إلا لمدة أسبوعين فقط، وفقا لمعدل الخسائر الحالي في روسيا.
غير أن الدور المتنامي الذي تلعبه كوريا الشمالية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا يهدد بجر كوريا الجنوبية إلى الصراع أيضا، إذ تدعم كوريا الجنوبية أوكرانيا بالمساعدات الإنسانية، ويقال إنها باعت للولايات المتحدة مليون قذيفة مدفعية لنقلها إلى أوكرانيا، ولكنها ظلت مترددة في شحن الأسلحة مباشرة إلى كييف، ومن الممكن أن يتغير ذلك.
ففي اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي هذا الأسبوع، وصف كبار المسؤولين في كوريا الجنوبية الدعم الكوري الشمالي لجهود الحرب الروسية بأنه “تهديد أمني خطير”، وتعهدوا بتصعيد تدخلهم في أوكرانيا ردا عليه، خاصة أن كوريا الجنوبية لديها عديد من أفضل الأسلحة في العالم، خاصة الدبابات والمدفعية.
وخلص الكاتب إلى أن أوكرانيا رغم تراجع الدعم الأجنبي شكلت 14 لواء جديدا تمثل مجتمعة زيادة بنسبة 10% في هيكل قواتها القتالية البرية، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعم أن تباطؤ المساعدات الأجنبية يعني أن 10 من الألوية تفتقر إلى المعدات الثقيلة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم