الرئيسية » ثقافة وفن » التراث السوري, العادات والتقاليد في ثقافي طرطوس

التراث السوري, العادات والتقاليد في ثقافي طرطوس

*سعاد سليمان “

العادات والتقاليد وجذورها في التراث السوري ” عنوان المحاضرة التي ألقاها الباحث الدكتور غسان القيم مدير آثار أوغاريت – رأس الشمرة – لدى وزارة الثقافة .. على مسرح ثقافي طرطوس ظهر الاثنين28 / 6 . في محاضرته أخرج القيَم الحضارة السورية من تاريخها القديم , وقدمه للحضور عبر الحديث عن العادات والتقاليد التي كانت سائدة , والتي ضربت جذورها في التاريخ القديم منذ آلاف السنين متحدثاً عن تمجيد للآلهة : عشتار , بعل , دجن وغيرهم الكثير , وعن العادات كالأعراس , وطقوس الزواج , وعن أغاني الحب , و ابتهالات استنزال المطر , وعن زراعة القمح والحصاد .. مؤكدا أن اللغة جزء هام من الموروث , وأننا لن نتخلص من عاداتهم رغم التطور فعلم التراث الشعبي قائم بذاته , وله رواده من الباحثين , والمهتمين الذين تناولوا إبداع الفلاح القديم , وبحثوا في الأغاني , والتقاليد التي توارثوها .. وقد تطور التراث مع تطور الحياة بمختلف الاشكال . يؤكد الباحث القيَم أن الماضي هو حقوق الأبوة , وأنه علينا أن نحفظه .. وأن المكتشفات للرقم الفخارية تتحدث عن العادات , وعن تاريخ سورية الذي هو تاريخ الانسانية جمعاء .. تاريخ العالم بصورة مصغرة . ويقول : أكدت الدراسات المكتشفة أنه لم يكن في تاريخ سورية القديم ديانة واحدة بل ديانات شرقية , وطقوس عبادة للطقس , للطبيعة , للشمس وللقمر وغيرها ..وقد استمرت , وتطورت في الألف الثاني قبل الميلاد في كل من ماري , وتل الحرير وأوغاريت , وغيرها من المواقع السورية المنتشرة .. وتحدث عن الممارسات الدينية في التاريخ السوري القديم التي كان يشرف عليها الملوك , وعن التعاليم الدينية التي كانت تخضع لزعماء القبائل ورؤساء العائلات , حيث كانت العبادة في المعابد والأماكن المقدسة والبيوت مؤكدا تعدد الآلهة , ومنها آلهة الطقس .. حبر , بعل .. , دجن رب القمح والحصاد , وغيرهم .. ومن طقوس العبادة الدعاء من أجل الخصوبة , استمرار الحياة , الزواج والولادة , الصيام , وتحدث عن الأعياد , واحتفالاتها المميزة كعيد رأس السنة الذي يكون في ربيع كل عام , وعن العناية بالموتى مؤمنين بوجود حياة ثانية بعد الموت لذلك كانوا يتركون الشراب والطعام بجانب الميت بعد دهنه بالزيت لحفظ الجثمان .. وعن تقديم الأضاحي والقرابين .. طرائقها وأسبابها مع الاغتسال , والتطهر , والصلاة .. وعن تقديس الاجداد , ووجود وظائف لكل الآلهة للقمح الدجن , ولعشتار الحب , والخصب , والولادة , والعطاء .. مستعرضا للحضور وبالتفاصيل عرس المطر حيث يجتمع أهل القرية , ويصنعون دمية كعروس يسيرون بها عبر موكب يلف حارات القرية يغنون المواويل ويزغردون , ويصفقون , ويرقصون .. عند كل باب ترش العروس الدمية بالماء على أمل هطول المطر الغزير , لبعث الغيث , والخير, والغذاء للإنسان والحيوان والأرض مؤكدا أهمية مشاركة الأطفال بهذا العرس حيث تستجاب دعوات الأطفال ويستجيب بعل إله المطر .. عن عادات , وطقوس الزواج الاوغاريتية .. تحدث القيَم عن مراسم مقدسة عبر الصلوات , والدعوات وأنها تشبه عاداتنا اليوم , وخاصة في الساحل السوري . ينتهي الباحث بالحديث عن تاريخ طاله التدمير الممنهج عبر الحرب على سورية خلال عقد كامل كانت حرب وجود , وهوية , وأصالة حيث دمروا المواقع الأثرية وسرقوا المكتشفات السورية , وهي اليوم معروضة في متاحف كثيرة في العالم ومنها أمريكا واسرائيل التي تحفر ومنذ سنوات طويلة تحت ما يسمى الهيكل – سليمان – المزعوم ليثبتوا وجودهم التاريخي , وقد اعتمدوا التزوير والسرقة والاغتصاب .. وفشلوا ..

(خاص بموقع سيرياهوم نيوز٢٨-٦-٢٠٢١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التقاط قضايا المجتمع وتظهيرها

إسماعيل مروة     استطاع الأدب السوري في مرحلة أولى أن يلتقط القضايا المجتمعية، وأن يصور الأمراض الاجتماعية، بغض النظر عن الانتماء المجتمعي الطبقي أو ...