آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » عندما وعندما ..نحصد الخيبات !!

عندما وعندما ..نحصد الخيبات !!

 

بقلم : انس جودة

عندما يتم تجاهل المطالب المجتمعية لإنجاز الاصلاح السياسي ويؤجل لسنوات طويلة ويتم القيام به بعد ذلك شكلياً نتيجة لطلبات خارجية نكون أولا ً أمام أزمة أصلية في علاقة السلطة بالمجتمع، وثانياً أمام تفسير واضح لسبب فشل هذا الاصلاح الشكلي في إعادة جمع المجتمع واستعادة الثقة المفقودة بينه وبين السلطة كونه جاء عن عدم قناعة مطلقة بضرورته وجدواه وحاجة المجتمع له.

عندما يتم تعديل الدستور بدون قناعة ستبقى الأحادية السياسية وستبقى إدارة الدولة وفقا لوجهة نظر واحدة وسيبقى طرف واحد يحتكر القرار ويفرض سياساته الاقتصادية والاجتماعية حتى نصل للانهيار الذي وصلنا إليه اليوم.

وطالما تم تقديم قانون الادارة المحلية شكلياً وعن عدم قناعة باللامركزية سنصل للعطالة وللفساد المستشري في الادارات المحلية نتيجة المركزية الشديدة ونتيجة سيطرة طرف واحد على نتائج انتخاباتها وسنضطر بعد سنوات تحت ضغط الحاجة وعدم القدرة على تحمل نفقات هذا الادارات لاطلاق حوارات شكلية أيضاً لانها لاتقارب لب المصيبة وهو الاحتكار.

وعندما يتم وضع قانون جديد للاعلام بدون قناعة بمضمونه القائم على تعددية الرأي سنصل إلى الفشل في تطبيقه وتظهر الحاجة لتعديله والغاء العديد من مواده والعودة إلى الرأي الواحد بل سيضاف إلى ذلك قوانين أخرى تمنع حتى التلميح بأي رأي مخالف .

وعندما يوقف اصدار قانون المنظمات غير الحكومية لأنه (رغم الاصلاحات ) أصبح القرار الدولي باستمرار الحرب على سوريا واضحاً ، ويقرر إبقاء قانون المنظمات غير الحكومية حبيس الادراج ستبقى الدولة كسيحة معاقة لأن المجتمع المدني الذي يشكل عضواً اساسياً في بناءها مشلول ولايستطيع الحركة .

عندما يكون الاعتقاد العميق بأن المعارضة مصنعة حكماً أينما كانت ومهما كان موقفها سنكون أمام مانشهده من ضحالة سياسية وظهور لإمّعاتٍ يدّعون تمثيل مصالح الناس ويتاجرون بها في كل المحافل الدولية، وعدم وجود أطراف حقيقية قادرة على الجلوس على طاولة حوار وطني يؤدي للمصالحة العميقة.

عندما تكون مطالب الناس وآمالها تحصيل حاصل ويتحول الاصلاح السياسي الذي تمناه وحلم به كل المجتمع، وآمنت به وناضلت من أجله أجيال وأجيال من مثقفين وأدباء وأصحاب رأي، إلى أوراق في مجرد بازار شكلي وإلى مجرد تجربة لاثبات كذب الأعداء نكون أمام تفسخ لمنظومة القيم وفشل في إدارة العلاقة مع المجتمع وانهيار للثقة قد لاينفع في ارجاعها حتى وحدة المواقف تجاه القضايا المصيرية التي حمت وجود الدولة طيلة السنوات السابقة.

(سيرياهوم نيوز4-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عَنْ شاعرٍ مُتفَرِّدْ

  أحمد يوسف داود   (جِئتُ والأرضُ طفلةٌ منْ شقاءٍ وغديْ غامضٌ ووجهي شريْدُ   صوْتُ حَوّاءَ شاسِعٌ لسْتُ أَدري تَنقُصُ الأرضُ بينَنا أمْ تزيْدُ!. ...