| سيلفا رزوق
الخميس, 28-10-2021
كشف رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين، عمر أوسي، عن التوصل إلى مسودة وثيقة وطنية لحل الخلافات الموجودة بين الأطراف الكردية والحكومة السورية بهدف التنسيق المشترك لصد أي عدوان تركي، وذلك إدراكاً من المبادرة للمسؤولية الوطنية التي تفرضها ضرورة التصدي لأي أطماع توسعية استعمارية تركية باتجاه الجغرافية الوطنية السورية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد أوسي أنه وأمام هذه الأخطار التي جعلت المنطقة على صفيح ساخن وإحساساً من المبادرة الوطنية للكرد السوريين والحرص على سورية بكل مكوناتها، جرى التحضير لمسودة الوثيقة الوطنية.
وأضاف: «كطرف كردي سوري توصلنا مع بعض الشخصيات الوطنية من أكراد وعرب وبعض المثقفين ومن الإخوة المسيحيين ومن وجهاء وأعيان وآشوريين ووجهاء ورؤساء عشائر من كل مكونات المجتمع الجزراوي إلى مسودة وثيقة وطنية لحل الخلافات الموجودة بين الأطراف الكردية والحكومة السورية والتنسيق المشترك لصد أي عدوان تركي، يسعى إليه النظام التركي بهدف تصدير مشاكله الداخلية».
وبيّن أوسي، أن مسودة الوثيقة تتضمن عدة بنود، حيث تعتبر القضية الكردية قضية وطنية سورية بامتياز وحلها في دمشق وليس في أي عاصمة أخرى، وهذا الحل الوطني يأتي على أساس الإقرار بالحقوق المشروعة للكرد السوريين، وبضمانات دستورية في إطار وحدة وسيادة الجغرافية الوطنية السورية.
كما تشير مسودة الوثيقة، حسب أوسي، إلى اعتماد النظام اللامركزي في حكم البلاد وهو ما أشار إليه الرئيس بشار الأسد في اجتماعه الأخير أمام الحكومة السورية الجديدة، كما تتضمن ضرورة تطبيق قانون الإدارة المحلية رقم 107، وعند ذلك يمكن مقاربة قانون الإدارة المحلية بقانون «الإدارة الذاتية» المعمول به من قبل «مجلس سورية الديمقراطية- مسد»، وإضافة إلى ذلك تتضمن تنمية مناطق شرق الفرات والجزيرة السورية في إطار الإنماء المتوازن وعودة مؤسسات الدولة السورية السياسية والعسكرية والأمنية والإدارية إلى كل المناطق التي هي خارج سيطرة الدولة في منطقة الفرات والجزيرة السورية والمناطق الأخرى.
وبيّن أوسي، أن أحد بنود مسودة هذه الوثيقة بدء حوار جدي وفوري ووطني سوري بين الأطراف الكردية والحكومة السورية في دمشق، حيث ستكون المبادرة الوطنية جزءاً من هذا الحوار.
وأكد أن الوثيقة التي تحمل طابعاً وطنياً مازالت مسودة قابلة للتفاوض والتعديل، حيث تقدمت بها المبادرة الوطنية للأكراد السوريين إلى «الإدارة الذاتية» بشكل رسمي وإلى بعض القوى الكردية السورية الأخرى، كما جرى تقديمها للجهات الرسمية المختصة في دمشق والآن هذه الأطراف تدرس هذه المسودة.
وعبر أوسي عن اعتقاده، بأن هذه الوثيقة تصلح أرضية لبدء حوار جدي عاجل بين الأطراف الكردية معارضة وموالاة لوضعها على طاولة الحكومة في دمشق والوصول إلى حلول وسط، معتبراً أن عملية الوصول إلى حلول وسط لبعض المشاكل الخلافية ليست صعبة، مشدداً على أن المبادرة متى ما حصلت على ضوء ولو حتى «برتقالي» من الجانبين سنعلن عن الوثيقة بشكل رسمي في مدينة القامشلي أمام الإعلام.
وشدد على أن الأخطار محدقة بالمناطق الشمالية في سورية، إن كان في تل رفعت ومنبج أو إن كان في المناطق التي تسيطر عليها «قسد» شرق الفرات، ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان هدد علانية بتنويع استهدافاته العسكرية ضد «قسد»، كما وجه تهديداً للجيش العربي السوري حيث اعتبر أن وجود الجيش العربي السوري على الحدود يشكل خطراً على الأمن القومي التركي، وهو يعمل يومياً على تنفيذ تهديداته وهذا ما لحظناه خلال الشهر الأخير من الاستهدافات التي تقوم بها الطائرات المسيرة التركية لقيادات «قسد» في القامشلي وعين العرب وتل تمر، حيث ضرب مقر «المجلس العسكري» التابع لـ«قسد»، كما يقوم بقصف يومي للقرى الآمنة والأهالي في تل تمر وعين عيسى ومنطقة الشهبا وبعض مناطق شمال غرب حلب القريبة من عفرين المحتلة.
وبخصوص التصريحات الأخيرة لجميل بايك وهو الرجل الثاني في حزب العمال الكردستاني والذي ركز على العلاقة التاريخية مع سورية، واستحالة لجوء الحزب إلى أي سياسات يمكن أن تضر بسورية وبالرئيس بشار الأسد، بين أوسي أن بايك أكد على عدم وجود أي علاقة تنظيمية تربط «حزب العمال الكردستاني- pkk» بـ«حزب الاتحاد الديمقراطي– با يا دا» الأمر الذي يمنع أي ذرائع تركية بخصوص ادعاءاتها بما يخص الحدود الشمالية لسورية، علماً أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«مسد» و«قسد»، هي تشكيلات سورية لا تشكل خطراً على الأمن القومي التركي كما يتذرع أردوغان والمسؤولون الأتراك في حين أن مرتزقة أردوغان فيهم الأوزبكي والشيشاني والتركمانيين والإيغور والعرب وغيرهم.
ولفت أوسي إلى خطورة ما يسعى إليه النظام التركي لاجتياح عسكري آخر للأراضي السورية بعدوان جديد على غرار ما فعل في عفرين ومناطق شمال شرق البلاد، وهو بانتظار الحصول على ضوء أخضر أميركي وروسي، لافتاً إلى أن منطقة تل رفعت ومنبج والطريق الدولي «m4» عند عين عيسى وأيضاً تل تمر جميعها الآن تحت الخطر، في إطار استكمال مشروعه الاستعماري بما يسميه المنطقة العازلة، لاسيما مع اقتراب استحقاقات داخلية مهمة وما يعانيه رئيس النظام التركي من أزمات تسببت بتراجع شعبيته بشكل كبير، مبيناً أن النظام التركي حتى لو لم يحصل على ضوء أميركي فإنه سيسعى لخلط الأوراق لاستخدامها باجتماعات لاحقة مع الأميركيين والروس.
وبيّن، أن أي عملية اجتياح تركية هذه المرة لن تماثل ما جرى مع سابقاتها، حيث يصر الجيش العربي السوري والحلفاء الروس على الدفاع عن هذه الجبهات وهناك احتمال حصول صدام عسكري بين الجيش العربي السوري بدعم من الحلفاء الروس والنظام التركي ومرتزقته، في حال مضى النظام التركي بما يخطط له، ولاسيما أن التصريحات الروسية واضحة في هذا الإطار.
سيرياهوم نيوز-الوطن