ارتفعت حصيلة قتلى الفيضانات المدمّرة في وسط تكساس إلى 50 شخصا بينهم 15 طفلا السبت، بحسب ما أعلن مسؤولون، في وقت يبحث عناصر الإنقاذ عن عشرات الفتيات المفقودات.
في وقت سابق، أعلن لاري ليثا قائد شرطة مقاطعة كير المنكوبة في مؤتمر صحافي أنه “حتى الآن أجلينا أكثر من 850 شخصا غير مصاب وثمانية جرحى”.
وقال حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت في مؤتمر صحافي إنه سيوسع نطاق حالة الكارثة في الولاية وسيطلب موارد فدرالية إضافية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال رئيس إدارة الطوارئ في تكساس نيم كيد إن أطقم الإنقاذ الجوية والبرية والمائية تقوم بعمليات تمشيط على طول نهر غوادلوبي بحثا عن ناجين وجثث القتلى.
وأضاف: “سنواصل البحث حتى يتم العثور على جميع المفقودين”.
بدأت الفيضانات الجمعة مع هطول أمطار غزيرة، ما تسبب في ارتفاع منسوب نهر غوادلوبي بمقدار ثمانية أمتار خلال 45 دقيقة.
وفي كيرفيل السبت كانت مياه نهر غوادلوبي الهادئة عادة، مضطربة وسريعة.
وقال أحد السكان المحليين جيراردو مارتينيس البالغ 61 عاما: “لقد أمطرت السماء في يوم واحد ما تمطره في سنة واحدة”.
وأضاف: “بلغت المياه أعالي الأشجار على ارتفاع حوالى عشرة أمتار تقريبا. وجرف النهر سيارات ومنازل برمتها. الوضع سيء”.
وظلت التحذيرات من حصول مزيد من الفيضانات قائمة خلال عطلة نهاية الأسبوع في جميع أنحاء وسط تكساس، حيث أدت الأمطار الغزيرة إلى مقتل ثمانية أشخاص في ثلاث مقاطعات أخرى وفقا لوسائل إعلام أميركية، ما يرفع عدد القتلى على مستوى الولاية إلى 50 على الأقل.
الفيضانات المفاجئة التي تحدث عندما تعجز الأرض عن امتصاص الأمطار الغزيرة، ليست بالأمر النادر.
لكن العلماء يقولون إن تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية في السنوات الأخيرة جعل ظواهر الطقس القصوى، مثل الفيضانات والجفاف وموجات الحر، أكثر تواترا وشدة.
دمار
صرّح ليثا السبت بأن 27 فتاة من مخيم “ميستيك كريستيان” الصيفي في مقاطعة كير التي غمرتها الفيضانات ما زلن مفقودات. وكان عدد المسجلات في المخيم حوالى 750 فتاة.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن أربع فتيات مفقودات لقين حتفهن، نقلا عن عائلاتهن.
دمرت المياه المخيم الواقع على طول ضفاف نهر غوادلوبي، حيث كانت البطانيات والمراتب والدببة المحشوة وغيرها من المتعلقات متناثرة في أنحاء المباني.
وتحطمت نوافذ غرف المخيم بسبب قوة المياه على ما يبدو.
وكان مايكل الذي اكتفى بذكر اسمه الأول لوكالة “فرانس برس”، يبحث في المخيم عن ابنته البالغة ثماني سنوات. وقال: “كنت في أوستن وجئت صباح أمس، عندما سمعنا عن الأمر”.
وأكد معسكر “هارت أو ذا هيلز” الصيفي الواقع على بعد ميل واحد من معسكر ميستيك، السبت أن مديرته جين راغسديل من بين القتلى.
“كارثة”
وقالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نوم في مؤتمر صحافي إن ترامب يريد “تحديث التقنيات” في هيئة الأرصاد الجوية والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وواجهت إدارة ترامب انتقادات من علماء ووكالات بسبب خفض موظفي وتمويل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي المسؤولة عن التوقعات الجوية والاستعداد للكوارث.
وقالت نوم: “نحن بحاجة إلى تجديد هذا النظام القديم”.
وعندما سئلت عن المزاعم بعدم حصول السكان على تحذير كاف بشأن الفيضانات، وعدت نوم بنقل هذه المخاوف إلى الحكومة الفدرالية.
وقال مسؤولون إن سرعة تشكل الفيضانات ومستواها كان صادما.
وحذر دالتون رايس المسؤول بمدينة كيرفيل من أن المنقذين يواجهون ظروفا “صعبة جدا”.
ولفت رايس إلى أن عدد الأشخاص الذين ربما كانوا يزورون منطقة التخييم الشهيرة غير معروف، رافضا إعطاء رقم إجمالي لعدد المفقودين.
وقالت سويلا رينا البالغة 55 عاما وهي من سكان كيرفيل وتعمل في كنيسة محلية على مساعدة الناس الذين فقدوا متعلقاتهم “لم أر شيئا من هذا القبيل قط”.
ومع انتشار المنقذين في أنحاء المنطقة، حث جو هيرينغ رئيس بلدية كيرفيل المجتمع على التكاتف.
وقال: “يجب أن يعلم الناس أن اليوم سيكون يوما صعبا. سيكون يوما صعبا”.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار