آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » بين الرقة .. والسيارة الحمرا..؟

بين الرقة .. والسيارة الحمرا..؟

| سلمان عيسى

بعد مضي حوالي خمس وثلاثين عاما على عملي في الإعلام، اعترف بكل اعتزاز أن أكثر ثلاثة مدارس تعلمت منها هي على الترتيب : مدرسة سميرة توفيق ومدرسة الصبوحة ومدرسة هيفا وهبي ..

اما سميرة توفيق فهي مدرسة حقيقية للتعلم لمن أراد ذلك .. من الناحية الديمقراطية، هي الأولى خاصة عندما تغمض عينيها وتسأل : عينك على جارتنا ولا عينك علينا.. ولن تزعل أو تنزعج أن قلت على جارتكم .. رغم انها تتمنى سماع كلمة .. عليكم.. اي عليها..

الصبوحة لا تحب إفشاء الأسرار مثل الصحفيين .. خاصة الصاعدون إلى ادراج المجد .. عندما تقول : ( قلو بالقفص عالعين علقانة شحرورة..) .. ببراءة شديدة لا تريد أن يعرف من يترصدها اين تكون.. وكيف تنتظر ..؟

هيفا، علمتنا ( نبوس الواوا ) .. بمعنى آخر ( نبوس التوبة ) .. ويعود لها الفضل في التهدئة التي بدرت مني في هذه الزاوية، خاصة بعد سلسلة اتصالات ( ناعمة ) على كثير من الزوايا السابقة ..

قناعتي أن هيفا والصبوحة .. وأم ( شامة ) .. سميرة توفيق، رغم معرفتها بصاحب السيارة الحمراء التي كانت تجوب الطريق جيئة وذهابا بين الرقة ودير الزور في ثمانينات القرن الماضي ..يملكن من الحدث .. وصوابية الرأي ما يفوق قناعتي بحرية الكلمة .. والرأي حتى لو كان يتعلق بنوعية الرغيف والازدحام على الكورنيش والفوضى في توقف السيارات في الاماكن الممنوعة .. أو حتى المداخل المخصصة لسيارات الإسعاف.. وحتى رأيي في الوردة الشامية والياسمين وزراعة القرنبيط او الملفوف في التربة الرملية الخفيفة ..

هن سيدات جميلات، يملكن اجسادا أكثر من رائعة .. وبعضهن إضافة لذلك يملكن حناجر ذهبية لم تجرب في إلقاء الخطب في المناسبات القومية والدينية .. وحتى العلمية .. معذورات تلك الجميلات، ميادينهن الشاشات .. وصالات الافراح والأعراس وحفلات الطهور ..

ونحن .. على ما نحن، نقارع ونصوب .. نصحح، ونصوغ جملا مفيدة .. لكنها ترمى، إما لعدم الفهم .. أو الكيدية ..

ذات مرة كانت إحدى المحطات التلفزيونية تبث حفلا ساهرا للهيفا، قامت إحدى بناتي بتغيير القناة دون أخذ رأي أحد.. صرخت ابنتي الثانية (  رجعيها هذه بيحبها البابا ) .. ومن يومها وانا ( ابوس الواوا ) هكذا طواعية دون ضغط أو ترهيب .. شكرا لديمقراطية زوجتي .. والواوا .. وكل أشكال الترغيب والترهيب .. ؟!

شكرا للسيارة التي مازالت تجوب الشوارع والساحات وهي تطارد مصدر الواوا .. حتى لو كان هذا الواوا خفيف ..؟!

(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع21-5-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

متفائلون يا كاظم الغيظ..!!!

    مالك صقور   سألني من وراء المحيط وهو ينعم في إحدى ولايات أميركا عن حالنا ؟فقلت له : بغض النظر عما يتنبأ به ...