آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » تَداعِياتٌ بِلا نَسبْ!.

تَداعِياتٌ بِلا نَسبْ!.

 

أحمد يوسف داود

 

لايَعرِفُ مَنْ يَحيا وَحيداً، أَو كمَرفوضٍ أمرُ وُجودِهُ فِعليّاً، لِماذا كُتِبتْ عَليهِ حالٌ منَ الوَحدةِ معَ ما يُلازِمُها من آلامٍ في روحِهِ، مِمّا يُخمِّنُ أنّهُ لن يَشعُرُ بِمثلِها سِواهْ!.

إنّ الكائنَ البَشريَّ مَخلوقٌ عابِرٌ لِلحَياةِ ليس أكثرْ، وقد لايوليهِ اهتِماماً حَقيقيّاً ذا قيمةٍ أَيُّ مَخلوقٍ آخَرَ مثلِهْ، أو رُبَّما يَكونُ اهتِمامُ غيرِهِ بِهِ، مِمّنْ يُسمَّونَ أَهلَهُ أَو ذَويهِ، لايَزيدُ عَنْ كَونِهِ (رَفعَ عَتَبٍ) عِندَ التَّمحيصِ الدَّقيقْ!.

ومن جهةٍ أُخرى: رُبَّما وُجِدَ بَعضٌ منَ الحَميميَّةِ في عُصورٍ سابِقةْ: بِهذا القَدْرِ أو ذاكْ، بالنِّسبَةِ إلى أَحوالِ الأفرادْ، ولَكنّها الآنَ تَبدو كأنّما هيَ عارِضةٌ، أَو آنيّةٌ وعابِرةْ، ورُبّما تَكونُ قد أَسَرَتْها المُيولُ النّفعِيّةُ الآنيَّةُ غالِباً، أَو إِنّها قَتلَتْها حِرابُ التَّفاهةِ التي تَعمُّ عالمَنا في هذهِ المَرحَلةِ من مَراحِلِ السُّقوطِ أَوِ الانحِطاطِ العامِّ الواسِع الذي تَتَفنّنُ في صُنعِهِ دُولٌ نَهّابَةٌ، لاهَمَّ لَها إلّا (صِناعَةُ البُؤسِ الفادِحِ) لَدى الغالبيَّةِ من سُكّانِ هذا الكَوكَبِ ذي الحَظِّ المَنكودْ!.

وهنا نَجدُ أَنَّ التَّعامُلَ بَينَ الفَردِ ومُحيطِهِ يَكادُ يُصبِحُ – عُموماً – حالاً لاأَمنَ فيها لِأيِّ فَردٍ، مالَم يَكنْ مُناصِراً – بلا سَبَبٍ – لبَعضِ مَنْ هم داخِلونَ صِراعاً على الثَرْواتِ الكُبرى للبُلدانِ التي جَرى إِفْقارُها بالقُوّةِ، حيثُ تَمَّ – ويَتِمُّ – نَهبُ تلك الثَرواتِ التي وهبَتْها إِيّاها طَبيعَتُها وتَكوينُها، بِكلِّ وَسائِلِ القُوّةِ التي يَملِكُها مَنْ صاروا (ناهِبينَ كِباراً)، أَو مَنْ يَجري اعتِمادُهمْ منْ عُملاءٍ للنّاهبينَ في جُملةِ بلدانِ العالَمِ المَنهوبةْ!.

وهكذا يُصبِحُ مَنْ يُريدونَ أنْ يَكونوا بَشراً ذوي حُقوقٍ في بُلدانِهِم لايَزيدونَ عنْ كَونِهم (صوراً) بَشريَّةً فائِضةً عَنِ الحاجَةِ لاأكثرَ ولاأَقلّْ!.

إنَّ مايَجِبُ أنْ يَلقى الاهتِمامَ بعدَ هذا كلِّهْ، هوَ: أَنَّ منْ فُرِضَ عليهِ أَنْ يَكونَ “مُتَوحِّداً مَعْزولاً” أَن يُجرِّبَ مُحاوَلةَ الخُروجِ منها، ولَو بأيِّ ثَمنٍ، قبلَ فواتِ الأَوانْ!.

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عَنْ شاعرٍ مُتفَرِّدْ

  أحمد يوسف داود   (جِئتُ والأرضُ طفلةٌ منْ شقاءٍ وغديْ غامضٌ ووجهي شريْدُ   صوْتُ حَوّاءَ شاسِعٌ لسْتُ أَدري تَنقُصُ الأرضُ بينَنا أمْ تزيْدُ!. ...