آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » لأنّها تعادل تاريخ أمة… «غزة في قلب» بيروت

لأنّها تعادل تاريخ أمة… «غزة في قلب» بيروت

خليل الحاج علي

 

بدءاً من الليلة، تنطلق أولى أمسيات «غزة في القلب» التي ينظمها «مسرح المدينة» في بيروت، بالتعاون مع «نادي لكل الناس» لتستمر حتى الأحد المقبل. على البرنامج عروض مسرحية وسينمائية تحتفي بنضالات الشعب الفلسطيني من أجل التحرر من نير الاستعمار، وما عقبه من ظلم وتهجير وشتات. أعمال تقدّم سرديات مغايرة للسرديات الغربية المتأسرِلة التي انهالت علينا من «العالم الحرّ» المتواطئ عن سابق إصرار مع الإبادة الجماعية الجارية

تنطلق الليلة أولى أمسيات «غزة في القلب» التي ينظمها «مسرح المدينة» في بيروت، بالتعاون مع «نادي لكل الناس» لتستمر حتى الأحد المقبل. تنطلق الفعالية، على وقع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القطاع، وتأتي تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتثبيتاً للموقف الإنساني والوجودي، وشجباً لآلة القتل الإسرائيلية التي تدعمها دول الاستعمار. تتخلل هذه الأمسيات، مجموعة نتاجات فنيّة متنوّعة، بين مسرح وأفلام سينمائية ووثائقية، ترصد تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ونشأته، وما عقبه من ظلم واضطهاد، لما يزل الشعب الفلسطيني يواجهه بشتى الوسائل والطرق.

 

«أمام هول الحرب الوحشية التي تتعرض لها غزة، وقتل النساء والأطفال، واستهداف المستشفيات والطواقم الطبية والإعلامية، بدأنا بإعادة التفكير، من موقعنا كعاملات وعاملين في المسرح، عن أهمية دورنا في ظل هذه التراجيديا. وأمام وحشية العدو الإسرائيلي، الذي وُجهت له صفعة تاريخية وتم إذلاله، وأمام خيارات الدول الغربية الداعمة لإسرائيل التي ملأت أساطيلها الحربية البحر المتوسط، وحضر أبرز رؤسائها لدعم هذه الحرب البغيضة، كنا نتساءل عما يمكن تقديمه في مثل هذه الظروف الصعبة» تقول لنا الممثلة المسرحية نضال الأشقر، مؤسِّسة «مسرح المدينة». وتُضيف: « في هذه الأوقات، لا يمكن للمسرح سوى تقديم الدعم المعنوي أولاً، والطبي والمادي… من هنا برزت مبادرة «غزة في القلب» التي تمثّل وقفة تضامنية، مع سكان فلسطين. رغم أنه، على الأرجح، قد لا يعلمون بدعمنا لهم، نتيجة انقطاع الاتصالات، ولكن لا يمكننا سوى أن نساعد بأي شيء، وبكل ما أوتينا من قوّة».

«3000 ليلة» لمي المصري

 

«ليلى والذئاب» لهيني سرور

 

جاءت فكرة «غزة في القلب»، من حيثيات العمل في المسرح، التي قد تكون شبه مستحيلة في ظروف مماثلة، فإخراج المسرحيات، أو إنتاجها، أو تقديمها، أمر مستحيل في الظروف السائدة وفق الأشقر التي تضيف: «كل ما يمكننا فعله في ظل هذه الحرب الشرسة والقويّة، هو تقديم أعمال الفنانين الفلسطينيين، الذي قدموا سرديات مغايرة للسرديات الغربية، عبر عملهم في الفن. هذه الفعالية، لا تأتي إلّا تثبيتاً ودعماً لفلسطين وأرضها وشعبها. ولا يجب أن ننسى أننا نحن في لبنان، في قلب الصراع، فأهل الجنوب يدفعون الثمن، نتيجة اعتداءات العدو الإسرائيلي عليهم، وهم مستمرون في نضالهم وثباتهم وصمودهم».

«لا يوجد أبشع مما يحصل. لم نقرأ عن حرب أفظع من هذه الحرب» تقول نضال الأشقر التي كان مسرحها في قلب بيروت، شاهداً أيضاً على عدد من الحروب والنزاعات. وتضيف «تحت أنظار العالم الذي يطلق على نفسه بأنه إنساني ومتمدن وحضاري، يُباد الإنسان ويُقتل بأبشع الطرق، وعلى رأس هذا العالم الغربي الوحشي، أميركا، التي تدعم الظالم على حساب المظلوم، ويتم تدمير الدور الثقافية، ويحاولون قتل كل شيء… ما يشكل خوفاً بالنسبة إلينا. الصمت يعني أننا نقف مع الإسرائيليين، لذلك نكسر الصمت، بمبادرات فنيّة مماثلة يعود ريعها إلى غزة». علماً أنّ التبرّع سيكون مفتوحاً طوال الأمسيات التي ينظمها «مسرح المدينة»، لدعم سكان قطاع غزة، ويمكن لأي شخص التبرّع بعد قدومه إلى «شباك التذاكر» في المسرح، أو عبر التواصل مع القيّمين.

 

«نشيد الحجر» للمخرج ميشيل خليفي

 

يتكوّن برنامج فعالية «غزة في القلب»، من مجموعة أفلام ومسرحية، تذكّر الناس بتاريخ الظلم والطرد والتهجير التي عانت منها أرض فلسطين، ومعها رحلة الشتات. تأتي النتاجات في وجه الحرب، لكسر قدرة الاحتلال على محو الوجود الفلسطيني. ينطلق البرنامج مع مسرحية «ألاقي زيّك فين يا علي» (اليوم ـــــ 7:00 مساءً) من كتابة الممثلة الفلسطينية رائدة طه، وإخراج لينا أبيض. تستعيد هذه المونودراما الكفاح الفلسطيني المسلّح في السبعينيات، عبر ذكريات الطفلة رائدة لقصة والدها الفدائي الفلسطيني علي طه، الذي استُشهد عام 1972 في مطار «اللد» على إثر عملية اختطاف طائرة «السابينا رحلة 571» البلجيكية من مجموعة فدائيين.

تستعيد مونودراما «ألاقي زيّك فين يا علي» الكفاح الفلسطيني المسلّح في السبعينيات

 

وفي الليلة التالية، وما بعدها، ينظم «مسرح المدينة» سلسلة عروض سينمائية (راجع المقال في مكان آخر من الصفحة) أولها فيلم «3000 ليلة» (السبت. 6:00 مساءً) من إخراج مي المصري، الذي يحكي عن قضايا النساء في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عبر قصة حقيقية لسيدة تضع مولودها داخل السجن، وهي مقيّدة بالسلاسل، ليكون هذا الموقف نقطة تحوّل نحو الأمل وليس القهر. أما يوم الأحد، فيُعرض فيلم «نشيد الحجر» (5:00 مساءً) للمخرج ميشيل خليفي الذي يقدّم «دوكيودراما» ترصد حياة امرأة فلسطينية، وتبحث في علاقتها بحبيبها، الذي كان قد دخل السجن لأسباب نضالية، بسبب انخراطه في صفوف الثورة الفلسطينية. وفي الليلة نفسها، تنتهي الفعالية مع فيلم «ليلى والذئاب» لهيني سرور، الذي يتناول الدور الذي لعبته النساء الفلسطينيات واللبنانيات في كفاحهن الوطني.

* «غزة في القلب»: بدءاً من الليلة حتى بعد غدٍ الأحد ــــ «مسرح المدينة» (الحمرا ـ بيروت) الدخول مجاني. يعود ريع التبرعات إلى قطاع غزة.

أفلام تُضيء على همجية الاحتلال وتحيّي نضالات المرأة

تقدّم فعالية «غزة في القلب» سلسلة عروض سينمائية تحتفي بفلسطين ونضال شعبها ضد الاستعمار الإسرائيلي، يفتتحها فيلم «3000 ليلة» (السبت. 6:00 مساءً) لمي المصري. في باكورتها الروائية الطويلة (2015)، روت المخرجة مي المصري قصة ليال (ميساء عبد الهادي) الشابة الفلسطينية التي اعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في نابلس، وحُكم عليها بالسجن ثماني سنوات ونُقلت إلى سجن إسرائيلي شديد الحراسة لتقيم مع مجموعة من السجينات الفلسطينيات والإسرائيليات. سرعان ما تكتشف أنّها حامل وأنها ستلد داخل السجن. وفيما تقاتل من أجل سلامة الطفل الذي لم يولد بعد، يضغط عليها مديرو السجن للتجسّس على زميلاتها الفلسطينيات، فتقع في صراع المفاضلة بين حقوقها الأساسية وحقوق زميلاتها. رغم الرعب الذي تعيشه، إلا أنّها تتحدّى هذا الإحساس وتلد طفلها مقيّدة بالسلاسل. أثناء كفاحها لتربية طفلها خلف القضبان، تمكّنت من إيجاد بعض السلام الداخلي. ولكن عندما تتدهور أوضاع السجن وتقرر الأسيرات الفلسطينيات الإضراب، يحذّرها مدير السجن من الانضمام إلى الإضراب ويهددها بأخذ طفلها. في لحظة الحقيقة، تضطر ليال إلى اتخاذ قرار سيغير حياتها إلى الأبد. قبل الفيلم، أجرت المصري الكثير من الأبحاث وقابلت سجينات سابقات، وسمعت معاناتهن، ومن بينهنّ من أنجبن أطفالاً أثناء مدة السجن. من الممارسات الإسرائيلية الوحشية تجاه الأسيرات الفلسطينيات إلى زمن الانتفاضة مع «نشيد الحجر» (يوم الأحد ـــ 5:00 مساءً) للسينمائي الفلسطيني ميشيل خليفي. بعد «عرس الجليل» (1987)، قدم خليفي فيلمه الطويل الثاني عام 1990. «نشيد الحجر» قصة حب بين فلسطينيين في منتصف العمر، التقيا وأحبّا بعضهما في أواخر الستينيات لمدة بضعة أيام، قبل أن يفرّقهما القدر. حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بسبب نضاله ضد الاحتلال، فيما هاجرت هي إلى الولايات المتحدة هرباً من الاحتلال وقصتها. ستُعيد الانتفاضة تأجيج شغفهما بعد ثمانية عشر عاماً عندما تعود إلى القدس لتبحث عن معنى التضحية في المجتمع الفلسطيني، وتجده حبيبها حرّاً يعمل في منظمة للمساعدات الزراعية. مع الانتفاضة في الخلفية، سيحبان بعضهما مرة أخرى. يلقي بنا خليفي في قلب الانتفاضة الفلسطينية، وانتفاضة الحب، هناك على الحدود بين الواقع والخيال، بين الوثائقي والسرد وبين الشعري والعنف. تتشابك كلمات الحب العذبة مع اللغة القاسية للاحتلال. وبينما يرينا خليفي الاضطهاد والعنف الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، يلطّف شاشاته بقصة الحب المستحيل، محافظاً على التوازن بين الخطين ومؤسساً لعلاقة الشخصيتين في واقعهما القاسي. تختتم الفعالية بـ «ليلى والذئاب» (بعد غدٍ الأحد ــ الساعة السابعة مساءً) للمخرجة هيني سرور. يستكشف «ليلى والذئاب» (1984) الذاكرة الجماعية للمرأة العربية ودورها في التاريخ طوال نصف القرن الماضي في كل من فلسطين ولبنان. يجمع الشريط بين إعادة التمثيل واللقطات الأرشيفية وتسلسلات القصص الخيالية ليخلق شهادة على تاريخ المرأة اللبنانية والفلسطينية في النضالات السياسية. تستكمل سرور في الفيلم اهتمامها بدور المرأة في النضال من أجل التحرر من الاستعمار والاحتلال. يركز «ليلى والذئاب» على تضحيات المرأة العربية التي تمّ التغاضي عنها. أرادت سرور إعادة كتابة التاريخ وهذه المرة من وجهة نظر نسوية، وفي الفيلم تتدفق الصور بحثاً عن هوية المرأة السياسية والتاريخية في الشرق الأوسط.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صبا مبارك تُرشح لبطولة مسلسل “وتر حساس” المكون من 45 حلقة مع المخرج الذي قاد “بين السطور

تم اختيار الفنانة الأردنية صبا مبارك لتكون بطلة مسلسل “وتر حساس” الذي يضم 45 حلقة، والذي يخرجه وائل فرج، الذي سبق وأن قدمت معه صبا ...