آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » أمل.. وعـمل.. كلمات من ذهب

أمل.. وعـمل.. كلمات من ذهب

د. سعـد بساطة

الأربعاء, 26-05-2021

تتسابق البلدان في تنافسية محمومة للوصول إلى دولة الرفاهية.
وليس الفخر بالوصول عـن طريق امتطاء المركب السهل؛ بل بنهوض الأمــة من عـثراتها؛ كما حصل مع اليابان وألمانيـا بعـد نهوضهما من ركام ما دمرته الحرب؛ للتربع عـلى عـرش أهم اقتصادات العـالم.
مرت بسورية؛ عـشر سنوات عـجاف؛ تكالب عـليها العـدو (و.. «الصديق».. وجار السوء).. وتساؤلات: ماذا فعـلت هذه الأمة لتستحق ما حصل فيها؟ هل فتحت سوى ذراعـيها للأشقاء اللبنانيين والعـراقيين وقبلهم الأرمن والفلسطينيون؛ وغـيرهم ممن تقطعت بهم السبل؟
تتفاخر سورية بكونها جنة في مواقعـها الطبيعـية؛ نبعـاً للخضر والفواكه؛ و«تايوان» الشرق الأوسط في مجال الصناعة كما وصفها صديق عـربي في مؤتمر حضرته بالخرطوم منذ سنوات.
والآن: وبعـد عـقد زمني من الأزمة؛ تجد فيها الحد الأدنى من الخدمات على الرغم من محاولات مجرمي «فورة الحرامية» تدمير البـُنى التحتية!
لننظر لشقيقتنا لبنان («والجارة»… تركيا) كيف هوت عـملتاهما؛ وشحـّت السلع في بلديهما؛ وغـرقتا في حيص بيص بفعـل شهور من الأزمة؟ وسورية صامدة – بصمود مواطنيها – بعـد معـاناة وحصار وعـقوبات – مارسها الصديق قبل العـدو- لعـشرت السنوات..
السيد الرئيس؛ ما ينطق سوى الحق؛ وقوله سهل ممتنع؛ هو رجل العـلم ومتبني تقانات القرن (21) عـبـّر بكلمتين مختصرتين تغـني عـن عـشرات المجلدات: «الأمل بالعـمل»؛ وهذا لعـمري يعـبـّر أكثر من شعـار اليابان ((كاروتشي: العـمل حتى الموت))؛ وألمانيا ((انهض بالبلاد من ركام الحرب))؛ والكلمات التي طنطن بها الأميركي جون. ف. كنيدي عـلى الرغـم من أن بلاده كانت تجني ثمار الحرب العـالمية الثانية «لا تسأل ماذا قدمت بلادك لك؛ تساءل أنت ماذا قدّمت لبلدك!»..
إنّ دواعـش الداخل الثالوث المكوّن من: الإهمال؛ الفساد؛ والاستغـلال. هم والله أخطر ممـّن قصف البلد؛ وأحرق شجرها.
نحتاج لمديرين يغـارون عـلى مؤسستهم كما لو كانت ملكاً شخصياً لهم؛ نحتاج لحكومة تضرب بيد من حديد لتجتث الفساد من جذوره (وما التحركات في جهار الجمارك إلا بوادر حملة تطهير شاملة)؛ نحتاج لتجار وصناعـيين يعـملون ليربحوا من دون إجحاف أو سلب لقوت المواطن.
كل مواطن خفير؛ والبلد بلدنا؛ نريد تعـميرها؛ ولا تعـمر البلاد بمجرد النيات الحسنة!
وصلت الصين لصدارة اقتصادات العـالم على الرغم من عـقوبات اليانكيز الجائرة؛ واستردت كوبا مكانتها، بتبغـها وسكرها وسياحتها؛ ولو بعـد نصف قرن من عـقوبات أميركية مجحفة؛ دول أوروبا تقدر أهمية إيران وتفاوضها.. ولو نبح الكلب الأميركي مراراً! والأمثلة لا تكاد تنتهي حول دول عـانت؛ ونهضت؛ ونحن سنكون مثالاً للنجاح بقيادة حكيمة إلى بر الأمان.
سورية مثل أسطورة طائر الفينيق الذي احتضنته الإنسانية وخلدته، وأفسحت له مكاناً حميماً في وجدانها على مر العصور، هذه الأسطورة الخالدة أصبحت مع مرور الزمن لسان حال الإنسان، إلهامه الذي يحثه على النهوض ويدفع به إلى الأمام، إلى المستحيل، أصبح طائر الفينيق الذي يخرج من رماد الحريق، صورة تستمد منها البشرية دروساً في التحدي والتجدد والاندفاع، ورمزاً تتعلق به، وتميمة ترد عنها السوء وتمنحها قوة أسطورية لا حدود لها، فكيف دخل طائر الفينيق إلى حياتنا ونسج معنا هذه المودة النادرة؟
يبني الفينيق عشاً على رؤوس الشجر ويشتعل العش بفعل أشعة الشمس ويحترق الفينيق في النار، ومن رماده يخرج آخر صغير يعيش ليشتد عوده يحمل رماد أجداده إلى معبد مدينة الشمس.
وبعـد… دعـونا نتفاءل بفترة إعـمار يتهافت فيها القاصي والداني للاستثمار في سورية.
ختاماً: الدين لله؛ والوطن لمن يعـمــّر الوطن.

(سيرياهوم نيوز-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عَنْ شاعرٍ مُتفَرِّدْ

  أحمد يوسف داود   (جِئتُ والأرضُ طفلةٌ منْ شقاءٍ وغديْ غامضٌ ووجهي شريْدُ   صوْتُ حَوّاءَ شاسِعٌ لسْتُ أَدري تَنقُصُ الأرضُ بينَنا أمْ تزيْدُ!. ...