آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » العدو يتفرّغ لغزة مجدّداً | المقاومة تتنشّط: كمائن فاتكة

العدو يتفرّغ لغزة مجدّداً | المقاومة تتنشّط: كمائن فاتكة

 

يوسف فارس

 

بانتهاء الحرب على إيران، انصبّ التركيز الإسرائيلي مجدّداً على جبهة قطاع غزة التي عادت لتتصدّر أولويات الحكومة الإسرائيلية؛ إذ التقت آراء وزراء الاحتلال على المضي قدماً في الحرب حتى تحقيق الأهداف الرئيسية المعلنة، وهي القضاء على «حماس»، واستعادة الأسرى الأحياء والأموات. وبرزت مؤشرات هذا التوجه، في الاندفاع الميداني المصحوب بنشوة «الإنجازات»، توازياً مع تعطيل المسار التفاوضي للوصول إلى صفقة تبادل تشكّل بوابة لنهاية الحرب.

 

وعلى الرغم من ما قاله الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تصريحاته، عن أنه ستكون هناك «أخبار جيدة حول غزة في الأيام المقبلة»، والأجواء المتفائلة التي أشاعها الوسيط غير الرسمي، بشارة بحبح، في مقابلات صحافية، حول الانتهاء من معظم النقاط العالقة، أكّدت «هيئة البث الإسرائيلية» أنه «لن يتم إرسال وفد التفاوض إلى الدوحة، لأن الفجوات لا تزال كبيرة، والخلافات حول شروط إنهاء الحرب معقّدة»، فيما أعلن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، أن «القتال في غزة سيستمر حتى تحقيق كلّ الأهداف».

 

أما ميدانياً، فتصاعدت وتيرة القصف، وتحديداً الذي تنفّذه الطائرات الحربية. وشهد اليومان الماضيان قصف العشرات من المنازل وتدميرها، وتحديداً في مدينة جباليا البلد شمال القطاع، ومدينة خانيونس جنوبه. وسُجّل أيضاً حضور لافت للطائرات المُسيّرة بعد غياب نسبي استمر لأيام، حيث نفّذت العشرات من الاستهدافات التي طاولت تجمعات المواطنين وخيامهم.

 

وبعد تسجيل استشهاد 84 مواطناً، نحو 60 منهم من منتظري المساعدات على شارع الرشيد، ومراكز التوزيع الأمركية، أول أمس، سقط 7 شهداء من عائلة الدحدوح، أمس، في قصف طاول منزلهم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، و10 آخرون من عائلة قزعاط في قصف منزلهم في حي الصبرة جنوب المدينة.

 

كما أغارت الطائرات الحربية على منزلين لعائلتَي نصر والدادا في جباليا البلد، ما تسبّب في مجزرة بحق سكان المنزلين.

كذلك، استشهد 4 مواطنين من عائلة سلمان جراء استهداف مسكنهم في مدينة دير البلح وسط القطاع، و5 مواطنين في قصف طاول منزلهم في محيط مجمع أنصار جنوب مدينة غزة، و9 مواطنين من عائلة أبو عجوة في استهداف بيتهم شرق المدينة.

 

ودمّرت الطائرات الحربية أيضاً، منزلاً لعائلة التلمس في حي الكرامة شمال غرب المدينة، ما تسبّب في استشهاد عائلة مكوّنة من 5 أفراد. ولم يمر أمس من دون أن يرتكب جيش الاحتلال مجزرته اليومية بحق منتظري المساعدات؛ سجّلت المصادر الطبية استشهاد 14 مواطناً قرب مركز توزيع المساعدات الأميركية في منطقة نتساريم وسط القطاع.

 

في مقابل ذلك، شهدت الأيام الثلاثة الماضية زخماً ميدانياً كبيراً لعمليات المقاومة؛ إذ تمكّنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، وعلى رأسها «كتائب القسام» و»سرايا القدس»، من تنفيذ عشرات الكمائن والمهمات القتالية المؤثّرة، والتي تسبّبت بإيقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوف جنود الاحتلال. وأهم تلك الكمائن، نفّذه مقاومو «كتائب القسام»، مساء أول أمس، أي في الوقت نفسه الذي كان فيه رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يتباهى بتحقيق منجزات في الحرب على إيران.

 

وقالت الكتائب إن أحد عناصرها تمكّن من تدمير ناقلة جنود من نوع «بوما» حيث وضع عبوة ناسفة من نوع «شواظ» داخل قمرة القيادة، ما أدّى إلى احتراقها ومقتل جميع أفراد طاقمها، قبل أن يستهدف المقاومون ناقلة جنود أخرى بـ»عبوة العمل الفدائي» بالقرب من مسجد الإمام علي بن أبي طالب في منطقة معن جنوب مدينة خانيونس.

 

جيش الاحتلال يعترف بمقتل 7 جنود وجرح 17 في كمين في غزة

 

 

وفي التفاصيل، ذكرت مصادر عبرية أن «وحدات الإنقاذ فشلت في محاولة إخماد النيران التي اندلعت في الناقلة في مسرح الحدث بسبب قرب المقاومين من المكان، والخشية من تكرار الهجوم، ما دفعها إلى سحب الناقلة وهي مشتعلة إلى شارع صلاح الدين شرقاً، بينما أجساد الجنود تتفحّم». وكان اعترف جيش العدو بمقتل 7 من جنوده وإصابة 17 آخرين بجروح متفاوتة، في الكمين.

 

وزاد توثيق «القسام» للمهمة ونشر مقطع مصوّر لها، تأزم المشهد المعنوي في أوساط مجتمع الجيش والإعلام العبريين، حيث علّق نوعم أمير، من «القناة 14»، على المقطع بقوله: «يجب على رئيس الأركان الاتصال بقائد الفرقة 36 وإرساله إلى المنزل»، فيما رأى ضابط كبير في جيش الاحتلال أن «ما تمّ توثيقه مخزٍ ولا يشرّف الجيش الإسرائيلي. هذا أقل ما يمكن قوله.

 

وكان من المُفترض بقائد القوة أن يدهس المسلحين وفقاً للتعليمات العسكرية، إذا كانوا على مسافة قريبة، أو على الأقل يفتح النار عليهم باستخدام الرشاش المثبّت على المدّرعة». أما موريا أسراف من «القناة 13»، فقد ربطت الكمين بما نشره «الإعلام العسكري» التابع للكتائب قبل أسبوع ونصف أسبوع، حيث ظهر أحد المقاتلين وهو يلاحق ناقلة جند بسلاح فردي ويحاول فتح بوابتها من الخارج، قبل أن تعمد الناقلة إلى الهروب.

 

كذلك، أعلنت «كتائب القسام» تنفيذ كمين مركّب استهدف فيه المقاومون قوة صهيونية تحصّنت داخل منزل بقذيفة من نوع «الياسين 105»، وأخرى من نوع «آر بي جي» في منطقة الترخيص جنوب مدينة خانيونس، ما تسّبب بوقوع أفراد القوة بين قتيل وجريح. وتحدّثت أيضاً عن استهداف دبابة «ميركافا» بعبوة «شواظ» وقذيفة «الياسين 105» في المنطقة نفسها. كما ذكرت أن مقاوميها فجّروا جرافة عسكرية من نوع «دي ناين» بعبوة «شواظ» معدّة مسبقاً، مضيفة أن النيران اشتعلت في الجرافة لمدة ساعة، وحينما تقدّمت جرافة أخرى للإنقاذ تمّ استهدافها بقذيفة «الياسين 105» في منطقة التوحيد جنوب خانيونس.

 

وفي خانيونس أيضاً، أعلنت «سرايا القدس» تمكّن مقاوميها من تنفيذ استحكام مدفعي بوابل من قذائف الهاون، استهدف تجمعات الجنود داخل محاضن الآليات في محيط صالة المهنّد وشارع البداو في منطقة السطر الغربي، ما استدعى تغطية جوية ومدفعية لنقل الجرحى والقتلى من جيش العدو. وأكدت «سرايا القدس» أن مقاوميها استطاعوا تدمير آلية عسكرية متوغّلة في منطقة الترخيص القديم جنوب المدينة، بتفجير عبوة برميلية شديدة الانفجار.

 

كذلك، أبلغ «الإعلام الحربي» التابع للسرايا عن تفجير مقاوميه آلية عسكرية من نوع «ميركافا» في منطقة عبسان الكبيرة شرق خانيونس. وكانت أعلنت، قبل يومين، استهداف مقاوميها منازل في خانيونس يتحصّن فيها جنود الاحتلال، بصواريخ موجّهة من نوع «فاغوت» و»مليوتكا». ووزّعت أيضاً مشاهد لقنص جندي على تلة المنطار شرق مدينة غزة.

 

هذه الأحداث الميدانية المتلاحقة والمكلفة بشرياً، وقعت جميعها في مناطق عمل فيها جيش الاحتلال طويلاً، وزعم عدة مرّات أنه استطاع تدمير كتائب المقاومة فيها، وهو ما يؤكد قدرة الأخيرة المستمرة على إعادة بناء خلاياها، وتوظيف ما يتوفّر من إمكانات في تنفيذ عمليات مكلفة بشرياً، بتكتيك قتالي يعتمد كلياً على فهم سلوك العدو وتوقّع خطواته، إلى جانب ما يمتلكه المقاومون من بسالة واستعداد للتضحية.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الاحتلال يحقق بمقتل 7 جنود بإشعال ناقلة جند في خانيونس

    كشفت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي، صباح اليوم، عن تفاصيل حادثة وصفتها بـ«الخطيرة» أسفرت عن مقتل سبعة جنود من كتيبة الهندسة القتالية 605، بعد ...