آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » الأهرام: النسخة الثانية من المشروع الصهيوني!

الأهرام: النسخة الثانية من المشروع الصهيوني!

القاهرة – “رأي اليوم”:

قال الدكتور عبد العليم محمد مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة تحمل العديد من الدلالات والمؤشرات فى تحولات مواقع النخب السياسية والعسكرية فى إسرائيل وطبيعة المشروع الصهيونى.

وأضاف في مقاله اليوم السبت بصحيفة الأهرام ( النسخة الثانية من المشروع الصهيوني !) أن هذه الدلالات مثلت بلا شك حصاد تطور إسرائيل خلال العقود الأخيرة من كل النواحى الديموجغرافية والأيديولوجية والسياسية والاجتماعية.

وقال إن أولى هذه الدلالات تتعلق بتضاؤل جاذبية جنرالات الجيش الإسرائيلى لدى الناخبين الإسرائيليين.

وتابع موضحا: “فبعد أن كان هؤلاء موضع تأييد وحظوة مستمدة من مكانة الجيش فى المجتمع؛ بوصفه خط الدفاع الأول عن الدولة فى وجه التهديدات الداخلية والخارجية، وكانوا يحظون بنتائج مؤثرة فى الحقل السياسى الإسرائيلى، أسفرت انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين عن تواضع النتائج التى حصل عليها المعسكر

ad

الرسمى وقائمته التى ضمت بعض هؤلاء الجنرالات، مقارنة بقائمة الصهيونية الدينية التى احتلت المكانة الثالثة بعد قائمة الليكود، وقائمة يوجد مستقبل.”.

وقال إن ثمة أسبابا عديدة قد تفسر جزئيا تضاؤل جاذبية الجنرالات فى الفضاء السياسى الإسرائيلى؛ من بينها تجذر التطرف اليمينى والدينى والاستيطانى فى المجتمع الإسرائيلى، وتصاعد تأثير الخطاب اليمينى المتشدد للجماعات الدينية والاستيطانية المتطرفة، واصطف المنتمون لهذه الجماعات على يمين الجيش الإسرائيلى، وزايدوا عليه فى دعم الاستيطان الجديد والبؤر الاستيطانية، وبدا للرأى العام الإسرائيلى المتجه إلى أقصى اليمين أن الجيش يقيد الاستيطان وتحكمه اعتبارات أمنية

وسياسية، تمنعه من دعم الاستيطان بالطريقة التى تؤملها الجماعات الاستيطانية والدينية.

وأضاف أنه من ناحية أخرى فإن العديد من الصدامات التى وقعت بين الجيش والمستوطنين فى الخليل وفى غيرها وكذلك اعتداءات المستوطنين على أفراد وضباط من الجيش، يشير ذلك إلى اهتزاز مكانة الجيش بين المستوطنين الإسرائيليين.

وأوضح أنه من ناحية أخرى فإن نتائج مسح الرأى العام السنوى الذى يجريه معهد إسرائيل لدراسات الأمن القومى، تشير إلى تراجع نسبة الثقة التى يحظى بها الجيش الإسرائيلى إلى 78% فى عامى 2021 ـــ 2022، مقارنة بـ 90% عام 2017 ـــ 2018.

وعن الدلالة الثانية للنتائج قال د.عبد العليم إنها تتمثل فى اختفاء مفاهيم اليمين واليسار التى استمرت صالحة للتحليل حتى أواخر التسعينيات، ومع ظهور نيتانياهو والتمرد على الليكود وبروز قوة التيار الدينى والاستيطانى المتشدد، وتمحور الخطاب السائد حول أرض إسرائيل وتطابق الجغرافيا السياسية لإسرائيل مع الجغرافيا التوراتية، ظهرت مفاهيم بديلة مثل، كتلة نيتانياهو وكتلة لابيد وانحصر الخلاف حول تأييد نيتانياهو أو معارضته. وقد عنى ذلك تراجع الخلاف والاختلاف بين اليمين واليسار، وليس ذلك فحسب، بل تماهى اليسار وتراجعه أمام خطاب اليمين الاستيطانى والدينى وتصوره للسلام مع الشعب الفلسطينى، وتبنى اليسار لمقاربات اليمين تجاه العلاقة مع الشعب الفلسطينى والسلام؛ نظرا لسيطرة الخطاب اليمينى وتجذره فى وعى الناخبين الإسرائيليين، وتراجع قدرة اليسار على مواجهة هذا الاتجاه وربما عدم الرغبة فى ذلك.

وقال إنه من ناحية أخرى فإن تمحور الاستقطاب السياسى حول فئات تأييد نيتانياهو أو معارضته، تعنى التركيز على شخصنة الصراع، وهو ما يعنى افتقاد الرؤى والاستراتيجيات والتصورات الأيديولوجية البديلة وتعويض هذه الفجوة بالتركيز على شخص نيتانياهو؛ وذلك لا يعنى بالضرورة التقليل من دوره فى التحول الذى جرى، فهو بلا شك المؤسس لذلك، سواء من حيث تعزيز نفوذ اليمين الدينى المتشدد، أو تفتيت الكتل المختلفة داخل حزبه وخارجه.

وعن ثالثة الدلائل قال إنها تتعلق بالمشروع الصهيونى ذاته من وجهة نظر الكتل اليمينية، مشيرا إلى أن هذا المشروع لم يكتمل من وجهة نظر هذه الكتل بإقامة دولة إسرائيل أو احتلالها للضفة الغربية وفلسطين الانتدابية؛ بل بضرورة تحول دولة إسرائيل إلى دولة دينية تسود فيها الشريعة اليهودية، وأن يتحول الفلسطينيون إن تحت الاحتلال أو داخل الخط الأخضر لأقلية تعيش فى كنف الدولة اليهودية، وتقبل ما تخصصه لهم من مكانة، ويعنى ذلك شطب حل الدولتين وضم الضفة الغربية وتعزيز الاستيطان والبؤر الاستيطانية ورفع القيود عن استخدام القوة فى مواجهة الشعب الفلسطينى.

وقال إن نتائج الكنيست تفتح الباب مشرعا أمام الهوس الدينى والاستيطانى والاستعلاء والعنصرية فى مواجهة الشعب الفلسطينى، كما أنها تطلق العنان لموجات تجاهل الواقع

والدخول فى دهاليز الخرافة والتعصب الدينى.

وخلص د. عبد العليم أن مرحلة جديدة فى تاريخ المشروع الصهيونى تتطلب الوعى واليقظة إن على الصعيد الفلسطينى أو العربى والدولى، من خلال بلورة استراتيجية فلسطينية وعربية تواكب هذا التغير وتواجه مضاعفاته الحالية والمستقبلية على القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن فى مقدمة عناصر هذه الاستراتيجية كشف الطبيعة العنصرية والتمييزية لإسرائيل، ونزع الأقنعة الأخلاقية والدينية وتعزيز الرواية الفلسطينية والعربية التاريخية بطرق ومناهج علمية وبحثية ومناشدة المجتمع الدولى للتدخل، للحؤول دون العدوان على الشعب الفلسطينى والتنكر لحقوقه غير القابلة للتصرف، ووضع حد للمعايير المزدوجة والكيل بمكيالين وتطبيق معايير موحدة فى جميع الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحقوق الشعب الفلسطينى الفردية والجماعية، وتكثيف جهود منظمات المجتمع المدنى العربية والدولية لإدانة السياسات الإسرائيلية وتعزيز مقاطعة إسرائيل الأكاديمية والشعبية على الصعيد العربى والدولى.

وأنهى مؤكدا أن الشعب الفلسطينى والعالم العربى إزاء نسخة ثانية من المشروع الصهيونى أى الصهيونية الدينية، لافتا إلى أن هذه النسخة لا تتعارض مع النسخة الأولى أى دولة إسرائيلية على غرار الدولة القومية، بل تتكامل النسختان، والثانية خرجت من رحم الأولى، وأشد منها عنفا وعنصرية حسب قوله.

سيرياهوم نيوز 4-رأي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مصدر لـ”سي أن أن”: العملية الإسرائيلية في رفح “محدودة”.. والولايات المتحدة أُبلغت بها

مصدر مُطّلع على الخطط الإسرائيلية يصرّح لشبكة “سي أن أن” الأميركية بأنّ العملية الإسرائيلية “المحدودة” في رفح تأتي لمواصلة الضغط على حماس.   أكّد مصدر ...