آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » ماكرون.. مرة أخرى

ماكرون.. مرة أخرى

مها سلطان  2020/07/16

لا يكف ماكرون عن دعوة أوروبا إلى التحرك دولياً -خصوصاً في منطقتنا- ـ«لتحديد مكانتها حتى يكون مصيرها بيدها وليس بيد غيرها» ويقصد ماكرون هنا، أن تعمل أوروبا على حجز دور لها على خريطة «العالم الجديد» قبل فوات الأوان.

ماكرون كما يبدو لايزال منفصلاً عن الواقع. فهو لا يدرك:

1- إن الأوان فات فعلاً، وأن أوروبا فعلياً خارج الحسابات الدولية الجديدة أو المقبلة، وهذا يعود لـ«الصديقة» أميركا التي لم تعد ترى فيها ورقة رابحة، فعملت على إخراجها حتى لا تتحول إلى عبء، إذ إن خريطة القوى الدولية الجديدة، هي بأغلبها منافسة إن لم نقل معادية لأميركا، وهذه الأخيرة تخشى أن تميل أوروبا نحو القوى الجديدة، فكان الخيار باستبعادها «قبل فوات الأوان» باعتبارها عدواً محتملاً مقبلاً.

2- إن أوروبا بالأساس لم يكن لها لتكون داخل الحسابات الدولية لولا أميركا التي هندست بعد الحرب العالمية الثانية الاقتصادات والسياسات الأوروبية، وحتى العسكرية، وفق المصالح الأميركية، بالمطلق. وعندما تنتفي هذه المصالح، فإن الحاجة الأميركية لأوروبا ستنتفي.

3- إن أوروبا ليس بيديها أوراق قوة يمكن التعويل عليها خصوصاً بعدما قررت أميركا/ ترامب الاستغناء عنها، أو لنقل وضعها على الرف، وما دامت على الرف فإن لا دور لها، لا حالياً ولا مستقبلاً. وحتى لا نتهم بالمغالاة لتتجرأ أي من الدول الأوروبية على مخالفة الأجندات الأميركية على الساحة الدولية، خصوصاً في منطقتنا التي يعتبرها ماكرون المنطقة الأساس في تحديد مصير أوروبا ومستقبلها.

4- إن أوروبا ليس لها أي مكانة ولا دور في منطقتنا، فحتى عندما تدخلت عام 2011 عسكرياً ضد ليبيا، كان ذلك وفق الأوامر الأميركية، تماماً كما هو حالها في كل تدخل لها في منطقتنا منذ أفول عهد دولها كدول استعمارية بعد الحرب العالمية الثانية لتصبح تابعاً لأميركا.

5- إن أوروبا بمجمل دولها، لديها من الأزمات الداخلية (والبينية) ما يكفي ويزيد ويفيض، وبما يجعلها غير قادرة على ممارسة أي دور خارجي.. ولم يكن ينقصها سوى أزمة كورونا لتزيد طينها بلة.

لا ندري، هل يغيب كل ذلك عن ماكرون، وهل حال ماكرون هذا هو حال فرنسا، وبقية الدول الأوروبية؟

لا نعتقد ذلك، إذ إن حديث «الانفصال عن الواقع» لا نسمعه إلا من ماكرون.. ففي أوروبا، كل يعرف حدّه ويقف عنده

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وهن العزيمة أم وهم العزيمة؟!!…

  باسل الخطيب   من قال أن هذه آخر الحروب؟…. هذه لم تكن سوى جولة وحسب..   هذا لم يعد اسمه تحت خط الفقر…. هذا ...