آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » كلمة الشيخ صالح العلي في عيد الجلاء الاول خلال الاحتفال المهيب على مدرج جامعة دمشق

كلمة الشيخ صالح العلي في عيد الجلاء الاول خلال الاحتفال المهيب على مدرج جامعة دمشق

 

السلام عليكم يا إخواني الأحرار المجاهدين .
السلام عليك يا مهد العروبة النقية يا دمشق .
السلام على كل عربي صادق مخلص .
قال الله تعالى : (وما جعله الله إلا بشرى لكم . ولتطمئن قلوبكم به . وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) . ” آل عمران/126 “.
أيها السادة : إن ضجة هذا العيد السعيد , و روعة هذا الاحتفال المهيب , وعظمة هذا النصر المبين . لتغرقني في ضجيج من الذكريات . أتمثل فيها سني الثلاث والنصف في نضالها الدائم ومعاركها المستمرة .وهي معارك لم يتعرف قطر ثائر على أشد منها فتكا ولا أروع هولا . ولا أطول مدة . ولا أكبر ضحايا . فالحمد لله الذي أحياني حتى رأيت نتائج جهاد الأمة , وحتى رأيت الشعب يقطف ثمرات جهاده الطويل .
وإني لأتمثل الآن إخواني الأبطال الذين سقطوا صرعى في ميادين الشرف والجهاد . أولئك البواسل الذين جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فما تراخت لهم عزيمة . وما فترت لهم همة . وما ضعفت في نفوسهم حدة القتال . ولا خمدت فيها جذوة النضال .
( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . فمنهم من قضى نحبه . ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ” الأحزاب 23 ” .
فأما الذين قضوا ففي سبيل الله والوطن . وأما الذين ينتظرون فهم يعتقدون إن إنكار الذات , والبعد عن التبجح . والنفرة عن المظاهر , إن هو إلا نوع من أنواع الجهاد , بل ومن أقدس واجبات الجهاد . والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
أيها السادة :
إن الاستقلال الذي نتمتع به الآن طليقا من كل قيد . نقيا من كل شائبة .إن هو إلا ثمرة جهاد طويل أريقت فيه دماء ذكية . واستشهد فيه أناس كثيرون . ( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) ” فصلت 35 “.
وإن هذا اليوم الضاحك الطروب الذي تنفست فيه أنجاد سوريا و وهادها الصعداء لهو الحلم الهانيء الذي أغمض عليه الشهداء أعينهم تحت أزيز الرصاص ودوي المدافع . وهو اليوم الذي سفكت من أجله دماء الأبطال في جبال العلويين , والدروز والزاوية .وفي كل بقعة من بقاع هذا الوطن العزيز . إنه اليوم الفصل الذي كنتم توعدون .
فتحية العروبة والجهاد نهديها إلى أولئك المجاهدين الذين ما انفكوا يضربون بسيف عقيدتهم الراسخة . ويطعنون بسنان إيمانهم الصادق .أكباد السياسة الخائنة التي عاثت فسادا بحظائر هذا الوطن . حتى أذهب الله عنه رجس الاستعمار . وطهره تطهيرا .
الحمد لله الذين صدقنا وعده , وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله .” البقره 249″
ولكن المجاهدين السوريين لا يعتبرون أن واجبهم في الجهاد قد انتهى ما لم تجل الجيوش الأجنبية عن كافة الأقطار العربية .
أيها السادة :
أحب أن لا تقعد بكم سلافة الفوز عن القيام بالواجبات المفروضة على كل منكم تجاه أمته وبلاده , وهي واجبات جسيمة تتطلب منكم السهر والحذر . والعمل بلا إبطاء , والجد بلا تهاون . فالبلاد الآن بأمس الحاجة إلى جهود أبنائها العاملين . ورجالها المخلصين . لإصلاح ما أفسده المستعمر . وللقضاء على طائفية بغيضة . ورجعية مقيتة .فنحن لا نزال في صميم الجهاد . ولقد انتهينا من جهاد أصغر , إلى جهاد أكبر .ونحن أحوج من نكون إلى التكاتف والتضامن , والى الإخاء والتعاون . وان أي انحلال في الصفوف من شانه أن يؤثر على سفينة الإصلاح . وقد قال الله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ” الأنفال46 ” .
وإن إيثار الصالح العام , على الصالح الخاص , هو فرض واجب على كل وطني مخلص . وإن الأمور لا تستقيم ولا تستقر إلا إذا عرف كل واحد من الأمة واجبه فقام به خير قيام . ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ) “التوبه 105”.
وإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) النحل 128″ .
حيوا معي هذا العلم المفدى . واهتفوا باسم سوريا الحبيبة ,
والسلام عليكم.
(سيرياهوم نيوز ٤)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«المطارنة الموارنة»: نرفض إبقاء النازحين السوريين في لبنان … خوري: المشكلة عند الأوروبي والأميركي

في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري على جاهزية سورية لاستقبالهم خلافاً لما يتردد وأنها اتخذت كل الخطوات الممكنة ...