الرئيسية » يومياً ... 100% » صح النوم!!؟؟

صح النوم!!؟؟

| علي عبود

استيقط وزير النفط بعد “سبات” طويل استغرق عدة أعوام ليكتشف الآن، وليس بالأمس البعيد أوالقريب، إن الجزائر الدولة الشقيقة التي لم تخذل سورية يوما، قادرة على تزويدها بكميات كبيرة من الغاز مثل إيران، إن لم يكن أكثر!!

وهذا الإكتشاف“المذهل” لوزير النفط لم يكن في سورية، وإنما في روسيا خلال أسبوع الطاقة في موسكو، مايدفعنا للتساؤل: هل فوجئ الوزير بعد اطلاعه على أوراق الوفد الجزائري في أسبوع الطاقة، أو استنادا إلى مداخلات أعضاء الوفد، بما تملكه الجزائر من كميات هائلة من الغاز المنزلي؟

ربما هذا الإكتشاف المتأخر جدا دفع بوزير النفط إلى طلب عقد إجتماع سريع أو طارئ، مع وزير الطاقة والمناجم الجزائري، لبحث موضوع تزويد سورية بالغاز المنزلي تحديدا، ولا ندري أسباب عدم بحث تزويد سورية بالنفط أيضا ليكرر في مصفاتيها حمص وبانياس، أو البحث بتوريد ناقلات غاز لزوم تشغيل محطات التوليد الكهربائية!

وكما هومتوقع، فإن وزير الطاقة الجزائري رحّب بالطلب السوري، وربما استغرب أن يناقش الموضوع الذي تأخّر طرحه عدة سنوات من  جانب نظيره السوري في موسكو، وليس في إحدى عاصمتي البلدين الشقيقين!

لقد كان وزير خارجية الجزائر في دمشق منذ أسابيع، تلتها زيارة لوزير خارجية سورية للجزائر، فلماذا لم تتبعها زيارة لوزير النفط السوري للقاء نظيره الجزائري، للبحث بتوقيع إتفاقية طويلة الأمد لتزويد سورية بالنفط والغاز؟

الملفت إن وزير الطاقة الجزائري أعرب لنظيره السوري عن استعداد الجزائر لاستقبال وفد سوري لإنهاء موضوع تزويدنا بالغاز المنزلي بالسرعة الكلية، بل أنه وجّه دعوة لنظيره السوري لمتابعة بحث آفاق التعاون في مجال الطاقة بالتفصيل في الجزائر وليس في موسكو!!

ولا نستغرب أن يكون الوزير الجزائري استفسر من نظيره السوري متسائلا: هل تريدون الغاز المنزلي فقط!

والملفت أكثر أن يأتي إهتمام وزير النفط السوري بالغاز الجزائري بعد الزيارات “الهجومية” لعدد من المسؤولين الفرنسيين إلى الجزائر وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، لتقديم طلبات لاتخلو من التسول المذلّ لتزويد فرنسا بالغاز الجزائري تعويضاً عن الروسي!

قد يكون الأمر مجرد مصادفة بحتة، ولكن توقيت طلب وزير النفط من نظيره الجزائري تزويد سورية بالغاز المنزلي ومن العاصمة الروسية  كان سيئا جدا!

منذ سنوات ونحن نتساءل مع ملايين المواطنين: هل يُعقل أن تعاني سورية من أزمة محروقات وهي تربطها علاقات وثيقة مع دول صديقة وحليفة من أكبر مصدري النفط والغاز في العالم؟

واستغربنا، ولا نزال نستغرب ، عدم قيام الحكومة السورية بالطلب من نظيرتها العراقية رسميا التدخل المباشر لدى المحتل الأمريكي للطلب منه عدم إدخال النفط السوري المسروق إلى الأراضي العراقية؟

إن التعاون المرتقب بين سورية والجزائر في مجال إمداد حاجة سورية من النفط والغاز، والذي ننتظر ان يبدأ قريبا جداً بزيارة وفد سوري وزاري إلى الجزائر، يطرح تساؤلات حول عدم مساعدة دول عربية عدة، يصر الكثيرون على الإستمرار بوصفها بـ “الشقيقة” أبرزها: لماذ لم تمدّ الدول النفطية العربية ولو بجزء صغير من احتياجات سورية من الغاز؟

الخلاصة: صح النوم ياوزارة النفط، ولكن كما يقال أن تستيقظ متأخراً جدا أفضل من أن لاتستيقظ أبدا، ونأمل أن لاتغطّ الوزارة في النوم مجددا، بل تُسرع إلى تشكيل وفد خلال القادم من الأيام لزيارة الجزائر التي كانت، ولا تزال، وستظل مستعدة لتوقيع اتفاق طويل الأمد لتزويد سورية بالنفط والغاز، وقادة الجزائر الذين ابدوا أستعدادا لمساعدة من استعمر بلادهم لمائة عام، لن يترددوا لحظة واحدة بمساعدة من وقف معهم ضد المستعمر الفرنسي.

(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع16-10-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أليس..وزمن العجائب !!!

  د.م. محمد رقية   كلنا أو معظمنا قرأ رواية أليس في بلاد العجائب الشهيرة التي ترجمت الى ١٧٤ لغة ، أو شاهدنا الأفلام التي ...