آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » «الثروة السمكية» تحذّر من الاصطياد بأماكن التلوث.. ومدير البحوث البحرية يكشف عن تأثر الكائنات البحرية … علي: يمكن تمييز الأسماك الملوثة بوجود بقع نفطية على جسمها وحراشفها ورائحتها النفطية ولون غلاصمها

«الثروة السمكية» تحذّر من الاصطياد بأماكن التلوث.. ومدير البحوث البحرية يكشف عن تأثر الكائنات البحرية … علي: يمكن تمييز الأسماك الملوثة بوجود بقع نفطية على جسمها وحراشفها ورائحتها النفطية ولون غلاصمها

عبير سمير محمود

الخميس, 02-09-2021

بيّن مدير الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية الدكتور عبد اللطيف علي لـ«الوطن» أنه من بداية تسرب الفيول إلى البحر الذي حصل مؤخراً قامت الهيئة بشكل فوري بتوجيه لجان مراقبة لأسواق الأسماك للقيام بجولات متكررة والتشدد في مراقبة الأسواق وأماكن الصيد لضمان السلامة الصحية للأسماك ومصادرة وإتلاف أي أسماك تظهر عليها آثار التلوث النفطي.
وأوضح أنه تم التوجيه إلى نقاط الحماية التابعة للهيئة والموجودة في موانئ الصيد وعلى طول الشاطئ السوري لتكثيف جولاتهم على الشاطئ وكذلك تم التواصل والتعاون مع الصيادين وجمعياتهم وإعلامهم بعدم الصيد في الأماكن التي تحتوي على بقع نفطية.
ولفت إلى أنه تم رصد بقع نفطية في عدة مواقع على شاطئ جبلة وهي، عرب الملك وميناء العزة والبحيص والفاخورة والشقيفات، مبيناً أن الهيئة عملت على اتخاذ إجراءات فورية بالتنسيق مع الجهات المعنية لمعالجة أماكن البقع النفطية.
وأشار علي إلى أن الهيئة قامت بالتعاون مع جامعة تشرين -المعهد العالي للبحوث البحرية بأخذ عينات من المياه والقاعيات من المناطق التي حدث فيها التسرب لتحليلها ومعرفة أثر التسرب النفطي على البيئة البحرية وسلامتها والمساهمة في اقتراح حلول لمعالجة الأثر المتبقي للتسرب.
ولفت مدير الثروة السمكية إلى أنه وخلال المتابعة والجولات المتكررة على الشاطئ والمعلومات الواردة من مركزي اللاذقية وطرطوس لم يلاحظ أي حالة نفوق للأسماك ضمن المناطق التي حدث فيها تسرب الفيول، وإنما تمت ملاحظة وجود بقع نفطية في أماكن متفرقة على الشاطئ خاصة في الخلجان الصغيرة وبأبعاد متفاوتة عن الشاطئ وقليلة العرض وفي أماكن لا يوجد فيها نشاط صيد، كما قامت الهيئة بالتعاون مع جامعة تشرين _المعهد العالي للبحوث البحرية بأخذ عينات من المياه وسيتم أخذ عينات من القاعيات من المناطق التي حدث فيها التسرب لتحليلها ومعرفة أثر التسرب النفطي على البيئة المائية وسلامتها، منوهاً إلى وجود جهود حثيثة من قبل الجهات المعنية لإزالة البقع النفطية من الشاطئ وقد تمت إزالتها في عدة مناطق والعملية مستمرة.
وأكد علي ضرورة شراء المواطنين للأسماك من مصدر موثوق حيث يمكن تمييز الأسماك الملوثة بوجود بقع نفطية على جسمها الخارجي وعلى حراشفها ورائحتها النفطية الكريهة ولون غلاصمها السود نتيجة التصاق الفيول بها.
من جهته أكد عميد المعهد العالي للبحوث البحرية الدكتور سامر غدير لـ«الوطن» أنه وفق الاستقصاء الأولي لوحظ نفوق بعض الكائنات البحرية ومنها بعض الأسماك رغم طبيعتها التي تسمح لها بالهروب من أماكن التلوث، إضافة لنفوق سلحفاة وعدد من سرطانات المياه.
وبيّن غدير أن السمكة التي لوحظ نفوقها هي من نوع «الغريبة الرملية» وهي سمكة مهاجرة من البحر الأحمر وتنشط هذه الفترة شاطئياً، وتدعى سمنيس Siganus rivulatus.
وفي تقرير أعده المعهد حول حادثة التسرب النفطي من المحطة الحرارية في بانياس، فإن حادثة تسرب البقعة النفطية من خزانات المحطة الحرارية شكلت خطراً على المنظومة البيئية البحرية والمنطقة الشاطئية، حيث يتعرض النفط المتسرب إلى البيئة البحرية لعدة عمليات كالانتشار على سطح المياه وانجراف البقعة النفطية إلى أماكن بعيدة عن مصدر التلوث والتبخر والانحلال والأكسدة الضوئية والتفكك الحيوي وتشكل مستحلبات النفط في الماء التي تشكل ضرراً كبيراً للكائنات البحرية التي تعيش في العمود المائي، كما يمكن أن تتشكل مستحلبات نفط في الماء ما يؤدي إلى زيادة كمية النفط المتسرب بسبب تغلل كميات كبيرة من الماء ضمن البقعة النفطية ويقلل انتشار النفط من سماكة البقعة النفطية، في حين يرفع التبخر وتتشكل المستحلبات من كثافة ولزوجة النفط المتبقي على سطح الماء.
ووفق التقرير – الذي حصلت «الوطن» على نسخة منه – فإن أهم الآثار البيئية ما تحدثه من خطر على صعيد الحياة البحرية الموجودة في هذه المنطقة أو المتأثرة بها، وتشكل كذلك خللاً على صعيد كيمياء البحر، حيث يظهر هذا الخلل في عرقلة التحولات الكيميائية بين الشكل المؤكسد والشكل المرجع للعناصر والمركبات الكيميائية الرئيسة في البيئة البحرية وهذا بدوره يشكل خطراً كبيراً على الأحياء بشكل مباشر وغير مباشر وعلى العملية الإنتاجية الحيوية، كما أن هذه الآثار تحدث خللاً في التوازنات الكيميائية الطبيعية التي تحصل في البيئة البحرية.
أما على صعيد الحياة البحرية والأحياء المتفاعلة معها، حيث يؤدي التلوث عند حدود السمية الحادة إلى نفوق جماعي للأحياء في المنطقة الملوثة، أما عند تراكم هذه الملوثات في الأحياء ضمن حدود التسمم المزمن فيؤدي إلى خلل في التنوع البيولوجي وتعطيل عمل الغدد الصماء واضطرابات في وظيفة وخواص الأغشية عند الكائنات البحرية وعمل النظام المناعي والليمفاوي عند بعض الكائنات البحرية كما يؤثر في عملية التكاثر ونمو هذه الأحياء، أما الإنسان فهذه الملوثات تساهم في زيادة الأمراض المناعية واضطرابات في الجهاز العصبي وزيادة في حدوث الطفرات الوراثية إضافة إلى تشكيل السرطانات عند الإنسان كسرطان الجلد وغيره.
وعلى صعيد معالجة البقع النفطية المتسربة فتتم المعالجة بعدة مراحل وبطرق مختلفة، المرحلة الأولى هي معالجة البقعة النفطية وتحتاج إلى مواد وتجهيزات وهذه المرحلة منوطة بمديرية الموانئ لكونها تملك الكادر والتجهيزات اللازمة لمعالجة البقع النفطية في المياه البحرية. وتستخدم بشكل عام تقنيات متعددة لإزالة النفط الطافي على سطح المياه تتفاوت فاعليتها تبعاً لكمية النفط المنتشر والظروف البيئية السائدة.

(سيرياهوم نيوز-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحرارة إلى ارتفاع والجو ربيعي دافئ وسديمي في المناطق الشرقية والبادية

تميل درجات الحرارة للارتفاع لتصبح أعلى من معدلاتها بنحو 3 إلى 5 درجات مئوية لمثل هذه الفترة من السنة في أغلب المناطق، نتيجة تأثر البلاد ...