حكومتنا الجديدة.. بشفافية

المأمول من الحكومة الجديدة إجراء تغييرات على صعيد معيشة المواطن وتقديم خدماته بسهولة ،وإنهاء النمطية التي كانت سائدة .. وهذه خطوات مهمة ينتظرها السواد الأعظم من الناس علها تتغير أحوالهم وتتحسن خدماتهم وتنتظم مواعيدها بما يحسن من الأوضاع المعيشية . وأهم ما يجب أن تقدمه هذه الحكومة هو أن تتعامل مع الشريحة العظمى من المواطنين بصراحة مطلقة ومصداقية كبيرة في جميع الظروف والضغوط التي تمرّ بها وخاصة أن المجتمع السوري أصبح مخضرماً بثقافة الأزمة التي مرّ بها بعد عشر سنوات من الحرب والحصار الجائر . حيث توّجت هذه السنوات بوباء كورونا ليزداد الطين بلّة فعندما لا تتوفر الاعتمادات الكافية لتنفيذ المشاريع بجب أن يُعلن عن ذلك بصراحة وشفافية وعندما يكون هناك نقص بكميات الوقود والطحين والسكر والأرز والزيت… إلخ .. يجب أن يُعلن عن ذلك أيضاً بشفافية تامة وذلك لسببين : الأول : هو كي تكون مصداقية الحكومة كبيرة .. والثاني لكي يتخذ السواد الأعظم من الشعب السوري احتياطاته ويتحسب للمرحلة القادمة ، أما موضوع اللف والدوران والدبلوماسية الزائدة والتصريحات الهوائية بوجود احتياطيات ضخمة من المواد المخزنة بالمستودعات فلم تعد تجدي نفعاً وعلى رأي المثل (حارتنا ضيقة ومنعرف بعض) .. وأيضاً لابد من العمل بجد وكدّ لتوزيع ماهو متاح على المواطنين بعدالة أكبر وشفافية أوسع بعيداً عن الانتقاء و(الخيار والفقوس) وهذا الموضوع ليس بسهل أبداً لأنه يدخل في صلب عملية مكافحة الفساد التي لم تتجاوز في أغلبها مرحلة الشعارات والقرارات دون الحد الأدنى من التنفيذ ، وطبعاً لنفس الأسباب التي ذكرناها في السابق وهي عدم القدرة على متابعة هذا الملف من ناحية الاعتمادات والإمكانات المتوفرة ، لذلك كل ما نتمناه على الحكومة الجديدة هو التعامل بصدق وصراحة مع جميع الملفات ضمن الإمكانيات المتاحة لها لكي تكسب ثقة المواطنين ومحبتهم والتي عندما تتوفر سترتقي عمليات التعاون والتشارك بين الحكومة والمواطنين لأبعد الحدود وسيتم تكريس ذلك على أرض الواقع من خلال تَحسُن الواقع الخدمي والمعيشي بشكل مضطرد ومتسارع ، فالتغيير الحكومي طرأ على القطاع الخدمي والمعيشي .. وحتى تكون المعادلة سليمة لابد أن يطرأ تَحسُن على هذين القطاعين خلال المرحلة القريبة القادمة… ودمتم .

(سيرياهوم نيوز-تشرين)