الرئيسية » مجتمع » مقارنة الأطفال بأترابهم تضعف الثقة لديهم

مقارنة الأطفال بأترابهم تضعف الثقة لديهم

 حسين صقر:

كثيرة هي القضايا التي تؤثر على نفسية الطفل وتضعف ثقته بذاته، كالصراخ في وجهه، وتأنيبه أمام الآخرين، وعدم شكره والثناء عليه عند تقديمه عملا ما، سواء كان هذا العمل مميزاً أم لابأس به، حيث الكلمة الطيبة تترك أثراً عميقاً في النفس، وتحفّز على العطاء والنجاح وبذل المزيد من الطاقة لتحقيق الأفضل.
ومقارنة الطفل بغيره من العوامل السلبية التي تم ذكرها، وغيرها الكثير، لأن المقارنة من الأساليب التربوية الخاطئة التي يتبعها الآباء عند تربية أطفالهم، فهذه العادة السيئة تقلل من ثقة الأطفال بنفسهم وتقلل من موهبتهم ولا تدفعهم للتطور، بل على العكس تجعلهم يقفون في كل محطة لتقييم أعمالهم، وجعلهم يلتفتون للوراء لقياس الخطوات التي قطعوها، في وقت يفترض بهم السير قدماً والتقدم دون أدنى شك أو ندم، ولاسيما إذا كانت خطواتهم تلك وئيدة وسوف تحقق الغاية المرجوة منها.
المرشد الاجتماعي ماهر فريد تيناوي قال في هذا الخصوص: إن تأنيب الطفل بشكل دائم يقلل من ثقته بنفسه، وتكرار كلمة انظر إلى فلان كيف يتصرف، وإلى ذلك كيف يدرس ويساعد أهله، وإلى ذاك ماذا حقق من نتائج في الوقت الذي لا نقصر معك بشيء، يجعله دائماً نادماً حزيناً، وقد يتولد لديه شعور بالعداء اتجاه هذا الطفل أو ذاك، دون أن يصطدم معه، أو تشتعل بداخله نار الغيرة منه.
وأورد تيناوي مثالاً عن إحدى الفتيات اللواتي روت له قصتها عندما كانت صغيرة بالقول: أكره نفسي كثيراً وأكره كل من يتفوق علي، وينجح أكثر مني وخاصة ابنة عمي التي كان أهلي دائماً يقارنونني بها، حيث كانت متفوقة فعلاً، وبدل أن أقلدها لأصبح مثلها أو أفضل فقد كنت أشعر أنها أفضل دائماً، وخاصة عندما كانت تحصل على علامة أكثر مني ويقومون بتوبيخي والتقليل من شأني، ويتبعون ذلك بأنني فاشلة ولا أنفع لشيء، وبدل أن يبحثوا عن طرق لتقوية شخصيتي وتعزيز ثقتي بنفسي، كانوا دائماً يلومونني، وبذلك تعمق الشعور لدي بالضعف، وهو ما أحبطني ودفعني لترك المدرسة مبكراً ثم الزواج المبكر والندم.
وتعليقاً على ذلك أوضح تيناوي أنه من الضروري أن يوازن الوالدان في تقييم أوجه الضعف لدى طفلهم، والانتباه إلى إيجابيات هذا الضعف، فمثلاً قد يكون الطفل الخامل في المدرسة كثير الحركة ودائم الطاقة، ولا يعني هذا أنه أسوأ من أقرانه، بل على العكس، فقد يتفرد بصفات أخرى تميزه عن غيره، وبالتالي فإن محاولة الأب والأم لتحفيز الأبناء على النشاط قد لا تكون بالضرورة سبباً يدفع الأطفال إلى ذلك فعلاً، بل على العكس، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية، تساهم في ازدياد سوء حالة الطفل النفسية والسلوكية، أو فقدانه للميزات التي كان يمتلكها سابقاً، منوهاً بأنه الطفل خلال نتيجة المقارنة أنه أسوأ من غيره، يشعر بنوع من الدونية، وبأنه أقل من الآخرين.
واضافة لهذا فإن بناء شخصية الطفل من قبل الوالدين يجب أن تكون من خلال رفع تقدير الذات لديه، وهناك نوعان من المقارنات التي يستخدمها الأهل في بيئتنا ، النوع الأول :هو المقارنات الإيجابية وهي مقارنة الأهل ابنهم بصفة إيجابية مع شخص آخر مثل أن يقول الأهل لابنهم أنت رائع ومفكر مثل أبيك أو خالك أو عمك، وبهذا يختار الأهل قدوة من قدوات المجتمع وهذا يجعل الطفل يتوجه في كل مشاعره وأحاسيسه تجاه هذه القدوة فيحبها ويزيد من تقليدها، وهذا مطلوب ومحمود في تعليم الأخلاقيات وفي بناء القيم الإيجابية والمجتمعية السليمة، أما النوع الثاني من المقارنات فهو المقارنات السلبية المنبوذة وهذه المقارنات هي نوع من المعايرة الاجتماعية التي يضعها الأهل كعراقيل في طريق سير نمو الطفل الصحيح.
وأضاف المرشد الاجتماعي إن النمو التربوي السليم يتطلب من الأهل الابتعاد عن مثل هذه المقارنات لأنها تقلل من تقدير الذات لدى الطفل، وتهدم مفهومها لديه وتجعله سلبيا بصورة سريعة، وتخلق لديه انفعالات سلبية مثل الغيرة والغضب والحقد على الآخر، و النموذج الذي يقارن به الطفل مقارنة سلبية يكون بالنسبة للطفل شيئا مؤلما ومكروها وقد يقوده لنوعين من العنف، النوع الأول:هو العنف الموجه للنموذج نفسه، فقد يقوم الطفل بإيقاع الأذى على هذا النموذج أو خصوصياته وممتلكاته، أو التوجه لإيذاء الذات للشعور بالنقص الدائم.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...