آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » في العيد.. حبّة تحت اللسان!

في العيد.. حبّة تحت اللسان!

 

غانم محمد

 

الأسواق في فوضى عارمة على الرغم من (قسوة) الحضور التمويني كما يقول التجّار، والأسعار إلى مزيد من (الفلتان) متحديةً كلّ الإجراءات المتخذة لضبطها.

 

هذا الواقع لا يحتاج إلى كثير من التشخيص أو الأدلّة، إذ يكفي أن تقرر شراء أي شيء لتكتشفه بنفسك!

 

(العيدية) التي يجب أن تُعطى للناس، وخاصة الفقراء، تُؤخذ منهم عنوةً، ومن الحالات القليلة التي تتفق فيها شريحة من البشر هي اتفاق التجّار على حرق جيوب المواطنين دون أي مراعاة للحال الصعبة التي يعيشها أغلب الناس.

 

من حيث المطلق، نحن مع أي إجراء من شأنه ضبط السوق، لكن عندما يكون (المزاج) حاضراً لدى قسم من مراقبي التموين فإن الغاية المرجوة من تحركهم تنحرف عن مسارها، ويصبح حضورهم مجرد (شكليات) تؤذي التاجر ولا تنفع الناس.

 

ملخص الشكوى التي نشير إليها هنا هو أن المراقب التمويني (ولا نعمّم أبداً) يساوم المخالف، ليصل الطرفان إلى اتفاق، يدفع بموجبه المخالف (رشوة) أقلّ من قيمة المخالفة، لكنها هنا لن تذهب إلى خزينة الدولة…

 

هذه (الخلاصة) ليست جديدة، وليست المرّة الأولى التي نتحدث عنها نحن أو غيرنا، ولن تكون المرّة الأولى التي سيصلنا (نفيٌ) لها، لكنها حقيقة، ولن تتغيّر مادام راتب (المراقب التمويني) إن أراد أن يأكل (لقمة حلال) لا يكفيه بضعة أيام، ومادام ينجز جولاته على (حسابه) وفي سيارات خاصة بعض الأحيان!

لبّ المشكلة أن الدخل (دخل أي موظف) لا يكفيه لمدة أسبوع من الشهر، فإن افترضنا أنّه اختار النزاهة لعمله، فلن يكون نزيهاً إلا لمدة أسبوع، وسيضطر ليتحول إلى (فاسد) بأشكال مختلفة في بقية الشهر، ولن يرضى بأي حلّ على حساب جوعه، فيكون هذا المشهد الذي نشكو منه جميعاً!

 

صحّحوا الوضع المعيشي لمن كان اسمهم (ذوو الدخل المحدود)، وحينها ستقلّ هذه الأخطاء، وتخفّ حدّة الفساد، لأن (الجوع) كافر، والجياع إلى ازدياد!

 

من المحزن، ألا تكون (لمّة العيلة) أمراً مفرحاً في العيد، لأن هذه (اللمّة) ستتطلب أكثر من (حبّة تحت اللسان)، وكان الله في العون!

 

(موقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عَنْ شاعرٍ مُتفَرِّدْ

  أحمد يوسف داود   (جِئتُ والأرضُ طفلةٌ منْ شقاءٍ وغديْ غامضٌ ووجهي شريْدُ   صوْتُ حَوّاءَ شاسِعٌ لسْتُ أَدري تَنقُصُ الأرضُ بينَنا أمْ تزيْدُ!. ...