آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » لماذا لا يردّ بشار الأسد ؟

لماذا لا يردّ بشار الأسد ؟

 

كتب:نبيه البرجي

 

أجل، لماذا لا يردّ بشار الأسد على الغارات الاسرائيلية التي ينتفي أي مبرر عملاني لها . جبهة الجولان هادئة. لا رصاصة واحدة منذ توقيع اتفاقية فك الاشتباك في جنيف (31 أيار 1974)…

 

 

ربما كانت الغاية من الغارات، ومنها الغارة الأخيرة على مطار حلب الذي يستقبل المساعدات الدولية الخاصة بمواجهة تبعات الزلزال، استفزازية، وتتوخى ابقاء سوريا داخل حلقة النار (والاحتمال)، اذا ما أغفلنا البعد الكلاسيكي من ذلك . الهروب من التوترات الداخلية .

 

الجهات الرسمية السورية دأبت على اصدار بيانات التنديد كمثار للتندر، وللسخرية، من خصوم سوريا، لا سيما تلك المعارضات التي، في غالبيتها، مثال صارخ للتفاهة، وللزبائنية، وللتبعية، دون أن يكون النظام أفلاطونياً. ثغرات، واختلالات، بنيوية، يفترض أن تعالج بالكثير من الحكمة، وبالكثير من الفاعلية .

الجيش السوري، بحسب معلوماتنا،لا يمتلك منظومات صاروخية متطورة لمواجهة القاذفات المغيرة، وهي تضرب حيناً من داخل الأجواء الاسرائيلية، وحيناً من البحر، ناهيك عن الأجواء اللبنانية . لكنه يمتلك صواريخ أرض ـ أرض قادرة أن تصل الى رأس بنيامين نتنياهو.

هنا ما تقتضيه الواقعية . ثمة بديهيات يدركها الكثيرون، ويتجاهلها الكثيرون. اي رد صاروخي في الداخل الاسرائيلي قد يفضي الى هزات عسكرية، وحتى سياسية، في منتهى الخطورة.

سوريا المقطّعة الأوصال بالكاد تستطيع لململة جراحها . آلاف الكيلومترات المربعة تحت الاحتلال التركي، والاحتلال الأميركي . عشرات آلاف المسلحين، وغالبيتهم من المغول الجدد، ينتشرون في منطقة ادلب، مع (ضرورة) التشكيك بولاء مناطق تم تخليصها من أيدي الفصائل …

 

أكثر من ذلك، غياب الحد الأدنى من التوازن العسكري. هذا الوضع يشمل البلدان العربية قاطبة، بآلاف الطائرات، والدبابات، وبملايين الجنود، وأحياناً بالفوائض المالية التي تلامس الخيال …

 

استطراداً، لا مجال لأي مواجهة في ظل الوضع العربي الراهن، والذي لا نتوقع أن يتغير في حال من الأحوال، ومع اعتبار الحصار الذي تتعرض له سوريا حتى قبل اندلاع الحرب .

روسيا، الحليف الأكبر، التي تخوض حرباً هائلة في أوكرانيا ضد تكتل غربي، وحتى تكتل دولي، أخطبوطي، لا تستطيع أن “تزعج” بنيامين نتنياهو أو رجب طيب اردوغان، لا بل أنها مضطرة لمراعاة الاسرائيليين والأتراك، ولو على حساب أرواح السوريين …

ماذا عن الايرانيين ؟ ما يقال حولهم أنهم “يقاتلون بغيرهم”. لا بأس أن يسقط الآخرون. المهم أن تبقى بلادهم بمنأى عن الخطر .

لكن ما قاله السيد حسن نصرالله الأربعاء لـ “الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين” ـ وكنت بين الحضور ـ يشي بأن الاستعدادات على قدم وساق لـ”اليوم الكبير” . أكد، اكثر من مرة، أنه قريب، تزامناً مع الرهان على التشققات السياسية، والعسكرية، وحتى التشققات الايديولوجية . التي تضرب اسرائيل!

 

الأمين العام لـ “حزب الله” شدد على حتمية الحرب بين “محور المقاومة” واسرائيل (هل بعد أن تصبح القنبلة النووية بيد آية الله خامنئي؟). لا مشكلة في الترسانة البشرية، وقد اشار الى فائض ضخم في هذا المجال.

واضح من قراءة ما وراء كلام “السيد” التركيز على تطوير الترسانات الصاروخية، كذلك أسطول المسيرات التي تثير هواجس يوآف غالانت، وهرتسي هاليفي . حتى الخبراء الأميركيون يؤكدون أن دخول الصواريخ في الصراع يمكن أن يقلب المشهد رأساً على عقب …

من الطبيعي أن تكون لنتائج الحرب في أوكرانيا تداعيات دراماتيكية على المشهد الشرق أوسطي، ما يستدعي الانتظار (الطويل) ولو على صفيح ساخن. ولكن الى أي مدى يمكن أن تصمد سوريا، بالأزمة الاقتصادية العاصفة، وبالجنون الاسرائيلي، والأميركي، بدلالاته الخطيرة اثر زيارة الجنرال مارك ميلي للقاعدة الأميركية شرق الفرات؟

 

 

الرئيس حافظ الأسد كان يراهن عند المفترقات الكبرى على “الجنرال زمن”. هل تتيح الظروف التي تغيرت كثيراً وكثيراً، للرئيس بشار الأسد مثل هذا الرهان بعدما لاحت في الافق بعض التحولات الديبلوماسية حيال بلاده؟

(سيرياهوم نيوز1-الديار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المهندس عرنوس ومخبر يؤكدان خلال اتصال هاتفي على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات

      أكد رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس والنائب الأول للرئيس الإيراني الدكتور محمد مخبر خلال اتصال هاتفي اليوم حرص الجانبين على استكمال ...