“صنع بحب” في حلب.. سوق خيري يحول إبداع 200 سيدة إلى منجز اقتصادي

افتتحت فعاليات السوق الخيري “صنع بحب” في شيراتون حلب، ظهر اليوم، الذي تنظمه مؤسسة القلب الأبيض الخيرية وبرعاية غرفة تجارة حلب، وبين الأجنحة تتنوع المنتجات والمعروضات اليدوية للسيدات المبدعات، في خطوة تهدف إلى خلق مساحة اقتصادية نشطة وداعمة لأصحاب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر.

ويقدم السوق الخيري تشكيلة واسعة من المنتجات التي تهم كافة شرائح الزائرين، تتراوح بين المشغولات اليدوية والحرف التقليدية التي تحمل بصمة التراث الحلبي، إلى منتجات الأغذية المحلية والمحفوظة والمشروبات الطبيعية، بالإضافة إلى منتجات التجميل والعناية المصنوعة من مواد طبيعية. وتعكس هذه المنتجات جودة عالية تؤكد على أهمية دعم المنتج الوطني والاعتماد عليه.

وللمعروضات الحرفية التراثية التي تتميز بها حلب مساحة هامة، حيث يتواجد النول الخشبي التراثي وتنتشر معه روائح الصابون الغار والبخور والأعشاب المجففة والأطعمة المحلية، وتتلاعب الألوان في المشغولات اليدوية، وتتحول إبداعات أكثر من 200 سيدة إلى واقع ملموس. فالسوق الخيري يشكل ورشة عمل حية تروي قصة كل منتج، وتحكي سيرة امرأة قررت أن تحول مهارتها من هواية في المنزل إلى رافد اقتصادي لعائلتها ومجتمعها.

وأوضح زكريا قوجه رئيس لجنة الأسواق والمعارض في غرفة تجارة حلب في تصريح لصحيفة “الحرية” أن السوق يهدف إلى تمكين المبدعات من عرض وبيع منتجاتهن الإبداعية ضمن سوق مباشر، مما يتيح لهن فرصة ثمينة لتسويق أعمالهن بشكل فعال، والوصول إلى شريحة أوسع من العملاء، وتوسيع دائرة انتشارهن ضمن السوق المحلي.

وكشفت الدكتورة هوري أوسيب كوشكريان رئيسة مجلس إدارة مؤسسة القلب الأبيض أن السوق الخيري “صنع بحب” تشارك فيه أكثر من 200 سيدة مبدعة، ويمثل بيئة داعمة تخلق شبكة من التبادل التجاري والخبرات بين المشاركات، ما يساهم في تطوير مشاريعهن وزيادة قدرتهن على المنافسة والاستمرار.

وأعرب عدد من المشاركات في السوق عن سعادتهن بهذه المبادرة، مشيرات إلى أنها وفرت لهن منفذاً حقيقياً لتسويق منتجاتهن بشكل مباشر دون وساطة، ما ينعكس إيجاباً على مردودهن الاقتصادي ويشجعهن على تطوير إنتاجهن وابتكار منتجات جديدة تلبي احتياجات السوق.

ويشكل سوق “صنع بحب” نموذجاً ناجحاً للشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأفراد، في إطار الجهود الرامية إلى إحياء النشاط الاقتصادي المحلي ودعم رواد الأعمال من السيدات، مساهماً بذلك في تعزيز مقومات الصمود الاقتصادي والاجتماعي في المدينة.