واصلت أسعار الذهب ارتفاعها اليوم الجمعة، محققة مستوى قياسيًا جديدًا وسط تزايد مخاوف المستثمرين من تداعيات الرسوم الجمركية المحتملة التي قد يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب ترقب تقرير رئيسي عن التضخم الأميركي لتحديد مسار السياسة النقدية للفيدرالي الأميركي.

الذهب يسجل ارتفاعًا تاريخيًا

ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 2800.99 دولار للأوقية بحلول الساعة 00:35 بتوقيت غرينتش، بعدما سجل مكاسب أسبوعية تقارب 1% حتى الآن. وخلال الجلسة، بلغ المعدن النفيس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2799.71 دولار.

تصاعد التوترات التجارية وتأثيرها على الأسواق

أعاد ترامب، يوم الخميس، تأكيد نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من المكسيك وكندا، وهو ما أثار قلق الأسواق العالمية. وتُعد سياسات الحماية التجارية عاملًا رئيسيًا في زيادة مخاطر التضخم، كما قد تؤدي إلى تصعيد النزاعات التجارية، مما يدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، مثل الذهب.

ويعتبر الذهب أداة تحوط رئيسية ضد ضغوط الأسعار وحالة عدم اليقين الجيوسياسي، مما يجعله أكثر جاذبية في أوقات التقلبات الاقتصادية.

ترقب تقرير التضخم الأميركي وتأثيره على الفيدرالي

ينتظر المستثمرون تقرير مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر/كانون الأول، والذي سيصدر في وقت لاحق اليوم الجمعة.

وأظهرت بيانات الخميس أن النمو الاقتصادي الأميركي تباطأ في الربع الأخير من عام 2023، لكن استمرار قوة الطلب المحلي قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى تخفيف وتيرة التيسير النقدي.

وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، بينما صرح رئيسه جيروم باول بأن البنك المركزي لن يتعجل في اتخاذ قرارات جديدة بشأن خفض الفائدة، وهو ما أضاف حالة من الحذر إلى الأسواق.

السياسات النقدية الأوروبية وتأثيرها على الأسواق

في أوروبا، قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس، كما كان متوقعًا على نطاق واسع، مع إبقاء الباب مفتوحًا لمزيد من التخفيضات خلال العام الجاري، ما قد يؤثر على شهية المستثمرين تجاه الذهب.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

إلى جانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة، حيث:

ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 31.54 دولار للأوقية.

زاد البلاتين بنسبة 0.1% إلى 967.80 دولار للأوقية.

تراجع البلاديوم بنسبة 0.2% ليصل إلى 987.10 دولار للأوقية.

وسط التوترات التجارية المتزايدة وسياسات الفيدرالي الأميركي غير الواضحة، يظل الذهب الوجهة المفضلة للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية. ومع ترقب بيانات التضخم، قد نشهد مزيدًا من التحركات في أسعار المعدن الأصفر خلال الأيام المقبلة.