هيثم يحيى محمد
ترك القاء القبض بسرعة على المجرمين اللذين اغتصبا الطفلة سيدرا وقتلاها في قرية القليعة بريف الدريكيش ارتياحاً كبيراً لدى ابناء المنطقة وكل من سمع بهذه الجريمة النكراء البعيدة كل البعد عن ثقافة وسلوكيات ابناء المحافظة
وذكر محامي عام طرطوس المستشار محمد سليمان ل(الثورة)ان التقصي الذي قامت به النيابة العامة في الدريكيش بالتعاون التام مع شرطة المنطقة أثمر عن القاء القبض على شخصين من قريتها مشتبه بهما وانه بالتحقيق معهما اعترفا بالإعتداء عليها ومن ثم قتلاها مضيفاً ان مرتكبي هذه الجريمة المؤلمة والمؤسفة التي طالت الطفولة وأمن المجتمع والإنسانية سينالوا جزاء مااقترفت أيديهم من قبل القضاء المختص
ويقول الدكتور بسام الصافتلي المختص في التربية وعلم النفس في حديثه ل(الثورة)تعليقاً على هذه الجريمة وأسبابها ودوافعها -والتي يكثر الحديث عنها-ان جرائم الاغتصاب ترتبط بالعوامل الاقتصادية، فارتكاب جريمة الاغتصاب والعنف الجنسي قد يقع كأحد أشكال أزمة الهوية الذكورية، حيث إن الشاب الذي يعانى من الفقر والبطالة وقلة فرص العمل وارتفاع مستوى المعیشة قد يجد نفسه تحت ضغط الكبت الجنسي، ونظراً لفقره وانعدام إمكانياته يحاول إشباع رغبته بطريقة غير شرعية ليؤكد نجاح ذكوريته. كما أنّ البيئة الاجتماعية التي يعيش بها الشخص قد تكون سبباً للاغتصاب، فالبيئة داخل المنزل تؤثر في وقوع الجريمة، فعلى سبيل المثال وجود شخص بمفرده في المنزل قد يعرضه ضحية للاغتصاب من الغرباء.
ويضاف إلى ذلك القوانين والسياسات فقد تتبع البلدان مناهج مختلفة في عقوبة الاغتصاب، فبعض البلدان لديها تشريعات وإجراءات قانونية رادعة وصارمة وداعمة للضحايا، في حين أنّ بعض الدول تتبع نهجاً أضعف من ذلك حيث لا يدان مرتكب الجريمة وحده وإنما تدان الضحية أيضا، ويشار إليه هو الآخر بأصابع الاتهام وتلحقه وصمات العار.
وأضاف الصافتلي:لا بدّ من الإشارة إلى أهم أسباب انتشار جرائم اغتصاب القاصرات وهو مشاهدة بعض الشباب للأفلام الإباحية التي تثير الشهوة وتهيئ الدماغ لعدم الاكتفاء بما شاهدته العينين فقط؛ وإنما يكون أكثر لهثاً وراء ممارسة ما شاهده في الأفلام حتى ولو عن طريق ارتكاب جريمة الاغتصاب.
وقد تلعب بعض وسائل الإعلام دور المحرك للشھوات والغرائز بالإضافة إلى دورھا بنقل بعض المفاھیم والقیم والعادات التي لا تتناسب مع المعاییر العامة لمجتمعنا ولھا الأثر الكبیر في بروز مظاھر الفساد والتحلل الأخلاقي الذي یمكن مشاھدته بوضوح من السلوكیات التي تقوم بھا بعض فئات المجتمع تحت شعار التقدم ولا للتخلف. وقد ابتعدت الكثیر من وسائل الإعلام ونحن في عصر الفضائیات والانترنت عن دورھا التربوي وتكریس القیم الإنسانية الصحیحة وبدأت بنشر العدید من المواد وبث الكثیر من البرامج التي عملت على شحذ القدرات الجنسیة ماأدى إلى وجود فئة منحرفة غابت عنھا كل الضوابط الدینیة والاجتماعیة والأخلاقیة.
وختم بالقول:لا بد ھنا من الحدیث عن الدور الجماعي الذي یمكن أن تلعبه كافة فئات المجتمع لعلاج ھذه الظاھرة، ولا یمكن لمؤسسات المجتمع المدني أن تتحرك لمكافحة ھذه الظاھرة دون أن تنسق جھودھا مع الدولة لا سیما أن جريمة الاغتصاب تمس كافة أفراد المجتمع دون استثناء وھي بمثابة المساس بالدین والأخلاق والتقالید العامة في المجتمع ؛ لذلك لا بد من حملة وطنیة لمحاربة ھذه الظاھرة تشترك فیھا جمیع القوى لمناقشة سبل الوقایة ومكافحة الظواھر السلبیة التي یعاني منھا المجتمع وتشكل سقوطا لأخلاقه
(سيرياهوم نيوز-الثورة6-7-2020)