آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » مؤتمر cop28: للمناخ أم للكهرباء.؟

مؤتمر cop28: للمناخ أم للكهرباء.؟

ميشيل خياط

 

 

فوجئت أن المؤتمر العالمي للمناخ المنعقد في الإمارات العربية المتحدة (بين 30- ت1 و12 ك1-2023)، قد أقر في أيامه الأولى مضاعفة إنتاج الطاقة الكهربائية عن طريق المفاعلات النووية، ثلاث مرات حجمها الراهن. (توفر حالياً 10بالمئة من كهرباء العالم عبر 450 مفاعلاً في 30 دولة).

 

زرت الدكتور سنجار طعمة معاون وزير الكهرباء وهو باحث مرموق في الطاقات البديلة والمتجددة وسألته تفسيراً لهذا القرار، وفي ذهني أن العالم خائف حالياً من تلك المحطات بعد حادثة تشيرنوبل الشهيرة في الاتحاد السوفييتي –سابقاً- وما ألم بمحطة فوكوشيما في اليابان إثر زلزال شديد وفيضانات هائلة، منذ عدة سنوات… الخ.

 

أجابني د. طعمة أن سر توجه المؤتمر نحو المحطات النووية يكمن في الحاجة الراهنة إلى تقليص الانبعاثات الغازية الحرارية بنسبة 90 بالمئة لخفض حرارة الأرض ومنع تلك الحرارة من أن تزداد أكثر من الزيادة المتوسطة التي وصلت إليها حالياً وهي 1,5 درجة مئوية، بالمقارنة مع درجة حرارة الأرض في عام 1750تاريخ بدء الثورة الصناعية الأولى، علماً أن 75 بالمئة من الانبعاثات الحرارية الكلية على الأرض، تنجم عن الوقود الأحفوري (النفط والفحم).

 

وهم يراهنون على الجيل الرابع من المحطات النووية التي توفر الطاقة بالطريقة الاندماجية وليس الانشطارية (الخطرة). وهي طريقة أقل خطراً وتعطي طاقة هائلة لكنها _مع ذلك _باهظة التكاليف بالمقارنة مع المحطات الحرارية إلا أن عمرها أطول (50-60 سنة)، ويكمن سبب التوجه إليها أيضاً في ازدياد الطلب على الكهرباء، وهي بسبب ارتفاع تكلفتها، لا تقوى عليها سوى الدول الغنية، وأغلب هذه الدول تعاني الافتقار إلى الشمس للاعتماد على الحل الشمسي في توليد الكهرباء. وينصح الدكتور طعمة أن يتم خفض الانبعاثات من غاز ثاني أوكسيد الكربون (غاز الدفيئة) عن طريق: 1- الشمس، 2- الرياح، 3- مصادر المياه (سدود وأمواج بحرية)، 4- الكتلة الحيوية _(نواتج الحيوانات والنباتات)، وإنتاج الوقود الحيوي من زيت الذرة والنخيل، 5- المتروكات وهي تحتاج إلى بنى تحتية مكلفة وزمن طويل.

 

نعم الزمن عامل حاسم وكان ضاغطاً على 97 ألف مهتم بالبيئة ومختص بالمناخ شاركوا في أعمال هذا المؤتمر الدولي، إذ لفت سيمون ستيل مسؤول المناخ في الأمم المتحدة إلى أنه أمام العالم ست سنوات فقط قبل أن تتجاوز الحرارة الزيادة الراهنة وهي 1,5 درجة مئوية.

 

تعقد مثل هذه الاجتماعات منذ العام 2005 وتنامت عبر مؤتمر باريس العالمي للمناخ بحضور 15ألف عالم، وأصيب مؤتمر باريس بانتكاسة كبرى بانسحاب أميركا منه في العام 2016 رافضة المساهمة في صندوق الـ100 مليار دولار السنوي للمساعدة على تبني سبل خفض الانبعاثات.

 

فما الجديد اليوم في مؤتمر الأطراف السنوي cop28……؟ علماً أن الحاجة إلى المال ازدادت وتقديرات الأمم المتحدة تشير إلى ضرورة تأمين 300 مليار دولار سنوياً للتكيف مع التغير المناخي حتى عام 2030. وكمثال عن حال دول الجنوب _على الأقل_ في مواجهة مشاكلها البيئية، نشير إلى تركيز م. حسين عرنوس رئيس مجلس وزراء الجمهورية العربية السورية، في مطلع كلمته أمام أعضاء المؤتمر، على أن التمويل أساسي لمواجهة المخاطر البيئية التي تعاني سورية.

 

وهذا الأمر بقدر ماهو بدهي ظل غائباً، لكن المؤتمر الحالي قد يشكل تغييراً جوهرياً وانفراجاً إذ تم في أيامه الأولى تأسيس صندوق الخسائر والأضرار وحظي فوراً بتبرعات وصلت إلى 2,4 مليار دولار. وأعلن رئيس المؤتمر سلطان الجابر وهو رئيس شركة بترول أبوظبي (أدنوك) أن الإمارات العربية المتحدة ستوفر الإمكانات المالية لتضمن لدول الجنوب ألا تضطر إلى الاختيار بين التنمية وتدابير المناخ، إذ أوضح أنه يدرك أن هذا التعهد سيكلف مليارات الدولارات.

 

ثمة إذاً خطوات إلى الأمام تعد بمناخ أفضل وبيئة أجمل، ويبقى معلقاً موضوع تمويل صندوق الـ 100 مليار دولار سنوياً، لعله سيكون أساس جدول أعمال مؤتمر cop28 في العام القادم. وما من شك أن النجاح سيوفر كهرباء أكثر للعالم كله.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحرارة أدنى من معدلاتها والجو بين الصحو والغائم جزئياً

يطرأ انخفاض على درجات الحرارة لتصبح أدنى من معدلاتها بحوالي 2 إلى 5 درجات مئوية لمثل هذه الفترة من العام، جراء تأثر البلاد بمنخفض جوي ...