آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » التجريب…!!!

التجريب…!!!

شعبان احمد

اذا سلمنا ” جدلا” ان الادارة و حسن اختيارها تقتضي شيئا من التأني و الموضوعية و توسيع فرجار الرؤية الممزوحة بالحكمة في الانتقاء .. هذا بالتأكيد يوصلنا الى الاعتقاد بوجوب اختيار اشخاص أكفاء اداريا و اخلاقيا مع ضرورة الخبرة و الغيرة الوطنية ….اما ان نعتمد على التجريب … و الضرب ” بالمندل” و ما يتضمنه من اخطار ربما تصل الى ” العمق” و نتائجه الكارثية سواء على الشخص ” المجرب” او على الادارة و بالتالي على الاداء المؤسساتي بشكل عام و الذي عانى ما عاناه من سوء اختيار الادارات بناء على مصلحة شخصية او محسوبية ….!!كثيرا ما نسمع مصطلح ” آدمي” و ” فقير ” لبعض الاشخاص المنتقين للادارة … صحيح … هناك الكثير…. هؤلاء نصاهرهم … نسهر معهم .. نصادقهم … و لكن لا نضعهم في موقع المسؤولية …  نحن نبصم ” بالعشرة” اذا توافرت صفات الادارة الرشيدة في شخصية هؤلاء فاننا نصل الى مرحلة المثالية بالاختيار …. ادارة عاقلة .. خبيرة … اخلاقية …  هنا تتحقق القيمة المضافة ….اما ان نختار مثل هؤلاء بغض النظر عن الكفاءة و الخبرة فاننا سنصل الى مرحلة ” المقتل” سواء للشخص المختار لهذا المنصب او ذاك من خلال ” حرقه” ووضعه في مكان غير مكانه و بالتالي سيكون الفشل حليفه على المستوى الشخصي و كذلك على مستوى الادارة و هنا تكون الخسارة ” مركبة” ..

.اما اذا كان و لا بد من ارضاء هؤلاء كرمى بعض المحسوبيات فلا بأس من وضعهم في مكان استشاري او اكاديمي … المهم الا نضعهم في مواقع اتخاذ القرار ….سورية ولادة و لديها من الكفاءات الخبيرة ما يكفي للنهوض بها ” كفانا تجريبا ” فقد وصلنا الى مرحلة ” تنفيخ اللبن”  ….سورية تحتاج اكثر من اي وقت مضى الى عوامل نهوض .. و نعتقد ان العمل المؤسساتي و الادارة الرشيدة من اهم مقوماتها .. تحتاج الى كوادر ادارية قوية تستطيع مسك زمام المبادرة و تحقق قيمة مضافة على مستوى ادارة الازمة باحترافية و مسؤولية و عقل بعيدا عن الارتجال و التجريب … الامثلة كثيرة هنا عن ادارات فشلت و ادت الى كوارث حقيقية على مستوى الاقتصاد و هدر المال العام … ولأننا نرى نصف الكأس الممتلىء  نعترف بأن هناك رجالات دولة نجحت و ابدعت … لن نخوض بتفاصيل ابعاد هؤلاء … حتى لا نصل الى مرحلة التشاؤم الكلي .. نحن على عتبة مرحلة تقتضي الحس العالي بالمسؤولية الوطنية .. و العمل بعقلانية و حكمة بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة … 

(سيرياهوم نيوز-الثورة4-5-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المالُ وحَماقَةُ البَشَريَّةْ!.

    أحمد يوسف داود   أَرجو المَعذِرةَ إن قلتُ: إِنّني لاأظنُّ أنّ البَشريّةَ عُموماً قد عَبدتْ يَوماً إلّا حَماقاتِها!.. وهذهِ بَعضٌ من أَدِلَّتي: تُرى، ...