رشا رسلان
“سورية تحتضن أبناءها” مبادرة أطلقتها الموجهة التربوية روضة إبراهيم تحت عنوان “لأجلهم يداً بيد” للتعلم عن بعد خارج أوقات الدوام الرسمي لتكون أول تجربة تطوعية نوعية مرتكزة على وسائل التواصل الاجتماعي تشكل رافداً لجهود وزارة التربية الهادفة إلى تعويض الفاقد التعليمي للطلبة واستمرار العملية التعليمية التعلمية عبر المنصات التربوية والقنوات التلفزيونية في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضها انتشار فيروس كورونا.
نجاح لافت وأصداء إيجابية حققتها المبادرة التي اعتمدت على تطبيقي “واتساب” و”تلغرام” ولاقت دعماً وترحيباً من مديرية تربية اللاذقية وتجسد ذلك بوضوح في زيادة عدد المنضمين في المرحلة الثانية لنحو 2000 طفل و تلميذ وطالب من مرحلة التعليم الأساسي “حلقة أولى و حلقة ثانية ورياض أطفال” إضافة إلى ارتفاع عدد المدرسين والمعلمين إلى 45 والقاعات الافتراضية إلى 50 كما تم تعيين لجنة من مديرية التربية للإشراف على هذه القاعات.
وقالت إبراهيم في تصريح لمراسلة سانا إن الفكرة تبلورت بعد توقيف دوام المدارس العام الماضي وانتقال الطلبة إلى صف أعلى لكي يتمكن التلاميذ والطلبة من تعويض الفاقد التعليمي باعتماد هذين التطبيقين نظراً لسهولة استخدامهما في جميع المراحل وعدم الحاجة لشبكة إنترنت قوية مشيرة إلى نجاح التجربة التي تعد نموذجاً مهماً وقاعدة يمكن البناء عليها لتسخير التكنولوجيا الحديثة التفاعلية في العملية التعليمية لتجاوز بعض التحديات التي نواجهها اليوم وصولاً لمفهوم المدرسة الافتراضية.
وأوضحت أن التعلم في القاعات يتم بطرق تفاعلية مباشرة بين المعلم والمتعلم من جهة وبين المتعلمين فيما بينهم من جهة أخرى وذلك عبر تسجيلات صوتية تبادلية حوارية يتخللها التقويم وكتابات مصورة مرسلة بطريقة جذابة وتصوير صفحات الكتب والوظائف ومقاطع فيديو توضيحية عند شرح فكرة معينة تتطلب تطبيقاً عملياً أو مقاطع فيديو للطلاب أثناء حل واجباتهم المدرسية وابتكار أفكار مبدعة لاكتساب وتمكين المعارف والمهارات والقيم وإتاحة الفرصة للتعبير عن ميولهم وهواياتهم كما أن بإمكان أولياء الأمور الانضمام إلى القاعات الافتراضية والمشاركة ضمن الحدود البناءة الصحيحة ومتابعة سير العملية التعليمية لأبنائهم كل ذلك في ظل بيئة آمنة سهلة التحكم عبر إعدادات القاعة.
وأضافت أن ما يميز المبادرة هي انتشارها على نطاق واسع حيث باتت أشبه بمدرسة افتراضية تحتضن قاعاتها طلاباً ومدرسين وأولياء أمور من مختلف المحافظات السورية مبينة أنه من مزايا القاعات أنه يمكن لأي طالب تعذر وجوده أثناء إعطاء الدرس لأسباب اجتماعية أو تقنية الاطلاع على مضمون المحادثات والاستفادة من النقاشات والأفكار المطروحة وحل الواجب المدرسي وطرح الاستفسارات.
وأشارت إبراهيم إلى بعض الصعوبات التي فرضها واقع الكهرباء واختلاف فترات التقنين وتأثير ذلك على توفر الإنترنت لدى البعض وشحن الهواتف النقالة والحواسيب ولكن رغم ذلك تم التكيف معها مضيفة إن المبادرة في مرحلتها الأولى بدأت في شهر آب الماضي وحتى قبيل افتتاح المدارس أما المرحلة الثانية فانطلقت في تشرين الأول بعد الانتهاء من تنفيذ خطة الوزارة مطلع العام الدراسي لتعويض الفاقد التعليمي وتركز بمرحلتها الحالية على تمكين الطلبة من محتوى المناهج المدرسية وتحديد درسين أسبوعياً وتثبيت المهارات التي اكتسبها الطلاب واستكمال الدروس من حيث تم إنهاء العام الدراسي من مرحلة التعليم الأساسي وفق توزيع المنهاج والخطة الدرسية حتى موعد الامتحانات المقرر في الـ 24 من نيسان الجاري على أن يتم وضع خطة عمل بأهداف جديدة نعلنها تباعاً.
الموجهة الاختصاصية لمادة اللغة الإنكليزية من لجنة الإشراف تهاني حسن من اللاذقية نوهت بالمبادرة التي تجسد الحس العالي بالمسؤولية لدى المعلم السوري في مواجهة التحديات وبناء الإنسان المثقف القادر على العطاء والتطوير كما أيدتها في ذلك المعلمتان هدية الرفاعي من ريف دمشق وملك أمين درة من اللاذقية اللتان وجدتا في المبادرة خلية عمل حقيقية وبيئة تعليمية تحفز التنافس الإيجابي وتختصر الزمان والمكان والمسافة والنفقات مع الإشارة إلى أهمية استمرار العمل بنظام التعليم الإلكتروني بعد تجاوز محنة كورونا كداعم للتعليم في القاعات الصفية في الظروف الطبيعية.
وأكدت مجموعة من أمهات الطلبة أن القاعات التعليمية فكرة رائعة ولاسيما الاختبارات الإلكترونية ومقاطع الفيديو التي عززت لدى أبنائهن حب القراءة والتعلم وساهمت في إيجاد ثقافة جديدة أكثر فائدة من قضاء الوقت على مقاطع اليوتيوب أو الألعاب بل أصبحوا يتابعون دروسهم ويتواصلون مع معلميهم ويبحثون عن أفكار جديدة تبرز قدراتهم كما أنها ساعدت الأهل في التعرف إلى أساليب تربوية جديدة تنمي مواهب أطفالهم.
بدوره أكد مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل متابعة المديرية لجميع المبادرات التي من شأنها الارتقاء بالمنظومة التعليمية وتحقيق الفائدة لأبنائنا الطلبة بما ينسجم مع خطط الوزارة وسعيها لتذليل التحديات التي فرضتها الظروف.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا