آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » إسرائيل “قلقة”: الشعب المصريّ قد يثور بسبب سياسات حكومته ونتنياهو.. القاهرة تخشى اقتحام وزيرٍ للأقصى لأنّه سيُشعِل الانتفاضة… تدّخل مصر القويّ بملّف التبادل يؤكِّد أنّها مضغوطة جدًا لإنهائه

إسرائيل “قلقة”: الشعب المصريّ قد يثور بسبب سياسات حكومته ونتنياهو.. القاهرة تخشى اقتحام وزيرٍ للأقصى لأنّه سيُشعِل الانتفاضة… تدّخل مصر القويّ بملّف التبادل يؤكِّد أنّها مضغوطة جدًا لإنهائه

رجح مُستشرِقٌ إسرائيليٌّ، أنْ تتسبب سياسات الحكومة الجديدة بزعامة بنيامين نتنياهو ضدّ الشعب الفلسطينيّ، بالتزامن مع الازماتٍ الاقتصاديّةٍ بمصر، في إثارة الشعب المصريّ ودفعه لتنظيم احتجاجاتٍ والخروج إلى الشوارع بشكلٍ لا يُمكِن السيطرة عليه.

وأكّد المُستشرق د. تسفي بارئيل، في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ رئيس مجلس الوزراء المصريّ الحاليّ مصطفى مدبولي، عمل خلال الأيام الماضية من أجل “التمهيد لرفع سعر الخبز والوقود والسلع الحيوية”، في ظلّ أزمةٍ اقتصاديّةٍ كبيرةٍ تشهدها مصر، لأنّ “رفع أسعار هذه السلع أدى لمظاهراتٍ حاشدةٍ في الدولة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، توقع حدوث ارتفاع أكبر في الأسعار، يمكن أنْ يؤدي إلى احتجاجٍ جماهيريٍّ واسع النطاق يُهدِّد استقرار مصر النسبيّ”.

وشدّدّ د. بارئيل، وهو مُحلِّل الشؤون العربيّة بالصحيفة العبريّة، على أنّ “مصر بحاجةٍ إلى العملة الأجنبية بشكلٍ ملّحٍ، حيث بلغ الدين الوطنيّ 220 مليار دولار، منها نحو 155 مليار دولار ديون خارجية”، موضحًا أنّ “مبلغ 3 مليارات دولار التي حصلت عليها مصر من صندوق النقد الدولي، تمثل خطورةً كبيرةً، لأنّ القرض جاء مع سلسلةٍ من الشروط التي تعهدت بها مصر والتي تشمل، ضمن أمورٍ أخرى، تقليصًا شديدًا للدعم وخصخصة شركات حكوميّة وتقليص دور الجيش في الاقتصاد المصريّ المدنيّ وجعل سعر الجنيه المصريّ غير ثابت مقابل الدولار، وهذا الثمن الباهظ للقرض أصبح ملموسًا ومخيفًا، علمًا بأنّ الجنيه المصري مرّ بتغيراتٍ دراماتيكيّةٍ، حيث قفز مؤخرًا لسعرٍ خياليٍّ، 32 جنيها للدولار الواحد”.

وقال أيضًا: “الشعب المصريّ لم يعد يعرف الأسعار التي تنتظره في كلّ صباحٍ، حيث فقدت رواتبهم نحو 30 في المائة من قوته الشرائية”، منوها أنّ “السيسي يفهم بأنّه لا يمكنه مواصلة التبذير دون حسابٍ وأنْ يشد الحزام على المواطنين”.

واستبعد المُستشرق نجاح الحكومة المصريّة بالعثور على “خطةٍ اقتصاديّةٍ منظمةٍ تفصل الطريقة التي يقلص بها عجز التضخم الذي بلغ 20 في المائة وخفض الأسعار”، مضيفة: “مشكوك أنْ يكون بالإمكان العثور بكتب الاقتصاد على خطةٍ كاملةٍ كهذه، لكن يمكن تشخيص محاولات أولية”.

المُحلِّل، الذي اعتمد على مصادره السياسيّة بتل أبيب، أوضح أنّ ما تمّ الإعلان عنه من إجراءات تتعلق بـ”حظر إقامة مشاريع جديدة تحتاج استثمارات بالدولار، وتقليص السفر إلى الخارج لموظفي الدولة، وإجبار وزراء على الحصول على مصادقة شخصية من رئيس الحكومة على كل سفرة، هي ليست أكثر من ذر للرماد في العيون، لأنّ السيسي يواصل الاستثمار في بناء العاصمة الإدارية الجديدة”.

عُلاوةً على ذلك، ألمح المُستشرِق بأنّ “إدراك السيسي لغضب المصريين، جعله يلغي في الأسبوع الماضي زيارة رسمية فخمة للعاصمة الإدارية لتدشين خط المترو الذي سيربطها مع القاهرة، كما أنّه مشكوك أنْ يعقد مؤتمر الشباب في شرم الشيخ في شباط (فبراير) المقبل، بسبب التكلفة الباهظة، رغم أهمية هذا المؤتمر للسيسي، كجزءٍ من عملٍ استعراضيٍّ”.

ولفت إلى أنّ “الحديث يدور عن توفيرٍ قليلٍ نسبيًا مقارنةً مع احتياجات مصر الكبيرة، لكنّ تقليص النفقات الاستعراضيّة يؤكّد على الحساسية الكبيرة التي يُوليها السيسي لخطر اندلاع احتجاجٍ يلزمه بمواجهة المواطنين في مصر، وإزاء ذلك، يمكن فهم حساسية السيسي للتطورات في الساحة الفلسطينيّة والإسرائيليّة، التي يمكن حسب رأيه أنْ تشعل الشارع المصريّ”.

وبينّ أنّ عقد السيسي قمةً مصغرّةً بمشاركة ملك الأردن، ورئيس السلطة محمود عباس في مصر، وفي اليوم التالي المشاركة في قمة نظمها رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد مع زعماء دول الخليج، استهدف “مناقشة طرقٍ محتملةٍ للعمل إزاء الحكومة الجديدة بإسرائيل”.

وأكّد أنّ “مصر (السيسي) تخشى من أنّ اقتحامٍ آخر لوزيرٍ إسرائيليٍّ في للمسجد الأقصى، أوْ توسيعٍ استعراضيٍّ للبناء في المستوطنات، يمكن أنْ تحدث انتفاضة عنيفة في المناطق، وأنْ يجرّ ذلك أيضًا قطاع غزة وبعد ذلك تطوير احتجاج غير مسيطر عليه في شوارع مصر”.

ومضى د. بارئيل قائلاً إنّ “مصر تبذل جهودًا كبيرةً لتهدئة حماس، وبالمقابل تجري محادثات كثيفة مع شخصيات رفيعة في إسرائيل، وحسب أحد التقديرات، نشر الفيلم الذي يظهر فيه كما يبدو الأسير الإسرائيليّ أبراهام منغستو، خلق هو أيضًا من داخل جهود مصرية لتسريع صفقة التبادل التي يمكن أنْ تزيد التسهيلات بالنسبة للحصار على قطاع غزة”.

وخلُص المُستشرِق إلى القول إنّ “تدخل مصر القويّ في ملف التبادل، يظهر كما هي القاهرة مضغوطة بدرجة لا تقل عن ذلك من أجل انهاء الصفقة، بهدف تعزيز التعاون مع حكومة نتنياهو وإظهار أهميتها لاحقًا، كي تستطيع استخدام نفوذها لتشكل وزنًا موازيًا لطموحات حكومة إسرائيل الجديدة”، على حدّ تعبيره.

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الميادين تنشر المبادئ الأساسية لمقترح الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي

الميادين تنشر نسخة من المبادئ الأساسية لمقترح الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ضمن اتفاق من 3 مراحل أساسية. ماذا في مضمونها؟   حصلت الميادين ...