آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » لطفي الرمحين ووليد مراد.. يطوعان أدواتهما لبلوغ الفن … وزيرة الثقافة: الصداقة وحبهما للأداة التعبيرية الصعبة الصامتة هي من جمعتهما

لطفي الرمحين ووليد مراد.. يطوعان أدواتهما لبلوغ الفن … وزيرة الثقافة: الصداقة وحبهما للأداة التعبيرية الصعبة الصامتة هي من جمعتهما

| سارة سلامة- تصوير: طارق السعدوني

قدمت غاليري «زوايا» معرضاً مشتركاً لأعمال النحاتين، لطفي الرمحين النحات المتمرس الذي صاغ تجربته منذ زمن طويل وسافر بها إلى العالم؛ لطالما عمل على تطويع الحجر والخشب والمعدن ليحاكي أشكالاً تعبيرية وتجريدية تشبهه أحياناً وربما لا تعبر عنه إلا أن ما يجمعهما هو حب الفن.

والفنان وليد مراد الذي تجمعه علاقة صداقة بلطفي تأثر به وبدأ يشق طريقه من تجارة الحجارة إلى تهذيبها فنياً فلاقت تجربته استحساناً ليسدل عنها الستار في هذا المعرض، كيف لا وهو فنان استطاع بفطرته أن يلون الأحجار ويعطيها أشكالاً لطالما ربي عليها وهو ابن مدينة صيدنايا التي تتغنى بحجارتها وتؤثر بأبنائها ويتأثرون بها.

وضمن معرض حمل عنوان «حكايتنا مع الحجر» جمعت أعمال الفنانين التشكيليين الرمحين ومراد، افتتح بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح ومجموعة من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالفن.

وضم المعرض تشكيلة واسعة من نتاج الفنانين اللذين استطاعا أن يطوعا الحجر والخشب والمعدن لإبراز ما في أعماقهما والتعبير عن معنى الجمال والإبداع والفن.

وسيلة تعبير حضارية

وفي تصريح لها بينت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أنه: «للأسف ليس لوزارة الثقافة أي فضل في جمع هذين الفنانين، إلا أن الصداقة هي من جمعتهما إضافة إلى حبهما للنحت وللفن الراقي؛ وهذه الأداة التعبيرية الصعبة الراقية والصامتة هي التي جمعتهما، وحقيقة سعادتي اليوم كبيرة؛ لأن هذه المعارض الفنية تدل على نشاط في الحركة الفنية».

وأضافت الوزيرة إن: «هذا المعرض بشكل خاص يجمع بين متناقضين، من جهة الفنان لطفي الرمحين وهو فنان راسخ ومخضرم ومقدام في الحياة الفنية منذ عقود، ومن جهة أخرى الأستاذ وليد مراد رجل عاشق للفن ونحات لكنه كان رافضاً للظهور، وقرر مؤخراً أن أعماله تستحق الظهور وهي فعلاً كذلك، وهي أعمال جميلة تتراوح بين الواقعية والتجريد، مختلفة في أدواتها وفي المادة والأسلوب لكنها تشكل جميعاً وسيلة تعبير حضارية».

العمل الفني هو شخصي

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين النحات لطفي الرمحين أن «التقنية عملية مهمة لتنفيذ العمل إن كان حجراً أو معدناً أو خشباً، والتقنية بعصرنا هذا تختلف عن تقنية ميكيل أنجيلو أو ليوناردو دافنشي، الآن توجد مكنات تقص الحجر وأدوات كثيرة تساعد على تنفيذ العمل، إن كان حجراً أو معدناً أو خشباً ليس مشكلة، لكن المشكلة أن نخرج من هذه المادة عملاً فنياً؛ وبالنسبة لي موضوع البحث عن الشكل شيء مقدس فلا أحب أن أصنع شيئاً مكرراً، أهتم دائماً بالبحث عن شكل لم يوجد من قبل، فإذا وضعنا بالفراغ قطعة حجر أو خشب، هذه القطعة الخشبية تمتلك لا نهاية من الأشكال ضمن الكتلة، هنا نستطيع أن نكتشف أجمل شكل موجود هذا احتمال ولو اشتغلت ١٠٠ عمل ممكن أن أحب منها عملاً واحداً فقط ويكون قريباً مني».

وأضاف الرمحين إن: «العمل الفني هو شخصي أي إنني لا أعمل للآخرين؛ ولكن أقدم ما أشعر به فقط ورسالتي هي الحب والجمال وليس فقط بالنحت بل في الحياة أيضاً».

وعن الشراكة مع وليد أوضح الرمحين بأن: «قصته مع الحجر طويلة، والآن أحب أن يخرج من موضوع تجارة الحجر إلى الفن، وأتمنى عليه الاستمرار والبحث أكثر وأكثر، وحقيقة من النادر أن يعمل شخص بتجارة الحجر وبعدها يتحول لشيء له علاقة بالنحت الفني».

قدوتي فنياً

ومن جهته قال الفنان وليد مراد إنني: «بدأت أنحت منذ بداية صداقتي مع لطفي، ورغم إقامته في فرنسا إلا أنني تواصلت معه في الفترة الماضية وتواعدنا لنقيم معرضاً مشتركاً، لطفي هو قدوتي فنياً وعلاقتي معه أخوية فكانت بالنسبة لي تجربة جديدة، وحقيقة منذ زمن بعيد وأنا أميل للفن والجمال ولكن لم أشارك بأي معرض، والآن قدمت قدرات فنية أتمنى أن تنال إعجاب الناس، وأشجع كل من لديه هواية على النحت أن يظهرها».

وأضاف مراد إنه: «بفضل تشجيع الأهل ولطفي الذي أعطاني دعماً روحياً ومعنوياً أصبحت نحاتاً، وأول منحوتة صنعتها جئت بها لمشغل لطفي الذي شجعني كثيراً وقدم لي ملاحظاته فعدلتها».

متقاربة مع الواقع

وقال الفنان نبيل السمان: «بالنسبة للأستاذ لطفي فإنه يمثل تجربة مكرسة ولها خصوصية ويبحث بحسه الدائم عن خامات جديدة ليطوعها بعمله بما في ذلك معدن الستانلس وليس فقط الحجر والخشب، لأنه يملك هدفاً وعنده شغف الباحث عن تطويع مادة جديدة للتعبير فيها عن منحوتة فيها أبعاد ثلاثية، ونرى لديه أكثر من نمط الحداثة التي تحمل التجريد، وتكوينات ربما لا تكون متقاربة مع الواقع، هو يشبه نفسه رغم تجربته الطويلة ويستطيع أن يعبر عن نفسه بأشكالها، هي تجربة طويلة عاشها محملة بالحماس، عكس فيها مراحل وتجارب إضافة إلى البحث والشغف وهذا شيء ممتع للحقيقة».

وأفاد السمان: «أما بالنسبة لوليد فنحن نتحدث عن الفنانين الفطريين، هو يعمل بنفس الحب للفن؛ نلاحظ تأثره بلطفي، يعرض تجربته الأولى اليوم بتشجيع من الأصدقاء ويسمع اليوم الآراء والنقاد ويقدم وجهة نظره على الملأ، الدراسة الأكاديمية ليست شرطاً للإبداع فسعيد مخلوف كان في زمانه شيخ النحاتين السوريين وهو لم يدرس أكاديمياً الفن، واستطاع أن يقدم نقلة نوعية في الحداثة بسورية؛ ونلاحظ أن وليد يشتغل على الحجر وفي بعض القطع عمل قوالب خاصة لها، واختبر مادة أخرى لكنه لم يشتغل على الخشب ونلاحظ تأثره بلطفي وبكل المطبخ النحتي السوري وما رأيناه هي لوحات منظمة ومخططة ومشغولة بحب».

ترجم بيئته

وبين الفنان موفق مخول إن: «المعرض جميل جداً وأجمل ما فيه التوافق بين الطرفين لطفي الرمحين ووليد مراد، وبالنسبة لمراد ينحت وهو ليس أكاديمياً لكنه أثبت أنه فنان له عشرون عاماً في النحت، وعنده مئات الأعمال لم يكن يعرضها؛ وكان يقول دائماً أنا لست فناناً لكني فقط أحب الحجر، وقمنا بتشجيعه حتى وافق على إقامة المعرض، والأستاذ لطفي أيضاً شجعه فالفن ليس مرتبطاً بالأكاديمي وإنما بحالة الإنسان، وهو ابن صيدنايا ابن صخر وجبل وترجم بيئته إلى عمل فني روحاني جميل فيه الكثير من المصداقية والروحانية، وتوجد روح متشابهة بينه وبين لطفي لنجد أن العلاقات الإنسانية ممكن أن تترجم إلى حالات إبداعية».

مترابط ومتماسك

بينما بين الفنان بشير أن «المعرض مميز بشكل مهم جداً، فالفنانان مخضرمان ولهما تجارب عديدة ولديهما ذهن واسع وأفق بعيد، وعندما أتابع الأعمال أرى التوازن بين الكتلة والفراغ، والعمل النحتي المتكامل المترابط المتماسك بشكل قوي، وهذا المعرض أثبت قوة العمل النحتي بالتشكيل السوري عموماً ويدل ذلك على أنه دائماً هناك تطور بالفن والأفكار الإبداعية والحركة المستمرة».

خط واضح في الفن

وبين عضو مجلس الشعب جميل مراد أن «شهادتي بوالدي وليد ستكون مجروحة، فلديه هواية بالنحت منذ أكثر من عشرين عاماً، هو ابن بيئة جبلية، متأثر بالطبيعة الصخرية وتشكيلاتها الموجودة بالبيئة التي نشأ بها، وهذا كله مع موهبته بدأ يشتغل على نفسه وبدأت هذه الموهبة تظهر أكثر وبدأ يصبح لديه خط واضح في الفن، وبدأ من تشجيع الكثيرين لإقامة معرض حيث كان رافضاً بالبداية بحجة أنه لم يدرس الفن أكاديمياً، لكنه مع تشجيع الفنانين وعلى رأسهم الأستاذ لطفي، اقتنع بأهمية طرح منتجه الفني للمتلقي، على أمل أن يحصل هذا المعرض على إعجاب المتلقين وهذا سيكون بالتأكيد حافزاً كبيراً له ليكمل ويطور تجربته الفنية، ومهم جداً لشخص بلغ العقد السادس من عمره أن يملأ وقت فراغه بهواية مفيدة وذات قيمة فنية عالية يستطيع من خلالها أن يشذب روحه وأن يتواصل مع أشخاص يلتقون مع تجربته».

معقدة وصعبة

ومن جهته كشف الصحفي الياس مراد أن «هناك ملاحظات إيجابية للمعرض أولها بحضور الجمهور الكبير والمتميز، في هذا المعرض ومنذ فترة طويلة لم نشاهد مثل هذا الحضور، كما أن مسألة النحت على الحجر معقدة وصعبة ومتعبة، وأن يضم المعرض هذا العدد الكبير من المنحوتات فهذا شيء إيجابي، وخاصة أن النحات الدكتور الرمحين هو نحات معروف ومشهور وجامعي ومتخصص، أما وليد فهو لم يقدم على إقامة أي معرض سابقاً لأنه كان يعتقد أن ما يقوم به لا يتعدى الهواية في منشأته؛ وأنا أرى أن منحوتاته جميلة جداً وترقى إلى مستوى المنحوتات العالمية، ويمكن أن يطور نفسه أكثر، إذاً، هو نشاط ثقافي جيد وجميل ونتمنى عليهما التوفيق».

سيرياهوم نيوز3 – الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

منى واصف: أغار من الجنازات

عبّرت الفنانة منى واصف عن عدم اهتمامها بإطلاق أيّ جائزة تكريمية باسمها، كاشفة أنّ اهتمامها حالياً يتمثّل في رغبتها في أن تحظى بجنازة مهيبة تشبه ...