عبداللطيف عباس شعبان
ذكرى الأعلام الأخيار جديرة بألا يطويها النسيان، لأنهم تركوا ما يجعلهم محطَّ التذكير بهم، فجميع أهل إقرأ يقرأون لأعلام من قرون مضت، بل ومنهم من عهود خلت، وفي هذا اليوم العاشر من شهر تشرين الأول تمرالذكرى الثامنة لرحيل العلَّامة الدكتور المحامي أحمد عمران الزاوي، الذي غادرنا إلى دار الخلود مع الصِّديقين والشهداء والصالحين عام / 2017 .
مؤلفاته الأربعون انصبَّت على الدفاع عن العروبة والاسلام وفضح الصهيونية، وكثيرون شهدوا له بخير ما جاء فيها، ومنهم موجّه مادة التربية الاسلامية الأستاذ الشيخ أحمد حاج فتوح الذي قال:
” الدكتور العلَّامة أحمد عمران الزاوي جعل من نفسه جنديا محاربا ضد أعداء القرآن والاسلام والمسلمين والعرب في كل مؤلفاته “.
والعلَّامة الزاوي امتلك ناصية التأليف بميزات قلَّ من تحلَّى بها من المؤلفين، فقد مكنَّته ملكيته الفكرية من أن يكتب للمطبعة مباشرة، واثقًا ممَّا خطَّهُ قلمه، إذ لم يجد بنفسه حاجة لأن يراجع ويعدَّل ماكتب، ولا أن يطلب من صديق يدقِّق له، وجميع من قدَّموا له كتبه أو قرظوها أثنوا بتقدير عال على مضمونها، ومن أخيارهؤلاء الأديب الكبيبر الخطيب النحرير الدكتور عبد اللطيف اليونس الذي قال:
” إنما أحب أن أميِّز في الكتابة بين أسلوب العالم واسلوب الأديب، وكتابة الأستاذ أحمد عمران الزاوي تمتاز بأنها تجمع الأمرين معا، فكرة العالِم واسلوب الأديب، وهي ميزة قلَّ من تحلَّى بها إلا نادرون “.
وجميع من قرأوا كتب العلَّامة الدكتور الزاوي شهدوا بفيض ذهنه المعْطَاءْ، ونقاء فكره الجدير بالاقتداءْ، ومنهم الشاعر الأستاذ محمود مرشد حبيب الذي خاطب العلَّامة الزاوي قائلا:
مناجمُ فكرك المعطاء فاضتْ فهبْني من جواهرها قِلادةْ
فكرمُك في الثمانيـات يُغـري نـَدامى خمـرة بالاستـزادةْ
وأشهـدُ كنـتَ قدوتنـا جميعــًا ولستَ بحاجةٍ هذي الشَّهادةْ
وأنا أجدّدُ القول:
فقيدُنا أحمـد الزَّاوي كريمُ الأصلِ والحسبِ
فقيدُ الطُّهـرِ والدّينِ فقيـدُ السَّـادةِ النُّـجُــبِ
فقيدُ الحـقِّ والعـدلِ فـقـيـدُ العـلــمِ والأدبِ
ستبقى جهوده ذخرًا بمــا أســداهُ مـنْ كتُـبِ
تــآليـــفٌ محـقَّــقــةٌ يُـزانُ النَّـفـعُ بـالـذهــبِ
لقد سبق أن طبع العلامة الدكتور الزاوي أعدادا كثيرة من جميع كتبه على نفقته وأهداها إلى أصدقائه، وهنا أرتأي بل أحبِّذ أن تعمل وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب على إعادة طباعة العديد من كتبه الأربعين، وأقترح أن يعمل أساتذة الجامعات على توجيه طلبة الدراسات العليا لدراسة كتب العلامة الزاوي ونيل شهاداتهم العليا من خلال البحث والتمحيص بكمية ونوعية معلوماتها الجديرة بالدراسة.
رحم الله الدكتور الزاوي رحمة عباد الله المؤمنين، وأثاب الله من يترحم عليه رحمة الأخيار الصالحين.
الكاتب: عضو مشارك في اتحاد الصحفيين
(أخبار سوريا الوطن-1)