آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » سيدات مبدعات.. عائشة الباعونية شاعرة الشام وفاضلة الزمان

سيدات مبدعات.. عائشة الباعونية شاعرة الشام وفاضلة الزمان

رشا محفوض

عائشة الباعونية رائدة من رواد الأدب وأعلام الشعر في عصرها ومن أعلام النساء اللواتي يحسب لهن المشاركة الفعالة في مجال الأدب والشعر ودحضن كل الأقاويل التي بهتت صورة المرأة وحجبت دورها فكانت منارة للنساء في عصرها والأديبة والشاعرة التي وصفها العلماء بفاضلة الزمان وربة الأدب وصاحبة الشرف والنسب.

تبوأت هذه الشاعرة الدمشقية مكانة رفيعة على مستوى العالم حيث كرمتها منظمة اليونيسكو عام 2006 احتفالا بمرور 500 عام على وفاتها وذلك من خلال إحياء ذكرى الذين ساهموا في خدمة الثقافة والمعرفة وهي وفق بحث علمي أعده الدكتور محمد محمود كالو بعنوان “عائشة الباعونية شاعرة الشام وفاضلة الزمان” كانت من ضمن 64 شخصية عالمية أحدثت فروقاً حضارية في المجتمعات.

كانت عائشة الشخصية الأنثوية الوحيدة في القائمة المكرمة العالمية فوضع اسمها بجوار شخصيات كالخليل بن أحمد الفراهيدي وابن خلدون كما أدرجت في موسوعة الشعر العربي التي أثبت لها 12 قصيدة تضم 321 بيتاً.

عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر الدين بنت الباعوني ولدت في حي الصالحية بدمشق (864 هجري-1490 ميلادي) ونشأت وتوفيت بدمشق وتعلمت فيها على يد أشهر علماء دمشق ومشايخها ورحلت طلباً للعلم فزارت العديد من البلدان منها مصر.

واقتطفت وافراً من العلوم حتى اجيزت بالإفتاء والتدريس وبرعت في العلوم الدينية ثم عادت إلى دمشق وعكفت على التدريس والتأليف زمناً ثم سافرت إلى مكة والمدينة لأداء مناسك الحج والعمرة وانشأت بعض قصائدها هناك عندما تأثرت بروحانية المكان.

وصفتها كتب التاريخ بأنها امرأة فاضلة واديبة عالمة في النحو والعروض والتصوف ونظمت الشعر في فنون شعرية كثيرة كالموشحات والدوبيت والزجل والمواليا وكانت صاحبة خط جميل ولذلك تعد من الخطاطات المبدعات فقد كتبت بخط يدها أغلب مؤلفاتها.

لعائشة العديد من المؤلفات من المصنفات في مجال الشعر والنثر منها (بديعية الفتح المبين في مدح الأمين) و(مولد النبي للباعونية) ولها 21 مؤلفاً مخطوطاً منها ديوان (عائشة الباعونية).

ويتسم شعرها وميزاته بالقدرة على التعبير والتمكن بنواصي الكلام وهي ذات شاعرية فياضة وشعرها متعدد الصنوف أما أغراضها.. المدح النبوي والحنين إلى الديار والحنين إلى الخمرة الصوفية ومن شعرها الغزل بالجمال الأنثوي.

أشعارها اليوم يعاد تداولها من خلال الموسيقا حيث عمل مؤخراً كورال غاردينيا بقيادة الموسيقية القديرة غادة حرب على إنتاج ألبوم غنائي بأسلوب الغناء الجماعي بعنوان (نساء عشقن الإله) ضم عدداً من أشعارها.

ومن أبيات شعرها قصيدة وصفت بها دمشق حيث قالت “نزه الطرف في دمشق ففيها كل ما تشتهي وما تختار هي في الأرض جنة فتأمل كيف تجري من تحتها الأنهار”.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الثقافة واقع ومآلات

    | إسماعيل مروة   كتب باحثون عن تقزّم دور الثقافة، وصدرت كتب عن الآليات التي سعت فيها القوى الفاعلة في العالم إلى ضرب ...