آخر الأخبار
الرئيسية » الإفتتاحية » المياه ثم المياه ثم المياه..!

المياه ثم المياه ثم المياه..!

كتب رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد

 

لولا نقص مياه الشرب الكبير والعطش الشديد الذي يعاني منه كل سكان ريف محافظة طرطوس هذه الايام -رغم ان المحافظة تعوم على بحر من المياه- لكان الكثير منهم توقفوا عن الحديث والمطالبة بزيادة مخصصات المحافظة من الكهرباء رغم التقنين الطويل والجائر وغير المسبوق الذي يطبق عليهم ..صحيح ان هذا التقنين الطويل الذي يزيد عن 20 ساعة في اليوم خرب بيوتهم ومنعهم من استخدام براداتهم وحرمهم من الجلوس والنوم براحة داخل مساكنهم،وزاد من ضجرهم ومعاناتهم ..لكن الصحيح أكثر ان المياه هي الحياة وحرمانهم منها بسبب التقنين الكهربائي الحالي يعني حرمانهم من الحياة بكل ابعادها !

ان المناشدات التي تصلنا على مدار الساعة من أهلنا في ريفي بانياس والقدموس البعيدين ومن اهلنا في مدينة صافيتا وقراها والدريكيش وقراها والشيخ بدر وقراها للمساعدة في تأمين المياه لمنازلهم تؤكد انهم وصلوا لمرحلة من الحياة لاتطاق ولا تُحتمل، فمعاناتهم بسبب الفقر وبسبب تراجع الانتاج وبسبب ازمة النقل وبسبب قلة المحروقات وبسبب الأمراض وعدم العلاج في المشافي الحكومية كما يجب وبسبب ..الخ في كفة، وحرمانهم من مياه الشرب والحمام والطبخ بكفة اخرى

وهنا نسأل أصحاب القرار في المحافظة والعاصمة الذين ينعمون بالكهرباء:هل يجوز ان تقفوا مكتوفي الأيدي تجاه هذا الواقع المر والذي يزداد سوءًا يوماً بعد يوم ؟اين مبادراتكم ؟اين تنسيقكم؟أين حلولكم ؟

ترى هل تعجزون عن ربط مشاريع مياه الشرب بخطوط كهرباء ساخنة او بطاقة بديلة لضخ المياه منها بشكل جيد للسكان(عدد المشاريع المربوطة بكهرباء دائمة هي 20 مشروعاً فقط من أصل نحو 190 مشروع)؟

وهل تعجزون عن وضع برامج بالتنسيق بين شركة الكهرباء ومؤسسة المياه لتغذية هذه المشاريع ليلاً كل عدة ايّام كما حصل الصيف الماضي بخصوصها وبخصوص سقاية الحمضيات؟

لن ادخل في تفاصيل عمل مؤسسة المياه المضنية بسبب التقنين في الكهرباء والمازوت والمال ولن نتحدث عن الخلل الذي يحصل في بعض القرى بسبب مراقبي الشبكات وغيرهم كما يؤكد العديد من المواطنين،وأختم بالقول ان التقصير الحكومي في مجال الكهرباء لايجوز الاستسلام له ولا السكوت عليه طالما وصلت نتائجه لحرمان الناس من المياه بعد ان حرمتهم من الحياة المريحة والعمل والانتاج،وبالتالي فان الحل الاسعافي يتمثل حالياً باعطاء الكهرباء لمدة ساعتي وصل مقابل 4 ساعات قطع، لحين ايجاد الحلول الاستراتيجية التي ننتظرها جميعاً .. ولن أضيف

(سيرياهوم نيوز-الثورة 21-7-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كلام في مواجهة ظروفنا الاستثنائية!!

  رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد يتعرض وطننا لظروف استثنائية قاسية منذ 2011 وحتى الآن، وتفاقمت تلك الظروف في السنوات الاخيرة خاصة في المجال الاقتصادي والمعيشي ...