الرئيسية » مجتمع » رامي الشاعر: S.O.S أنقذوا الشعب السوري!

رامي الشاعر: S.O.S أنقذوا الشعب السوري!

تعيش سوريا حاليا أكبر كارثة إنسانية في تاريخها، وربما أحد أكبر الكوارث الإنسانية على مستوى العالم.

وبينما تحاول روسيا مساعدة الشعب السوري، تشن وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكية حربا عليه.

وفي نفس الوقت الذي كان فيه الوفد الروسي المكون من المبعوث الخاص للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، وغيرهم من ممثلي وزارة الدفاع الروسية، يناقشون أفضل السبل لتعزيز التعاون الثنائي من أجل توفير المساعدات الإنسانية لسوريا، ورفع المعاناة عن جميع السوريين، كان نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، والمبعوث الخاص لسوريا، جويل رايبورن، ومعاونة وزير الخزانة، ومجموعة تنسيق “قيصر” يجتمعون لدراسة أفضل السبل لتضييق الخناق بعقوبات “قيصر” على الشعب السوري.

على الأرض، يبدو وباء كورونا حاليا في ذروة تفشّيه على كافة الأراضي السورية، وأعداد الإصابات تربو على المليون إصابة، والوفيات بالمئات، بينما تعيش البلاد كارثة إنسانية مرعبة، تهدد بسقوط ضحايا بالآلاف يوميا، وربما يروح ضحية الجائحة ملايين السوريين.

لا شك أن روسيا عازمة على بذل جهود إضافية جبّارة لتفادي حدوث كارثة كهذه في سوريا، وستصل مساعدات طبية ضخمة، بينما أصبحت الأولوية الآن في التعامل مع الملف السوري والأزمة السورية هي إنقاذ الشعب السوري من مخاطر التفشّي السريع لكورونا ما بين السوريين، لأن كل الاعتبارات الأخرى، ومن بينها بالطبع عملية التوصل إلى حل سياسي على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254، لن يكون لها معنى إذا فقدنا الملايين من أبناء الشعب السوري بسبب هذه الجائحة المدمرة.

ولا أبالغ بوصفي لكارثية الوضع، فقد سقط يوم أمس وحده حوالي 650 مواطنا سوريا بسبب الكورونا، وكل المعطيات تشير إلى أن ذروة الوباء خلال الأيام القادمة قد تضاعف أرقام الوفيات بعشرات المرات.

في هذه الظروف، تجتمع لجنة “قيصر” وتدرس وزارتا الخارجية والخزانة في الولايات المتحدة الأمريكية لا التدابير الاحترازية لوقف انتشار كورونا في سوريا، وإنما الإجراءات الجديدة لزمرة جديدة من العقوبات، لا تعد في مثل هذه الظروف سوى سياسة فرض عقاب جماعي، بل الشروع في قتل ملايين السوريين مع سبق الإصرار والترصد خلال أشهر معدودات.

أمر عهدناه من واشنطن كثيرا من قبل في ليبيا والعراق وقبلها يوغوسلافيا، بل قل إن واشنطن اليوم، فيما يبدو، تود أن تحطم الرقم القياسي، للقتل الجماعي في هيروشيما وناغازاكي اليابانية في مثل هذه الأيام (6 و9 أغسطس من عام 1945 على التوالي)، حينما تسبب إلقاء الولايات المتحدة الأمريكية على المدينتين اليابانيتين عن مقتل ما يقرب من 226 ألف مواطن، معظمهم من المدنيين العزل. حيث يشكل حجم مخاطر تطبيق قانون عقوبات “قيصر” في هذه الظروف ما هو أكبر من مخاطر استخدام واشنطن للسلاح النووي آنذاك.

فما معنى شعارات الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، وأين المؤسسات الدولية المعنية بهذا الشأن، وكيف يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي في مواجهة سياسة تجويع وقتل ملايين السوريين، التي تنتهجها واشنطن اليوم، من خلال عقوبات “قيصر” وغيرها؟

أناشد اليوم جميع السوريين في النظام والمعارضة على حد سواء، ونظرا لهذا الوضع المأساوي الذي حل بسوريا في الأيام الأخيرة، أناشدهم بالارتقاء إلى مستوى المسؤولية الإنسانية، بهدف إنقاذ الشعب السوري. وكنت في مقالات كثيرة على مدار العام الماضي قد وجهت انتقادات صريحة للقيادة في دمشق، وكذلك للمعارضة السورية، بسبب مسؤوليتهما فيما آلت إليه الأوضاع السورية، والمأساة التي يعيشها الشعب السوري، إلا أنني اليوم لا أود الدخول في أي من تفاصيل وجذور الأزمة، وأناشد السوريين بالتوجه إلى جميع دول العالم والمؤسسات الدولية المختلفة لتقديم المساعدات الطبية والغذائية الفورية، حيث لا توجد أولوية أهم من ذلك بعد المعطيات التي ظهرت في الأسبوع الأخير بشأن تفشي الوباء وموت الأطباء.

أقول إنه لو لم يتم التدخل الدولي الآن في سوريا، فسيسقط مزيد من الأطباء، وستبقى المستشفيات السورية بلا أطباء ولا أطقم طبية، وهو ما يهدد بعواقب وخيمة.

من الضروري أن ينقل المبعوث الخاص للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، الحقيقة لما يجري على الأرض من انتشار سريع للوباء، ويناقش الإجراءات الفورية التي يتعين اتخاذها. أعتقد أنه نتيجة لهذه التطورات، سوف يؤجل لقاء اجتماع اللجنة الدستورية المزمع في 24 من الشهر الحالي إلى وقت لاحق، على أن تصبح أولوية الجهود الدولية والأمم المتحدة الآن المساهمة في إنقاذ سوريا والشعب السوري من الوباء.

لا أشك في أن المساعدات الروسية ستساهم في إنقاذ آلاف السوريين، لكن الوضع يحتاج إلى إنقاذ الملايين من براثن المرض، لذلك فهناك حاجة ماسة لتعاضد الجهود والمساهمات الدولية الواسعة، كما حدث حينما توجهت أنظار العالم ودعمه إلى إيطاليا أثناء مواجهتها لذروة انتشار الجائحة.

إننا اليوم أمام مهمة إنسانية كبرى هي إنقاذ الشعب السوري من الموت بسبب تفشي وباء فيروس كورونا، الذي يخطف أرواح البشر أمام أعيننا دون تفرقة بين الدول والأعراق والأجناس والمعتقدات، ونقف أمامه جميعا سواسية، رجالا ونساء، شيوخا وشباب، أغنيا وفقراء، نظام ومعارضة.

 

سيرياهوم نيوز 5  – رأي اليوم 4/8/2020

x

‎قد يُعجبك أيضاً

القلق المالي.. تحدٍّ عالمي يتجاوز الحدود ويؤثر في الأفراد بكل مناحي الحياة

أدى تفاعل تكاليف المعيشة المرتفعة مع الأجور التي تكافح من أجل مواكبة هذه الظاهرة إلى بروز ظاهرة تعرف باسم “القلق المالي”، ففي أعقاب التحولات الاقتصادية ...